وثائق مُسرّبة تكشف كيف يتم تحديد الأخبار الأكثر تداولًا على فيسبوك
كتبت – رنا أسامة:
كشفت وثائق مُسرّبة، حصلت عليها صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن المبادئ التوجيهية التي تعتمد عليها الشبكة الاجتماعية الأكثر شهرة، فيسبوك، في تحديد القصص التي تظهر لنحو مليار مُستخدم يوميًا على مِنصتها.
وأظهرت البيانات المُسرّبة اعتماد فيسبوك بشكل كبير على العُنصر البشري في كافة المراحل التي تمر بها عملية انتقاء الأخبار على الشبكة الاجتماعية، ومن ثمّ توجيه القرارات التحريرية بشكل ربما يخلو من الموضوعية، على غِرار المعايير - قديمة الطراز- التي تقوم عليها وسائل الإعلام التقليدية.
وتأتي تلك البيانات وسط تصاعد القلق بشأن الآلية التي تُحدد من خلالها فيسبوك نوعية الأخبار الموجّهة للمُستخدمين، إثر الاتهامات التي وُجّهت للشركة بالانحياز ضد وكالات أنباء أمريكية مُحافظة، ما أثار دعوات لإجراء تحقيق في الكونجرس من جانب رئيس لجنة التجارة بمجلس الشيوخ الأمريكي، جون ثون.
وبينما يُعتقد أن عملية تحديد وانتقاء الأخبار المقدمة على مِنصة الشبكة الاجتماعية تجري بصورة آلية، والموضوعات التي يتلقاها المشترك تعتمد على مجموعة من العوامل، بما في ذلك: "التفاعل، الجدول الزمني، الصفحات المُفضّلة، والموقع الجغرافي للمُستخدم"، وفقًا لإجابة إحدى صفحات فيسبوك على السؤال: "كيف يحدد فيسبوك المواضيع الأكثر رواجًا؟".
بيد أن الوثائق قد أوضحت أن موضوعات الأخبار بداخل قائمة الموضوعات الرائِجة Trending، يتم تحديدها من جانب فريق صغير من المُحرّرين جنبًا إلى جنب مع الخوارزميات، في الوقت الذي قرّرت فيسبوك الابتعاد عن تِقنية الخوارزميات منذ العام 2014، إثر الانتقادات التي وجّهت إليها بسبب قصورها في تغطية اضطرابات فيرجسون، ميسوري، وعدم تزويد مُستخدميها بمتابعات كافية حولها.
أشارت الوثائق المُسّربة إلى أن الفريق التحريري الذي تعتمد عليه فيسبوك في تحديد الأخبار الأكثر رواجًا، يضم أقل من 12 شخصًا، يعملون على مدار الساعة في "ورديات"، تم تدريبهم على كيفية "حقن" الموضوعات إلى وحدة الموضوعات الرائجة Trending، وإدراج أخرى في قائمة سوداء، بدعوى "أنها لا تُمثّل حدثًا في العالم الحقيقي"، وهو أمر متروك لتقديرات الفريق التحريري نفسه.
كما أنه من الممكن أن يقوم فريق المُحرّرين بحقن موضوعًا يبدو غير مهمًا، ولكنه يحتل جانبًا كبيرًا من اهتمام المُستخدمين، كما هاشتاج: "ارواح السود تهم" #BlackLivesMatter.
كيفية تحديد القصص الرائجة
وفقًا للوثائق، تُقاس مدى الصلاحية التحريرية للقصص التي يتم تعيينها كموضوعات رائجة Trending، بناء على عدد مرات ظهورها في 10مواقع إخبارية تعتمد عليها فيسبوك بشكل مُكثّف، هُم: "بي بي سي نيوز، سي إن إن، فوكس نيوز، الجارديان، إن بي سي نيوز، نيويرك تايمز، يو إس إيه توداي، وول ستريت جورنال، واشنطن بوست، أخبار ياهو".
لفتت الصحيفة إلى أن المبادئ التوجيهية الخاصة بالشركة مُماثلة لمؤسسات الإعلام التقليدية، إذ تأتي بدليل إرشادي أقرب إلى الدليل الصحفي لوكالة أسوشيتد برس، وقائمة تضم المصادر الموثوقة، وإرشادات لتحديد أهمية الأخبار وانتقاء الأحقّ بالنشر فيما بينها، ما يُعزّز من القرارات التحريرية التمييزية التي اتخذتها ضد وسائل الإعلام اليمينية.
الأمر الذي ينفي مزاعم نائب رئيس قطاع البحث بفيسبوك، توم ستوكي، الذي أصدر بيانًا هذا الأسبوع، قائلًا: "لا نقوم بإدراج قصص مُصطنعة بداخل الموضوعات الاكثر رواجًا، ولا ندفع فريق المُراجعين للقيام بذلك".
تعليقًا على بيان ستوكي، قالت الصحيفة البريطانية إن المغزى من البيان يتوقّف على تعريف تعبير "بطريقة مُصطنعة"، لاسيّما وأن ثلاثة محررين سابقين قالوا في مقابلات مع الصحيفة إنهم بالفعل أدرجوا قصصًا لم تكن ظاهرة للمستخدمين في قائمة القصص الأكثر رواجًا على فيسبوك، بهدف جعل التجربة أكثر صلة بالموضوع، مُضيفة أن الجميع أنكروا وجود تحيز شخصي، فيما صرّحوا بأن "العنصر البشري أمر حيوي".
فيديو قد يعجبك: