لماذا لم تُعلن الجماعات الإرهابية مسئوليتها عن حادث الطائرة المنكوبة؟
كتبت – رنا أسامة:
قالت شبكة CNBC الأمريكية إن عدم إعلان أيّة جماعة إرهابيّة مسئوليتها عن حادث الطائرة المصرية المنكوبة، بعد مرور خمسة أيام من سقوطها في مياه البحر الأبيض المتوسّط، يبدو غريبًا إذا كان الحادث ناجمًّا عن عمل إرهابيّ.
ورجّحت الشبكة الأمريكية أن يكون شيئًا آخر - رُبما أكثر فظاعة من الإرهاب- وراء الحادث المأساوي.
واعتبرت أن التفسير الأكثر وضوحًا ومنطقية لالتزام العناصر الجهاديّة وغيرها من الجماعات الإرهابيّة الصمت فيما يخُص الحادث، هو أنهم "لم يقوموا بهذا الفِعل من الأساس".
واتفق معها نائب رئيس التحليل التكتيكي بشركة أبحاث سترانفور- سكوت ستيوارت، قائلًا إن: "الاحتمال الأكبر أن يكون مُجرد حادث، وأن خللًا ما وقع تشبّب في سقوط الطائرة، وأحال بدوره الطيّارين من إرسال برقيّات استغاثة".
فيما لم يقُم ستيورات باستبعاد احتمالية وقوع الحادث من قِبل جماعة إرهابية ذات قاعدة شعبية عريضة، لا ترغب في إعلان مسئوليتها في الوقت الراهن، بما يُخالف النهج المُتبّع من جانب الجماعات الإرهابيّة التي اعتادت إعلان مسئوليتها بعد وقوع أي حادث.
أو رُبما قام أحد موظّفي المطار بمعاونة إحدى الجماعات الإرهابيّة في تنفيذ الحادث، لذا لم يُعلنوا مسئوليتهم إلى الآن من أجل حمايته، حسبما قال ستيوارت.
كما رجّح الأستاذ في جامعة ميتروبوليتان في دنفر، جيفري برايس، احتمالية وقوع الحادث من جانب إحدى الجماعات الإرهابيّة، ولكنّها قرّرت أن تلتزم الصمت دون إعلان مسئوليتها، وإن كان يبدو إجراءً شاذًا من جانب تنظيمات كما داعش والقاعدة، إذ أنها تحرص على اجتذاب أنظار وسائل الإعلام إليها بكل الطُرق.
وفي سياق متصل، صرّح وكيل المخابرات العامة السابق، أسعد حمدي، لشبكة NBC الأمريكية، بأن "الاحتمال الأكثر ترجيحًا أن يكون الحادث ناجمًا عن عمل إرهابي".
وكانت طائرة تابعة لشركة مصر للطيران قد اختفت فجر أمس الخميس، وفقدت اتصالها مع أجهزة الرادار، أثناء رحلتها المُتجهة من باريس إلى القاهرة.
حملت الطائرة المصرية المنكوبة على متنها 56 راكبّا، من بينهم رضيعين وطفل، و10 من أفراد طاقم الطائرة، حسبما ذكرت الشركة.
فيما تمكّنت الطائرات المصرية والقطع البحرية المصرية المشاركة، صباح الجمعة الماضية، من العثور على بعض المتعلقات الخاصة بالركاب، إضافة إلى أجزاء من حُطام الطائرة في المنطقة شمال الإسكندرية، على مسافة 290 كيلومترًا، ولاتزال أعمال البحث والتمشيط وانتشال ما يُعثر عليه جارية.
فيديو قد يعجبك: