إعلان

5 شخصيات عالمية بارزة فضحتهم "وثائق بنما"

04:00 م الثلاثاء 05 أبريل 2016

كتبت - رنا أسامة:
أثارت الوثائق التي تم تسريبها، الأحد الماضي، وعُرفت إعلاميًا باسم "وثائق بنما"، ردود فِعل واسعة واهتمامًا عالمًا بالغًا، إذ أنها كشفت عن تورّط شخصيات بارزة في مُختلف أنحاء العالم، بينهم قادة وزعماء وسياسيين ونجوم رياضة، في عمليات فساد وتهرّب ضريبي واسعة النطاق.

وطالت تلك الوثائق 140 زعيمًا سياسيًا حول العالم، بينهم 12 رئيس حكومة حاليًا وسابقًا، إضافة إلى أسماء بارزة في عالم الرياضة، كشفت عن قيامهم بتهريب أموالهم إلى ملاذات ضريبية، بمساعدة مكتب "موساك فونسيكا" البنمي.

ووردت تلك التسريبات إلى صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) الألمانية، من مصدر مجهول، وتقاسمتها مع الاتحاد الدولي للمُحققين الصحفيين (ICIJ)، الذي عنى بتعريف تلك الوثائق إلى وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.

وفيما يلي ترصد صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، بعض الشخصيات العالمية البارزة التي طالتهم "تسريبات بنما".

1. الرئيس الروسي فلادمير بوتين:

فلادمير بوتين

لم يُذكر اسم الرئيس الروسي فلادمير بوتين في "وثائق بنما"، التي تم تسريبها من قِبل مكتب "موساك فونيسكا"، الرائد في قِطاع الخدمات القانونية، فيما ورد  اسم آخر ذات صلة بالرئيس الروسي، وهو أحد الأصدقاء المُقرّبين له، ويُدعى سيرجي رولدجين.

وكشف التسريبات أن عازف التشيلو، رولدجين، البالغ من العمر 64 عامًا، استغل علاقته بالرئيس الروسي في تكوين ثروة هائلة، قُدّرت بـ 100 مليون دولارًا، عبر 3 شركات في الخارج هو مالكها.

وأشارت الوثائق المُسرّبة أن رولدجين لم يحتفظ بتلك الثروة لنفسه، بل قام بتحويلها تحت إدارة بوتين، ليقوم الأخير بعقد صفقات وقروض خارجية بلغت 2 مليار دولارًا.
وبمُساعدة نفوذ بوتين وعلاقته، نجح رولدجي في جني "ملايين الأموال من صفقات، يبدو أنه لم يكن من الممكن تأمينها بدون رعايته".

ووفقًا لتقارير أوردتها صحيفة الجارديان البريطانية، فإن تلك الصفقات تضمّنت عقود مُشاركة وهميّة، إذ ارتفعت أسعار الأسهم المُتداولة بأثر رجعي.
من جانبه، رفض "رولدجين" التعليق على تلك الصفقات التي أزاح عنها الستار مُحقق صحفي، مارس الماضي، قائلًا إنه "يخشى إجراء اللقاءات الصحفية"، مُضيفًا: "من أين أتى المال؟ ولِمَن (هذا المال)؟ أعلم كل ذلك، فهى أشياء حسّاسة."

ووجّه مسؤولو الحكومة لروسية انتقادات بالغة للتقارير الخاصة بـ "وثائق بنما"، مُعتبرين إياها جزءًا من خطط المؤامرة ضد روسيا، ووصف المتحدث باسم بوتين، دميتري بيسكوف، التقارير بأنها "تفتقر إلى التفاصيل" و"تستند إلى مزاعم وتكهّنات".

2.  رئيس الوزراء الأيسلندي سيجموندير دافيد جانلاوجنسن:

سيجموندير دافيد جانلاوجنسن

دفعت "تسريبات بنما" الآلاف للتظاهُر، أمس الاثنين، في أيسلندا، مُطالبين باستقالة رئيس الوزراء سيجموندير دافيد جانلاوجنسن، على خلفيّة الكشف عن تورّطه في عمليات تهرب ضريبي ومعاملات مالية غيرمشروعة، في الوقت لا يزال مُستقبل الحكومة الحالية للبلاد غامضًا.

ووفقًا لتلك لتسريبات التي حصلت عليها صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، فإن جانلاوجنسن يمتلك حصة مالية في بنوك أيسلندا المُنهارة، عبر شركة أسسها بالخارج، بمُساعدة شركة "موساك فونسيكا" البنميّة.

في أيسلندا، فإن هذه العلاقات المِصرفية تمثل مشكلة لدى جانلاوجنسن، خاصة وأن  اقتصاد البلاد لا يزال متزعزعًا جراء الأزمة المالية العالمية التي وقعت عام 2008، والتي أدت إلى إغلاق 3 من أكبر البنوك في أيسلندا، وانخفاض سوق الأسهم بنسبة 90%.
وأظهرت الوثائق أن جانلاوجنسن وزوجته كانا ضمن دائني الـ 3 بنوك المُتضررة جراء الأزمة المالية العالمية، عبر شركتهم الوهميّة بالخارج، الأمر الذي يُمثل لـ جانلاوجنسن تضاربًا في المصالح، وتحديدًا منذ تورّطه في قرارات سياسية أثّرت على كيفية سداد المال بالنسبة لدائني البنوك.
 
3.  الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو:

بيترو بوروشينكو

بوروشينكو، صاحب لقب "ملك الشوكولاتة"، تقلّد منصبه عام 2014، واعدًا شعبه بمكافحة الفساد، في الوقت الذي كانت تواجه فيه البلاد المُقاتلين الموالين لروسيا، ممن ادّعوا أحقيّتهم في أجزاء كبيرة من الأراضي الأوكرانية.

فيما يواجه بوروشينكو الآن تهديدات بالإقالة، بعدما كشفت تسريبات بنما قيامه بنقل أصول إلى الشركات القابضة في الخارج في جزر العذراء البريطانية، إذ "قام بانتهاك القانون مرتين، وتحريف معلومات، وحرمان بلاده من أموال دافعي الضرائب، حينما كانت في أمسّ الحاجة إليه خلال الحرب"، حسبما ذكر التحقيق الخاص بمشروع تقرير الفساد والجريمة المُنظّمة.

وتأتي تلك التسريبات بينما تحاول الحكومة الأوكرانية القضاء على استخدام الملاذات الضريبية، وسط دعوات من جانب المُشرّعين لإجراء تحقيق عاجل مع بوروشينكو فيما يخُص تلك الإدانات.

من جانبه، أنكر بوروشينكو قيامه بخرق أو انتهاك القوانين، قائلًا في بيان على صفحته الرسمية على موقع فيسبوك: " أعتقد أنني  أول مسؤول في أوكرانيا، يُعلن بشفافية عن ممتلكاته، ويدفع الضرائب، مع الامتثال الكامل للقانون الأوكراني والدولي الخاص."
وأضاف: "بمجرد أن أصبحت رئيسًا للبلاد، لم أعد أشارك في إدارة أصولي، وقُمت بتفويض تلك المسؤولية إلى شركات استشارية وقانونية، متوقعًا أن يقوموا بتزويد وسائل الإعلام الأوكرانية والدولية بكافة التفاصيل اللازمة."

4.  فيفا وليونيل ميسّي:

ليونيل ميسّي

يواجه أحد أعضاء لجنة القيم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، ويُدعى خوان بيدرو داميانى، تحقيقًا داخليًا من قِبل رابطة العالم لكرة القدم، على خلفية ما كشفته "تسريبات بنما".

كشفت التسريبات أن الشركة القانونية الخاصة بـ دامياني، تُدير شركات أخرى في الخارج، متورّطة في دفع رشاوى في فضيحة الفساد الشهيرة، التي أدت إلى اعتقال مسؤولين كبار بالفيفا.
ورفض المتحدث باسم دامياني الحديث بأي تصريحات أو تفاصيل لوسائل الإعلام، حيال تلك الاتهامات، بسبب التحقيقات الجارية.

وفي الوقت نفسه، طالت تلك التسريبات لاعب كرة القدم الشهير، ليونيل ميسّي، حيث أظهرت استخدامه ملاذات ضريبية في الخارج للتهرّب من دفع الضرائب في إسبانيا، كما كشف أنه ووالده تشاركا في ملكيّة شركة وهمية، أُديرت مؤقتًا من جانب "موساك فونسيكا".

ورفض ميسّي ووالده التعليق على تلك الاتهامات.
5.  إيان كاميرون، والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون:

كاميرون

كشفت تسريبات بنما، إدارة إيان كاميرون، والد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، صندوق استثماري في الخارج، لمساعدة أثرياء بريطانيا على التهرّب من دفع الضرائب.

واستعانت شركة  كاميرون، المعروفة باسم "باليمور هولدينجز"، بجيش صغير من سكان جزر البهاما، بينهم أسقف بدوام جزئي، لتوقيع الأوراق والقيام بأدوار السكرتارية وأمانة الصندوق، للمساعدة على تجنّب الضرائب البريطانية.

من جانبها، صرّحت المتحدثة باسم ديفيد كاميرون، بأن هذا الأمر "شأن خاص"، عند سؤالها عما إذا كانت عائلته محتفظة بالمال الذي تم استثماره في الصندوق، مُضيفة أن كاميرون "اتخذ عددًا من الإجراءات لمواجهة  عمليات الهرّب من دفع الضرائب".

فيديو قد يعجبك: