كاتب سعودي: مصر.. "تنين العرب" القادم
الرياض - (أ ش أ):
قال الكاتب السعودى جمال بنون إن حال الاقتصاد المصري اليوم أفضل بكثير عما كان عليه في السابق، وأهم ما يشجع على تحسن ونمو اقتصادها، هو الاستقرار السياسي والأمني، وجملة الإصلاحات التي تقوم بها مؤسسات الدولة، مما يعني أن مختلف الأنشطة الاقتصادية مرشحة لتتصدر وتشكل علامة فارقة في المشهد الاقتصادي العربي، وربما تكون إحدى الدول العربية الأكثر نموا واستقرارا خلال المرحلة المقبلة، لكن من الضروري أن تستغل مصر هذه العافية لصالحها، وأن تتحول تدريجيا إلى أحد أهم الاقتصادات، وتكون هي "صين العرب".
وأضاف فى مقال بصحيفة "الحياة " اللندنية فى طبعتها السعودية بعنوان "مصر تنين العرب القادم" إن مصر اليوم تملك كل مقومات البنية التحتية من مهن وحرف وبيئة استثمارية، وصناعات متعددة وأنشطة تجارية متنوعة، والأهم من ذلك أن لديها عمالة مهنية قابلة للتطويع في مختلف المجالات.
وتابع "هذا الاستقرار ساعد في تدفق الاستثمارات الأجنبية وبخاصة العربية، ومن أهمها تلك التي أسفرت عنها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إذ تعد زيارة تاريخية لملك سعودي، شهدت اتفاقات في مجملها اقتصادية وتنموية وتفتح آفاقا متعددة، ومن أهمها مشروع الربط البري بين البلدين، الذي أطلق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي، جسر الملك سلمان، كما وصف العاهل السعودي هذا الجسر بأنه خطوة تاريخية سيربط القارتين الآسيوية والأفريقية، إضافة إلى أنه سيرفع التبادل التجاري بين القارتين إلى مستويات غير مسبوقة، وشهدت الزيارة التوقيع على نحو 17 اتفاقا تتضمن قروضا لإنشاء وتمويل مشاريع متعددة، تسهم بشكل فعال في دعم الاقتصاد المصري وتوفير فرص عمل لأبنائها، ويؤسس أيضا لعلاقة قوية ومتينة بين البلدين الكبيرين، وبخاصة فيما يتعلق بتعيين الحدود البحرية.
واستطرد انه حينما تدعم السعودية وباهتمام من أعلى قيادة في البلاد التوجهات الاقتصادية المصرية، بالتأكيد هي إشارة واضحة إلى أن التعاون بين البلدين وصل إلى مرحلة تتطلب المزيد من التفكير في مستقبل الأمة العربية، وخصوصا في مجال التنوع الاقتصادي وخلق فرص عمل، وأن يكون للعرب أيضا "نمر" أو "تنين"، كما هو حال النمور الآسيوية المعروفة تايوان وسنغافورة وهونج كونج وكوريا الجنوبية، إذا ما علمنا أن الصين واليابان تحاولان اللحاق بهذه النمور، لما شهدته من نمو اقتصادي كبير وثورة صناعية متقدمة.
وقال "عربيا، ليس هناك حتى الآن دول يمكن أن نطلق عليها هذا اللقب، إنما مصر اليوم تمتلك مؤهلات عدة لأن تتقدم وتتطور".. مضيفا ومن المهم على البلدان العربية من خلال القمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، أن تدعم مصر في توجهها الاقتصادي في المرحلة المقبلة، مع تشجيع الاستثمار فيها وتقوية اقتصادها، وهذا يقودنا إلى سرعة إنشاء تكتل اقتصادي عربي من دول عدة، في مقدمها السعودية ودول الخليج ومصر والسودان.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: