دونالد ترامب يعتمد على أقوى الأسلحة في حملته الرئاسية
كتبت- هدى الشيمي:
يحقق المرشح الجمهوري لرئاسة أمريكا، رجل الأعمال دونالد ترامب، تقدما كبيرا في الانتخابات الرئاسية التمهيدية، والانتخابات الداخلية داخل الأحزاب، تؤكد صحيفة "يو.إس.إيه" توداي الأمريكية، أنه استطاع تسخير وسائل الإعلان في الحصول على هذا التفوق على منافسيه.
تشير الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن ترامب معروف عنه إنه أحد أباطرة الأعلام، حيث يعلم كل ما يحتاج إليه بالتحديد، لكي يبقي في المقدمة، متصدرا على منافسيه، واستطاع بإصدار مجموعة من الوعود وقول أشياء لم يكن يتخيل أي شخص أنه سيستمع إليها، أن يكون في مركز الاهتمام.
استطاع ترامب تسخير الإعلام لخدمته الشخصية، فما تعلمه من خبرته الشخصية، علم إن الإعلام قد يكون له تأثير مشابه للمخدرات، وساعده على ذلك القنوات الإعلامية بمختلف أشكالها، فبدلا من تجنبه وعدم الاهتمام بالتصريحات التي يدلي بها، بدأت البرامج الحوارية والإخبارية التحدث عن رسائله، وأصبحت مؤتمراته الصحفية، أحد المعايير الاساسية لقياس حجم الدعم الشعبي للمرشحين المنافسين له على الرئاسة، مما جذب جمهور لم يكن مهتم بالحياة السياسية من قبل.
أصبح دونالد ترامب حديث الساعة، وانقسمت حوله الآراء، فتقول الصحيفة، إن هناك من حاول الجمع بينه وبين الأب تشارلز كافلين، الذين شن هجوماً شعبيا في ثلاثينيات القرن العشرين على "تحالف فرانكلين روزفلت مع المصرفيين"، وهناك من قارن بينه وبين الدعاية الذي يؤثر على المواطنين باستخدام اساليب سحرية، وهناك مجموعة أخرى قارنت بينه وبين "بي.تي بارنوم" منظم العروض الأمريكي، ألا أن البعض الآخر غضب من تصريحاته، ووصفه بأبشع الصفات، وجمع بينه وبين الزعيم النازي أدولف هتلر، إلا أن الوضع الذي يعد الأقرب لما تعيشه أمريكا مع ترامب حاليا، يشبه كثيرا ما حدث مع الدكتور جون رومولوس برينكلي، أول مليونير عصامي أمريكي، استطاع تكوين نفسه عن طريق الإعلام.
كان الدكتور جون رومولوس برينكلي، طبيب جراح وعد الرجال بمساعدتهم على القوة الجنسية، والحفاظ على قدراتهم الجنسية طوال الوقت، من خلال زرع أنسجة في الخصية، وخلال عام 1920، أسس مكان أكاديمي مخصص لممارسة الطب في ميلفورد، في ولاية كنساس الأمريكية، وبعد فترة حقق نجاحا كبيرا، ساعده على تأسيس محطة إذاعية، والتي بثت مجموعة من البرامج الترفيهية، وكان هدفه الأساسي منها، هو الرجال القلقين من فقدان قدراتهم الجنسية، ويوما بعد يوم استمع جمهور هذه الإذاعة لصوت برينكلي الهادئ، في الصباح والمساء، وبعد فترة تدفقوا على المراكز الطبية التابعة لبرينكلي، فأصبح ثريا، لدرجة تمكنه من إعادة بناء وتعمير مدينة كاملة.
زادت شهرة وثروة برينكلي يوما بعد يوم، حتى وصلت للعاصمة الأمريكية واشنطن، وقررت الإذاعة الاتحادية بالتعاون مع الجمعية الطبية الأمريكية، إجراء تحقيق حول ممارسات برينكلي، وقررت إنها لا يستخدم الموجات الإذاعية للصالح العام، وهددته بسحب رخصته.
عام 1930، وبعد جهود مستميتة لإنقاذ نفسه، أعلن المليونير برينكلي، دخوله السياسة، بترشحه في منصب حاكم كنساس، فانتقل من مكان لآخر يلقي خطابات حماسية على الحشود، واعتمد في حملته الانتخابية على البث الإذاعي، وركز في خطابته على المشاكل التي يمر بها الشعب، والتي يخشى منها، مثل المخاوف الاقتصادية، ووعد ببناء مشاريع كبرى، تساعد على إنهاء الأزمة، ووعد بمساعدة العمال، مؤكدا على تقديم حكومته لأفضل الأدوية، حتى للذين لا يستطيعون دفع ثمنها، بالإضافة إلى خفض الضرائب.
بوعود برينكلي التي سلبت عقول المواطنين، زاد القلق داخل الأحزاب والقيادات السياسية، خاصة وبعد تأكدهم من تورطه في ممارسات غير شرعية، فأرسلوا رسائل إلى كل مركز اقتراع في كنساس، يؤكدون إنه في حالة عدم كتابة اسم "برينكلي" بطريقة صحيحة، لا تشوبها شائبة، سيكون الاقتراع ملغي.
وبعد انتهاء الانتخابات، وبدء عملية الفرز، كانت النتائج، كالتالي، هاري ووذرينج 21.5340 ألف صوت، وحصل المرشح الثاني على 21.5208 ألف صوت، أما برينكلي، فحصل على عدد أصوات وصل إلى 18.1216 صوت، بالإضافة إلى عشرات الأصوات التي الغيت، لعدم كتابة الاسم بطريقة صحيحة، مما يعني إنه كان الفائز الحقيقي في تلك الانتخابات.
وترى الصحيفة، أن الجامع الحقيقي بين برينكلي وترامب، قدرتهم على استخدام وسائل الإعلام ببراعة، في تحقيق مكاسبهم، وعلمهم ما يريد أن يستمع إليه المواطنين.
فيديو قد يعجبك: