ديما الواوي.. أصغر أسيرة فلسطينية تكشف الوجه الحقيقة لـ "عدالة" الاحتلال
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتب - علاء المطيري:
في إسرائيل.. "العدالة" تمنع محاكمة الأطفال وتضع اشتراطات عند التعامل معهم حتى لو كانوا مهاجمين، لكن تلك العدالة تستثنى أطفال فلسطين لأنها تعتبرهم إرهابيون رغم أن بعضهم لم يتجاوز 12 عامًا.
"ديما الواوي".. أصغر أسيرة فلسطينية كشفت للعالم الوجه الحقيقي للعدالة الإسرائيلية، حيث تحدثت عن معاناة داخل سجن وتحقيقات مع طفل وانتهاكات حقوقية تقوم بها سلطة يمنع قانون دولتها أن يٌعامل الأطفال تحت 18 عامًا بمثل ذلك.
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن تزايد أعداد الشباب الفلسطيني داخل السجون الإسرائيلية يٌعد اختبارًا للنظام القضائي في إسرائيل، مشيرة إلى أن حالة ديما الواوي - أصغر أسيرة فلسطينية في السجون الإسرائيلية - تمثل نموذجًا يمكن دراسته.
سجن الأطفال
وتابعت الصحيفة أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت ديما الواوي في شهر فبراير الماضي قرب مستوطنة "كرميتسور" القريبة من منزلها في بلدة حلحول شمال الخليل، ووجهت لها تهمة حيازة سكّين بنية تنفيذ عملية طعن ضدّ جنود الاحتلال ومستوطنيه.
ولفتت الصحيفة إلى أن ديما تم الإفراج عنها، الأحد الماضي، مشيرة إلى أنها مثلت أصغر فلسطينية في السجون الإسرائيلية، وأنها رمزًا لكثير من الشباب الفلسطيني الذين سبقوها إلى السجون الإسرائيلية.
المتحدث باسم السجون
ونقلت الصحيفة عن أساف ليبراتي، المتحدث باسم السجون الإسرائيلية، أن عدد الشباب الفلسطينيين تحت سن 18 عامًا في السجون الإسرائيلية تضاعف بعد موجة العنف الأخير وعمليات الطعن، مشيرًا إلى أنه وصل إلى 430 شاب مقارنة بـ 170 قبل بدء موجة العنف، في حين زاد عدد عمليات الهجوم بسيارات إلى 103 مقارنة بعدد 32 هجوم نفذه شباب أقل من 16 عامًا قبل بداية موجة العنف في أكتوبر الماضي.
ونوهت الصحيفة إلى أن انعكاسات الحملة الإسرائيلية على الشباب الفلسطينيين أثارت الكثير من التساؤلات في الخارج حول نظام القضاء العسكري في إسرائيل، حيث أن محاكمة الفلسطينيين في الضفة الغربية يختلف محاكمة المواطنيين الإسرائيليين والفلسطينيين المقيميين في القدس خاصة فيما يتعلق بتنفيذ الصغار للهجمات.
نظرة إسرائيل للأطفال
وقالت ساريت ميتشيل، من منظمة بتسليم الحقوقية الإسرائيلية، إنه لو كانت ديما فتاة إسرائيلية لكان يستحيل محاكمتها وفقًا للقانون الإسرائيلي أو حبسها لهذه الفترة، مشيرًا إلى أنه لا يتم النظر لأمثال ديما على أنهم أطفال بل يعتبرونهم إرهابيون.
وينص القانون الإسرائيلي على أن الحد الأدني لمحاكمة الشباب هو 18 عامًا حيث تم رفعه من 16 عامًا في عام 2013، بينما لا يتجاوز سن ديما الواوي - الطفلة الفلسطينية التي تم سجنها منذ فبراير الماضي حتى إطلاق سراحها قبل أيام - 12 عامًا.
عدالة لها وجهان
وقالت الصحيفة إن في إسرائيل نظام عدالة له وجهان، أحدهما تعكسه حالة ديما ومحمد شداه، 12 عامًا، حيث تم الحكم عليه بالسجن لاتهامه في محاولة طعن جندي إسرائيلي، بينما تم فرض نظام إقامة جبرية داخل المنزل على بن عمه، محمد رامزي، المقيم في القدس، مشيرة إلى أن هناك تفرقة في العدالة الإسرائيلية.
وذكر تقرير منظمة الدفاع عن الأطفال الفلسطينيين الذي صدر في أبريل الجاري، أن غالبية من يتم توقيفهم من الأطفال في الضفة الغربية يخضعون لتحقيقات انفرادية ويتعرضون لانتهاكات ولا يحصلون على حقوقهم المفترضة.
وقالت السلطة الإسرائيلية إن 37% من الشباب الفلسطينيين الذين تم توقيفهم منذ أكتوبر حتى فبراير الماضي بين 16 إلى 20 عامًا، و10 % أقل من 15 عامًا.
قصة مؤثرة
أوردت وكالة أنباء "صفا" الفلسطينية قصة الطفلة ديما الواوي بعد الإفراج عنها، حيث قالت إنّ حياة المعتقلات سيئة للغاية، مشيرةً إلى أنّها قاست ويلات شتّى داخل الاعتقال في السجون الإسرائيلية.
وأوضحت الواوي للوكالة فور الإفراج عنها ووصولها إلى منزل عائلتها في بلدة حلحول شمال محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية أنّها تعرضت للاعتقال بدون ذنب أو سبب.
وأشارت إلى أنّ الحياة داخل المعتقل لم تراع طفولتها، وعاملتها إدارة مصلحة سجون الاحتلال بوحشية سواء في التحقيق والاستجواب وعلى صعيد عدم توفير أي خصوصية لطفولتها، وتعاملت معها على أساس أنها شابة أو متقدمة في السن.
الإرهاب والإذلال
ولفتت إلى معاناتها في تنقلاتها بين سجن (هشارون) والمحكمة العسكرية ب(عوفر)، وما عانته من التكبيل والاذلال، والاعتداء، ناهيك عن الطعام الذي يعتمد بشكل كلي على "الكانتينا" والتفتيشات والتعديات الكبيرة التي يمارسها السجانون بحقّهم خاصّة عمليات الاقتحام والتفتيش والإرهاب التي مورست بحقّ الأسيرات ومن بينهم ديما.
وأكدت إلى أنّها سعيدة اليوم بمعانقتها لعائلتها وخاصة لشقيقاتها التي غابت عنهن غيابا مضنيا، إضافة إلى سعادتها لحجم الإقبال الذي عاينته وشاهدته اليوم، ومعانقتها لصديقاتها وزميلاتها في المدرسة.
رسالة الأسيرات
ونبهت إلى أنّ رسالة الأسيرات الفلسطينيات في السجون اليوم هي للفصائل والقوى الوطنية العاملة في الميدان، بأن تتوحد في صف واحد، لأنّ الفرصة لا تستدعي مزيدًا من السير في "آتون" الانقسام.
أما والدة ديما، فأشارت إلى سعادتها لاستقبال ابنتها، لكنها في الوقت ذاته، لفتت إلى أن ابنتها تعاني صدمة نفسية، وهو أمر يبدد فرحة العائلة.
وأكدت أن هذا يشير إلى حقيقة الويلات والمعاناة التي تكبدتها في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أنّ الاحتلال لا يملك أي إنسانية في التعامل مع الفلسطينيين والدليل اعتقال ابنتها والزج بها في السجون.
فيما طالب والد الطفلة المحررة ديما العالم بممارسة الضغط على "إسرائيل" من أجل رفع الانتهاكات الممارسة بحقّ الطفولة الفلسطينية.
فيديو قد يعجبك: