لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كاتب فرنسي: كيف تجاوزت مصر الطبخة الأمريكية والديكتاتورية الدينية؟

11:44 ص الخميس 28 أبريل 2016

كتبت - أسماء ابراهيم:

يحاول الكاتب الفرنسي "تيري ميشان" في مقال له نشر على موقع "فولتير نت" الفرنسي تحليل الوضع السياسي القائم في مصر، والمتغير منذ 5 سنوات أي منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الوقت الراهن.

وحاول الكاتب قراءة الوضع المصري من خلال ما تصرح به بعض الحكومات ووسائل الإعلام الغربية، التي ترى أن الحكم العسكري هو أسوء ما حدث في مصر، لكنه يقول بان هؤلاء نسوا أن غالبية الشعب المصري يدعم الجيش ويقف الى جانبه على عكس الحكم العسكري في أي دولة أخرى - على حد تعبيره.

ويري تيري، أن من يرون أن الرئيس الأسبق محمد مرسي - المحسوب على جماعة الإخوان - تم انتخابه قانونيا فهم مخطئون، لأن مرسي لم يحصل إلا على أصوات 17% من الناخبين، في حين تظاهر ضده وطالب بإقالته ما يزيد على 33 مليون مصري - أي أكثر من الذين انتخبوه بمرات عديدة.

ويضيف الكاتب أن ما حدث مع مرسي لا يمكن ان يسمى قانونيا "انقلاب"، لأنه جاء بطلب من الشعب ولأنه ثبت تلاعب الإخوان في نتائج الانتخابات - وفق تعبيره.

ويشير تيري، إلى أن المصريين يعتقدون أن ما يحدث الآن هو استمرار للصراع بين القوميين والإسلاميين؛ حيث حاول "الإخوان المسلمون" السيطرة على نظام الحكم منذ 1954 و 1948 و1981 الى ان نجحوا عام 2012 بمساعدة ودعم الولايات المتحدة.

عام 2011 خرجت المظاهرات الشعبية المصرية ضد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فيما دعمت واشنطن المنظمات غير الحكومية التي عملت على تعبئة الشباب ضد حكم الحزب الوطني لمصر، وفي بداية الربيع العربي ارسل البيت الأبيض دفعات من وكالة الاستخبارات الامريكية لتعشعش هناك، فيما تم ارسال موفدين للحوار مع حسني مبارك لحثه على الاستقالة، وقد استجاب الأخير لأنه عرف أنه من غير الممكن إعادة النظام الى مصر وسلم منصبه لنائبه بغرض ضبط الفوضى في البلاد وتم القبض بعدها على مسؤولين من منظمات المجتمع المدني لأنهم مولوا "تغيير النظام" بأموال تصل قيمتها الى 48 مليون دولار، ثم تم اطلاق سراحهم ولجأ بعضهم الى السفارة الامريكية التي نقلتهم عبر طائرة خاصة بمساعدة السي اي ايه.

بعدها أيدت واشنطن مرشح الإخوان محمد مرسي خلال حملته الانتخابية وجاء الشيخ يوسف القرضاوي - المرشد الروحي للإخوان - على حد وصفه، ليخطب في ميدان التحرير وساهمت قناة الجزيرة القطرية أيضا في عمل دعاية مجانية لمرسي.

وفي الانتخابات شارك ما يقرب من 35% من المصريين ونحج مرسي بنسبة 17% فقط، تم إعلان مرسي الرئيس المنتخب، وقيل غن رئيس لجنة الانتخابات العامة لم يستند في إعلان النتائج على المستندات، لكنه كان يتجنب إعلان فوز الجنرال أحمد شفيق- بحسب الكاتب، ولو تم إعلان فوز شفيق لفتح الإخوان باب الحرب الأهلية في مصر.

وهنأت الولايات المتحدة الامريكية والتي طبخت العملية برمتها مرسي لفوزه بكرسي الحكم في مصر وادعت ان قصة فوزه ديمقراطية بحتة لكن هذه القصة كانت كاذبة وعارية تماما عن الصحة، قصد صدقتها جميع الدول، وكانوا فرحين اكثر بكون مرسي مدنيا بعد ان تم حكم مصر عسكرا لمدة 5000 سنة.

فور اعتلائه كرسي الحكم، زعم مرسي ما سماه الكاتب الفرنسي (الديكتاتورية الدينية) وفتح باب العمل في الإدارات لجماعة الاخوان وتمت إعادة تأهيل من أُدينوا قبل ذلك بالارهاب، واستقبل وهنأ علنا قتلة الرئيس الراحل انور السادات واضطهد مطالبين بالديمقراطية وقتل في وقته الكثير من المسيحيين وهاجر اخرين واعلن وقتها عن احتمالية بيع قناة السويس لمصر والتنازل عن سيناء لصالح غزة.

وهاتف مرسي من القصر الرئاسي على الأقل أربع مرات أيمن الظواهري زعيم تنيم القاعدة الإرهابي، وخلال هذه الفترة ايضا سمح باستقرار مجموعة من الجهاديين في سيناء، وقام هؤلاء بتفجير خط الغاز اكثر من مرة بين الأردن ومصر وإسرائيل.

ويزعم الكاتب أن مرسي بعث أيضا وفدا رسميا ليلتقي مع خليفة داعش أبو بكر البغدادي لكنهم لم يتقفوا.

وفي نهاية المطاف دعا مرسي الجيش للاستعداد من أجل مهاجمة سوريا وإسقاط بشار الاسد ليتمكن الإخوان في سوريا من اعتلاء عرش الحكم.

ويتابع: ثم تكتلت جهات عدة وكان اخرها الجيش ضد مرسي وتمت الاطاحة به وكانت المظاهرات مثل فيضان نهر النيل مما دعا الجيش للاستجابة للشعب وعزل مرسي.

ولفت الكاتب إلى أن الإخوان حاولا بدعم أمريكا الاحتفاظ في الحكم باستخدام العنف، مما جعل القتلى بالعشرات واستمرت القاهرة لتكون مسرحا للقتال المسلح لمدة زادت عن شهر ثم تم تأسيس حكومة مؤقتة، وتم تحديد ميعاد جديد للانتخابات بينما أخذ الغرب يندد بما سموه الانقلاب العسكري على مرسي وفي نهاية الامر انتخاب السيسي بنسبة أصوات وصلت الى 96% من الاصوات وما زالت الجزيرة تنعته بالقاتل.

وكان من المتوقع ان يقوم السيسي، الذي عمل في الاستخبارات الحربية ايام مبارك ووزير دفاع ايام مرسي، أن يعيد النظام والسلام الاجتماعي وإطلاق السجناء السياسيين الذين قبض عليهم الاخوان والاعتذار للمسيحيين عما حصل واعادة بناء الكنائس التي احرقت.

المملكة السعودية وقفت الى جانب السيسي ودعمت الاقتصاد وحظرت جماعة الإخوان المسلمين، وأغدقت على مصر الكثير من الأموال، وما كان من السيسي الا ان دعم الرياض في حربها في اليمن وأرسل جنودا يقاتلون هناك.

وبعد اعتقال مرسي تحولت أسلحة بيت المقدس من مقاتلة إسرائيل الى مقاتلة الجيش المصري، وأعلنت داعش بانها ترغب في أن تكون سيناء عاصمة دولة الخلافة، في الوقت نفسه وبدعم من الصين افتتح الرئيس السيسي قناة السويس الثانية مما ادى لتطوير النقل في المنطقة والسماح بدخول مزيد من البضائع من الصين لأوروبا.

وفي النهاية جاءت أزمة تيران وصنافير لتقف أمام الرئيس السيسي الذي وقفت الرياض إلى جانبه على كل الأصعدة، لكن القوميين لا يريدون أن تمر قضية الجزيرتان على خير - على حد وصفه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان