ما هي الأضرار التي ألحقتها "داعش" بالكنوز الاثرية في تُدمر؟
كتبت- هدى الشيمي:
ذهب المصور والصحفي الأمريكي براين دينتون، برفقة جنود من حزب الله للقيام بجولة في مدينة "تدمر" السورية، والتي استعادها الجيش السوري من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية داعش، وكان في استقبالهم جثة لأحد مقاتلي تنظيم، تُركت لتتعفن في الشمس.
يقول الصحفي، في التقرير المنشور بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنه رأى ما حدث في المدينة، حيث قامت داعش بتدمير بعض المعالم السياحية التي يتجاوز عمرها 2000 عام، وتجمع بين الثقافة الرومانية، والفارسية، والثقافة والحضارة السورية المحلية.
استهدفت داعش أثناء تواجدها في منطقة تدمر التاريخية، المباني والآثار التي تعد من أهم المعالم السياحية التاريخية في العالم، وكان من بينهم معبد بيل، والذي لم يبقَ منه سوى ممر حجري مستطيل، في الصحراء الواقعة على بعد 160 ميل شمال العاصمة السورية دمشق.
سافر دينتون إلى تدمر يوم السبت الماضي، برفقة مجموعة من أعضاء حزب الله الشيعي اللبناني، الذي يعد من أهم حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد، ليعلم مدى الضرر الذي ألحقته داعش بالكنوز الاثرية في هذه المنطقة، فكان الوضع كالتالي:
قام مقاتلي داعش، المسئولين عن تدمير المناطق الاثرية بتدمير أسد اللات، والذي كان يزين مدخل معبد اللات الشهير في تدمر، يبلغ عمر التمثال أكثر من 2000 عام، وهو يأخذ شكل أسد يمسك بغزالة في فمه، كُسر الأسد، ووقعت أنفه، وأصبح عبارة عن ركام متناثر على الأرض.
وصلت التفجيرات إلى الجدران الحجرية ومعظم الأعمدة الرومانية الاثرية، وعلق أحد جنود الميليشيات السورية التي تشارك حزب الله في القتال، فإن الأطلال أصبحت أطلال، في إشارة منه إلى أن تدمير لم يترك شيء سليما، حتى الحطام.
حاول المرافق من حزب الله، والجندي السوري وصف ماذا كان يحدث داخل تدمر، أثناء الفترة التي سيطرت فيها داعش عليها، فيقولان إن المتواجدين بالقرب من المنطقة، كانوا يسمعون انفجارات دائمة، صادرة من وسط المدينة، حيث ارتفعت سحب دخان، والغبار في سماء الصحراء، كما أشارا إلى أن خبراء المفرقعات عملوا على تطهير المنطقة من الألغام والقنابل التي زرعها مقاتلو التنظيم في المنطقة.
وتناثرت بقايا أغطية من الخيش على اراضي المدرج الروماني، حيث قام مقاتلو داعش بالعديد من عمليات الإعدام الجماعي.
خلال الجولة التي قام بها الصحفي الأمريكي، حاول مقاتلو حزب الله الذين كانوا برفقته تأكيد مشاركة حزبهم في مساعدة وإنقاذ تدمر، وأشاروا إلى الدعم الجوي الذي قدمته لهم روسيا.
وصل تدمير داعش إلى بوابات الكورنيش الروماني القديمة، بالإضافة إلى تكسيرهم للأعمدة الرومانية، التي تحولت إلى مجموعة من الحجارة البيضاء، موضوعة جنبا إلى جنب إلى مجموعة من الأعمدة التي أنهارت منذ قرون.
أصاب الضرر المدرج الروماني الكبير في تدمر، ولكنه ظل واقفا صامدا، تنمو الأعشاب بين شقوقه، ومقاعده المدرجة المبنية في القرن الثاني، وعلى أحد جدرانه رسم أحد مقاتلي داعش علامات بالطباشير، وتشير هذه العلامات إلى أن المقاتلين كانوا يتلقوا هناك تدريبهم على الرماية.
خلال زيارة الصحفي الأمريكي للمنطقة، وجد متحف تدمر مغلق بقفل ضخم، وكانت المباني المحيطة به مدمرة بالكامل، إثر التفجيرات.
نقلا عن خبراء في الاثار فإن كل الجهات المشاركة في الحرب الأهلية السورية شاركت في نهب الاثار، ويقول الصحفي الأمريكي "رأيت حفر بالقرب من أحد المواقع القديمة، حيث يمكن التوصل إلى غرفة تحت الأرض من الممكن أن تكون سرداب، ومن الممكن أن يكون الناس بحثوا عن الاثار والكنوز، والقطع الفخارية تحت الأرض".
وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها داعش من أجل تدمير المواقع الاثرية والقضاء على الحياة في تدمر، إلا أن هناك العديد من المواقع التي ما تزال كما هي صامدة، ولكن الضرر الأكبر وقع في المقاهي والمنازل في المدينة، والتي تركها أهالها تماما، فلا يعد فيها أي علامة من علامات الحية المدنية.
يتوقع الجنود السوريين والمليشيات إنه في حالة عودة أهل المدينة إليها مرة أخرى، سيعود برفقتهم مقاتلي داعش، وسيحاولون إستعادتها مرة أخرى.
فيديو قد يعجبك: