نيويورك تايمز في دمشق: حتى الحلوى مذاقها مُر
كتبت أماني بهجت:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز قبل ايام تقريرًا عن العاصمة السورية دمشق في ظل سيطرة الأسد عليها وإحكام سيطرته واشتعال ما حولها من محافظات.
وتضمن التقرير معايشة للحياة اليومية في العاصمة التي تعيش كما لو كان لا يوجد حرب خارج أسوارها، فوفقًا للصحفي كاتب التقرير فقد رافقه مسؤول من وزارة المعلومات ويحدث المثل مع كل أجنبي في المدينة.
ورصد التقرير المواقف اليومية فعلى الرغم من سير الحياة بسلاسة كبيرة في المدينة التي تغلب عليها الحداثة وتعد حصن منيع للأسد الذي تملأ صوره الشوارع هو وقادة الجماعات والدول المؤيدة لنظامه كقائد تنظيم حزب الله حسن نصر الله والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فإن أجواء الحرب تملأ الهواء فالأسعار في ازياد مستمر.
لكن على الجانب الأخر رصد التقرير مواقع لتصوير المسلسلات الرمضانية واستعداد الدراما السورية لها، بالإضافة إلى استمرار العروض في دار الأوبرا بالعاصمة.
ووفقًا للتقرير فالعاصمة الآن مختلفة عما كانت والحرب السورية تدخل عامها السادس، حيث أن السكان الموجودين الآن ليسوا كلهم من دمشق لكن بعضهم فر من المدن المجاورة سواء لسيطرة المعارضة المسلحة عليها أو بسبب القصف العشوائي للنظام لها.
فعلى لسان إحدى السيدات التي فرت من دير الزور بعد سيطرة داعش عليها قالت" هربت، لأنه إذا خالفت أمرًا واحدًا تقطع يدك في المقابل"، نجية ضاهر كانت قد تركت ابنتها وزوجها في دير الزور وهي الوحيدة التي استطاعت الهرب.
يقول وضاح عبد ربه رئيس تحرير جريدة الوطن السورية الخاصة "كل شئ يتغير، نستطيع الشعور بذلك، الناس متعبة والحصار شديد وحالة البلاد ليست جيدة، استمرار البلاد في هذه الأوضاع أمر أشبه بالمعجزة."
يلجأ عامة الناس إلى بيع ممتلكاتهم الثمينة مثل الذهب وغيره لتغيطة نفقاتهم اليومية، في الوقت الذي تغطي حوائط الطرقات صور مرشحي الانتخابات البرلمانية، لا يشعر كثيرون بالارتياح للحديث في السياسة، ولا توجد حماسة حتى لمتابعة محادثات السلام في جنيف والتي يبدو أن لا قيمة لها لدى السوريين.
ويلقي التقرير الضوء على حادث احتراق ما يقرب من 100 محال تجاري، ولسبب ما تشير أصابع الإتهام إلى إيرانه حليفة الأسد ولكن السبب المعهود وعدم المقنع وفقًا للتقرير هو الماس الكهربائي.
يقول سليم الرفاعي البالغ من العمر 85 عامًا أثناء جلوسه في المسجد القديم والذي كان يأتيه الناس من كل فج والآن أصبح فارغًا إن الفارق بين قبل قيام الأحداث وبعدها كالفارق بين السماء والأرض.
ويكمل الرفاعي قائلًا، إن سوريا مرت بمصائب كهذه من قبل لكنها لن تستمر وإنها ستمر أيضًا، فيما تُسمع أصوات انفجارات في الخلفية يتجاهلها سليم.
وينتهي التقرير بكلام سليم الذي بلغ من العمر عتيًا بـ "أن الناس أنفسهم بحاجة إلى التغيير، والإيمان بالله وفعل ما أمرنا به، وعلينا مساعدة بعضنا البعض في الرجوع إلى إنسانيتنا مجددًا."
فيديو قد يعجبك: