لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

باحث إسلامي: بيت أبو بكر الصديق بمكة تحول لفندق.. وبناء ناطحات السحاب محى أثار الإسلام بها

10:57 ص الثلاثاء 12 أبريل 2016

أصبحت مكة مدينة تعج بالأثرياء المسلمين ومدينة استه

ترجمة- أسماء ابراهيم:

أجرت مجلة "ست" السويسرية مقابلة مع ضياء الدين سردار، واحد من المثقفين والمفكرين المسلمين، وهو بريطاني من أصل باكستانية وأجرى أبحاثا حول الحج ومكة المكرمة لمدة تجاورت أربعين عاما.

مؤخرا نشر الكاتب كتابا بعنوان "تاريخ مكة من ولادة إبراهيم إلى القرن الحادي والعشرين".. يحكي فيه عن تاريخ مكة، التي تعتبر أقدس مدينة في الإسلام، وبيبين فيه تاريخ مكة وكيف تم تغيير المدينة بشكل ممنهج حتى اختفت الآثار الإسلامية الأولى، وأصبحت مكة مدينة تعج بالأثرياء المسلمين ومدينة استهلاكية من الطراز الأول.

 هل كان من السهل أن تكتب عن مكة؟

لقد كان من الصعب جدا، واعترف أن الكتابة عن مكة عملية معقدة وفي غاية الصعوبة، اذ كان يتوجب عليَ أن أقدم قصة محايدة وموضوعية ومنفصلة عني أنا كمسلم، قدر الإمكان، كانت تساورني شكوك عدة بشأن هذا الكتاب وبصراحة قضيت سنوات أفكر في هذا الكتاب.

 ما هي المصادر التي اعتمدت عليها في هذا الكتاب؟

 كانت أكبر المشاكل التي واجهتها هي عدم وجود مؤلفات سابقة استطيع الاعتماد عليها في بحثي عن تاريخ المدينة، وقد اعتمدت على كتب الأدب والكتب التي تحدثت عن طقوس الحج على مر السنين وبعض الكتب التي وصفت طبيعة المكان كما في الشعر، لكن الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن تاريخها والعوامل التنموية التي أثرت فيها كانت قليلة وقد تكون معدومة.

 وكيف تصرفت إزاء غياب المصادر؟

 لقد اجريت مسحا ميدانيا وزيارات ميدانية استمرت سنوات جمعت خلالها البيانات على جهاز الحاسوب الخاص بي، وقد كنت مراقبا عن كثب لما يحدث هناك.

 تقول في كتابك أن مكة لم تكن دوما أو أبدا مدينة مركزية بالنسبة للحضارة الإسلامية، كيف ذلك؟

 يعتقد المسلمون أن مكة كانت منذ الأبد تحتل مكانة مهمة في تاريخ الإسلام، وفي الواقع لا يوجد ما يثبت ذلك؛ فقد كانت فقط مكانا يتجمع فيه المسلمون من أنحاء العالم لأداء فريضة الحج فقط، وحتى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يستقر فيها بعد نزول الدعوة وتوجه للمدينة المنورة، وحتى الخلافة الأموية 661-750 ، فقد اتخذت من دمشق عاصمة لها، والخلافة العباسية 749-1258 كان مقرها بغداد، ثم اختارت الإمبراطورية العثمانية أسطنبول كمركز لها، حتى أن بعض المدن الرئيسة الأخرى والتي كان لها مكان في الحضارة الإسلامية لم تكن مكة إحداها، سمرقند والقاهرة وفاس وقرطبة وغيرها.

 كيف حصلت مكة إذا على هذه المكانة التي هي عليها اليوم؟

مكة تحظى بشعبية إسلامية كبيرة، بسبب وجود الكعبة المشرفة فيها، وبالنسبة للمسلمين فالكعبة هي بيت الله، هذا بشكل حرفي، لكنني اعتقد أن مكانتها في الاسلام رمزية، ومعروف عن المسلمين انهم رومنسيون فيما يتعلق بالتاريخ.

 هل يمكن توضيح المزيد حول هذه الفكرة؟

مكة المكرمة هي مدينة يؤدي فيها المسلمون طقوس الحج، لكن في الوقت الحالي من يديرها هو الملك حيث الاخلاق غائبة في المكان بشكل فعلي، تكثير فيها الممارسات العنصرية والتعصب وسوء المعاملة، ولقد رأيت بنفسي مرارا وتكرارا الاستخبارات السعودية والحرس السعودي وهم يعاملون المسلمين هناك بشكل عدواني، ويتم القبض على الزائر أو العامل الأجنبي تحت أي سبب، وقد يتعرض للتعذيب حتى لو كان بريئا.

هناك يتم كل عام قتل عشرات من العمال الأسيويين لأسباب واهية، وأغلبهم من الفقراء والمهمشين ويأتون إلى مكة طلبا للرزق.

وبغض النظر عن وجود الكعبة في مكة، لكنها كانت مكانا أريق فيه الكثير من الدماء وشهدت حروب قبائل عربية لسنوات.

 تقول أيضا أن السعوديين غيروا ومحو تاريخ مكة المكرمة حيث هدموا المدينة؟

ما نراه اليوم ليست الكعبة التي كانت على زمن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم، هذه نسخة أخرى، حيث لا يمكنك رؤية أي شيء من الآثار القديمة، حيث البيوت والمساجد الصغيرة، لقد دمرت الجرافات كل شيء في الحرم، وصارت المدينة مشوهة إنها تشبه الى حد ما "لاس فيغاس في أمريكا، لقد تم تدمير تاريخ الأمويين والعباسيين والعثمانيين من أجل الخرسانة المسلحة.

لا شيء على الإطلاق باقي من مكة القديمة، بيت السيدة خديجة وبيت النبي ومساكن أهل البيت وأوائل اتباع النبي وأصحابه كلها تم تدميرها، انهم يحفرون في كل مكان من أجل اقامة ابراج سكنية وفنادق، لقد ساوت الجرافات كل شيء بالأرض.

 وفقا للسعوديين تم تدمير البيوت القديمة خشية وقوع المسلمين في بعض الشرك؛ حيث يأتون لزيارة بيت محمد وآله بدل من بيت الله؟

هذه حجة واهية، المسلمون يعرفون جيدا الفرق بين احترام تراث نبيهم وعبادة الله من جهة أخرى، إنهم يصلون لله فقط وليس لأي شخص اخر، السعوديون يسخرون من المسلمين، فلماذا محو اثار النبي، لقد قام الأمراء ببناء قصور ليسكنو فيها ولكنهم في نفس الوقت حولوا بيت عائشة - زوجة النبي صلى الله عليه وسلم - لمكان حيث المراحيض.

هل يمكن أن نصف مكة على أنها سوبر ماركت كبير؟ ام هل تراني أبالغ (يسأل الصحفي الذي أجرى المقابلة)؟

لا، لست تبالغ على الاطلاق، الدين الجديد للسعوديين يتلخص في التسوق، هذه هي الأصنام الجيدة إنها الأسواق، والعلامات التجارية في كل مكان، وصار كل شيء للبيع، انها مدينة ارستقراطية للأغنياء حتى انها قد تكون أغلى من لندن ونيويورك، والحج هو الاوزة التي تبيض ذهبا للسعوديين، هل تعلم أن الحج يكلف الشخص الواحد ما بين 6 الاف الى 10 الاف فرنك سويسري؟ ومع انخفاض أسعار النفط تحاول السعودية تعويض ما ينقصها من الأموال، الحج هو الذي سيوفر مالا للسعودية في حال تعرضت للإفلاس.

 ما رأيك ببرج الساعة وهو صناعة سويسرية؟

أنه مثير للاشمئزاز، هذا البرج طوله 601 متر، وهو الرابع من حيث الطول في العالم، وهو جزء من بناء مجموعة ناطحات سحاب في المنطقة، هذه المباني ومراكز التسوق الفخمة حتى انها تبدو أطول كثيرا من الكعبة التي تكمن في المنتصف ومحاطة بكل هؤلاء من كل الجوانب.

هل تعلم أن فندق هيلتون القريب من الحرم المكي بني على أثار منزل رفيق النبي محمد أبو بكر الصديق!!، وهناك ستقام أيضا 130 ناطحة سحاب خلال 10 سنوات، الحرم يحاط بالخرسانة، لكن ما يقلق أن حجاج المسلمين لا يتنبهون إلى ما يحدث ويعترض عليه، فبدل من الاعتراض على الرسم الكاريكاتوري المسيء للنبي محمد عليهم الاحتجاج على ما يحدث في مكة من تدمير لأثار الدين ومسح الذاكرة المتعلقة بالأماكن.

 كيف ردت السعودية على كتابك؟

المملكة منعتني من دخول أراضيها، وحاولت منع نشر الكتاب في الغرب، وقد منعت دول الخليج الأخرى دخول كتابي اليها.

 لماذا؟

السعوديون يريدون أن يكونوا أوصياء على الإسلام، ويرون أن العالم الإسلامي الحالي يواجه حربا بين السنة والشيعة، والوهابية تريد العودة الى الاسلام الاصيل) ومن هنا برز مفهوم الجهاد، والوهابيون يمولون القراءة الأصولية للدين والمتشددة من خلال مذهبهم وأموال نفطهم، إنهم يشعرون انهم أوصياء على الإسلام الحقيقي وحماته ويرون أن المسلمين الاخرين ضائعين والغرب كفار، ومن هنا ظهر تنظيم داعش.

 هل هناك وجه مقارنة بين داعش والمملكة السعودية؟

داعش وحوش تحمل أفكارا وهابية وسلفية سعودية، وعلى أساسها تتصرف، إنهما يشتركان في نفس مفهوم التاريخ، لكن داعش هي نسخة أكثر تطرفا ، هما وجهان لعملة واحدة مع استثناء أن داعش غير معترف بها في المجتمع الدولي بينما يعترفون بالسعودية كدولة لها كيان.

 ما هو العلاج لما يحدث؟

العلاج يكمن في فتح العقول وتتبع تاريخ هذا الدين، وقراءة القرآن بالعقل لا بالعاطفة، فالدين ليس مجموعة من الطقوس الدينية والمحظورات.. إنه فكر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان