لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا تكره الإيرانيات الحجاب؟

01:47 م الخميس 28 أبريل 2016

لماذا تكره الإيرانيات الحجاب؟

كتبت- هدى الشيمي:

مع بدء فصل الصيف، تبدأ الشرطة الإيرانية في شن حملات لتوقيف الفتيات والسيدات اللائي لا ترتدين الملابس الإسلامية المعروفة في البلد.

تقول صحيفة الجارديان البريطانية، في تقرير للصحفية الإيرانية دينس حسن زاده أجيري، منشور على موقعها الإلكتروني، إن الشرطة كلفت حوالي 7000 عميل متخفي بهذه العملية بجانب قوات الشرطة المنتشرة في كل مكان.

تروي الصحفية الإيرانية، إنها في يوم حار في بداية الثمانينيات، كانت برفقة والديها وشقيقتها الكبيرة، وأخرى رضيعة موضوعة في سيارة أطفال، ذاهبين إلى معرض دوالي في طهران، حتى استوقفتهم الشرطة، ودخلت برفقة والدتها وشقيقتها إلى مكتب تملؤه عميلات مسئولات عن التحقق من ملابس النساء، وطالبوا بعض النساء بوضع الحجاب بطريقة أفضل، وأعطوا أخريات مناديل مبللة لكي تزلن مساحيق التجميل من على وجههن، ثم دققوا في ملابس والدتها، ونظروا إلى الطفلة الصغيرة وسألوها لماذا لا ترتدي شيء يخبئ ساقيها، فأجابتهم الأم في فزع "لم تكمل شهرها الثامن بعد"، فقالوا لها إنها فتاة، فوضعت على ساقيها بطانية، وغادروا المكتب.

مع مرور الوقت، تعرف الجيل الأصغر سنا إلى شرطة الأخلاق، ووفي خلال فترة قصيرة بدأت دائرة الخوف والفزع التي انتابت الجميع، تنكسر، لم يكن هناك أحد خائفا من الشرطة.

في بدايات التسعينات، تقول حسن زاده، إن شرطة الأخلاق حاولت إلقاء القبض على شقيقتها وصديقتها عندما كانوا في طريقهم لشراء المثلجات، حيث وقفت سيارة سوداء وفتحت امرأة ترتدي ملابس سوداء باب السيارة وطلبت منهم الدخول، فركضت الفتاتين تجاه تاكسي كان على بضعة أمتار، واستقلاه، فسارت ورائهم سيارة الشرطة وأطلقت النار على التاكسي، فتوقف ونزل رجلين وصوبا أسلحتهما تجاه التاكسي، وصرخت المرأة بعلو صوتها وأمرت الفتاتين بركوب السيارة فورا، فانصاعا لأوامرها.

بعد ساعات من تواجد الفتاة الصغيرة، والتي كانت تدرس في المرحلة الإعدادية، داخل مركز الاحتجاز ذهب والديها إليها وإخراجها، وكانت الأم مصابة بصدمة، ولم يقدر الأب على استيعاب ما يحدث، أما هي، فدخلت المنزل وعلى وجهها ابتسامة عريضة، وأخبرتهم أن تلك الساعات كانوا من أروع التجارب في حياتها، فخلال تلك الفترة بقيت الفتيات والسيدات المحتجزات تغنين وتصفقن، وعرفت الكثير من الأشياء التي تفعلها غيرهن من الايرانيات، وتأكدت من أنهن جميعا يضربن بالقوانين عرض الحائط.

في بداية الألفيات، كان والد حسن زاده وشقيقتها في السيارة بمفردهما، فاستوقفتهما السيارة وسألتهما عن العلاقة التي تجمعهما، وطلبوا أوراق تثبت أن علاقتهما مجرد أب وابنته، ولكنهما لم يكن يحملان أي شيء، فتحدث الشرطيان معا لدقائق ثم تركهما يذهبان.

عندما تولى محمود أحمدي نجاد  رئاسة إيران في 2005، انتقل المجتمع الإيراني أكثر نحو التحفظ، وأصبح موسم زيادة شرطة الأخلاق، والتي تضاعف عددها بين عشية وضحاها، وكانوا يلقوا بالقبض على أي شخص، وبعد عامين من تولي نجاد للسلطة، كانت حسن زاده برفقة عمتها في السيارة حيث كانوا ذاهبين لرحلة، فاستوقفتهم الشرطة، وطلبت منها سيدة ترك السيارة، وكان هناك سيدتين داخل سيارة الشرطة المعروفة، كل منهم تضع مساحيق تجميل، وطلاء أظافر، وسألوها عن المعطف الذي ترتديه الايرانيات، واستمر النقاش لفترة، وانتهى بإحضار عمتها لمعطف وضعته عليها، وتركوهم يذهبون، وتؤكد حسن زاده إنهم لم يكونوا غاضبين، ولكنهم كانوا هادئين تماما، حيث اعتادوا على الأمر.

تشبه الصحفية الإيرانية مغامرات مواطنيها مع شرطة الأخلاق بحكايات شهرزاد التي لا تنتهي، فهي تستمر وتختلف من شخص لآخر، ومن الواضح أن المسئولين لن يفعلوا أي شيء، وليس لديهم القدرة على التصدي لها، مشيرة إلى تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن العملاء المتخفيين في شرطة الأخلاق واجبهم الحقيقي هو احترام كرامة الناس وانسانتيهم.

وتقول "حتى ذلك اليوم المبارك الذي يتم فيه احترام كرام وانسانية الشعب الإيراني، سأظل أحاول فك شفرة كل شيء بذلت المليشيات وغيرهم من المتشددين مجهودا لجعلنا نفهمه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان