والدة أحد أهم مقاتلي داعش: "هذا ليس الابن الذي ربيته"
كتبت - أماني بهجت:
مع انتصاف العالم السادس للحرب في سوريا واشتداد وتيرة الصراع الذي لا توجد دولة في العالم إلا وقد تورطت فيه سواء من خلال قوات على الأرض أو دعم أحد المجموعات المتمردة أو حتى مواطنين ذهبوا للقتال هناك بشكل فردي.
في هذا الصدد نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرًا حول أحد أهم المقاتلين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش.
ووفقًا للتقرير فإن واحدًا من ضمن مجموعة تتكون من 4 أشخاص في التنظيم الإرهابي كانوا مختصين بمراقبة وتعذيب الرهائن الأجانب وعُرفوا بقسوتهم وشدتهم في تعذيب الرهائن وكان يطلق عليهم اسم "البيتلز" –وهي فرقة موسيقية مكونة من 4 أشخاص- وذلك للهجتهم البريطانية.
والمقاتل البارز الذي تحدث عنه التقرير يعرف باسم "الشافعي الشيخ"، ويبلغ من العمر 27 عامًا، وقد فر مع أهله من السودان إلى بريطانيا ولديه أخوين غيره ربتهم الأم التي تحدثت معها الصحيفة.
وكانت مجموعة "البيتلز" كما كان يطلق عليها الرهائن قد اشتهرت شهرة واسعة وفي تحقيق مشترك بين صحيفة الواشنطن بوست وصحيفة باظ فييد قد توصلوا لهوية كل من في هذه الفرقة، وأبرزهم محمد الإموازي والذي عرف بالجهادي جون والذي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن مقتله في غارة في العام الماضي واشتهر شهرة واسعة بعد ظهوره في فيديوهات إعدامات الرهائن الأجانب ومنهم الصحفي الأمريكي جايمس فولي.
الشئ المشترك بين فريق البيتلز الداعشي هو إنهم ترعرعوا في نفس المكان في غرب لندن، وليس معروفًا حتى الآن إذا ما كانوا قد تعرفوا على بعضهم البعض في سوريا أم قبل سفرهم هناك للقتال.
والشخصين الأخرين أعضاء الفرقة، أحدهم من أصل غاني والأخر من أصل قبرصي يوناني.
وبالحديث مع والدة الشافعي، قالت مها الجيزولي إن ابنها كان شابًا عاديًا مسالمًا ولم يكن عدوانيًا ولم يكن لديه أيًة معتقدات متطرفة، ووصفت حياتهم بأنها كانت جيدة وإنه لطالما أحب أولادها الثلاث بعضهم البعض ودافعوا عن بعضهم.
ووصفت ابنها بأنه كان محبًا لكرة القدم وكان يعمل بالميكانيكا، وعدما أتم 11 عامًا التحق بمعسكر تتظمة منظمة شبابية وقالت أن ابنها كان يستمتع بوقته للغاية مع هذه المجموعة.
وأكملت الأم إنها لطالما حاولت حماية أولادها من المشاكل ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، ففي إحدى الشجارات بين الشباب قام ابنها الأكبر بالدفاع عن الأخ الأوسط –الشافعي- وعلى إثر هذا الشجار، لقى شخص حتفه، ودخل الأخ الأكبر السجن لمدة 10 سنوات.
وبعد فترة بدأ الشافعي يحضر دروسًا لإمام أحد السماجد عُرف عنه التشدد، وتقول أمه إنها عندما واجهته أحد المرات وهو يستمع لإحدى هذه الخطب التي تحدثت عن فضل الجهاد، هل تريد أن تصبح مسلمًا ميتًا؟ فأجابها بالنفي.
كان الشافعي قد تزوج بإثيوبية تعيش بكندا وهو بعمر الواحد والعشرين لكنه سرعان ما انفصل عنها لعدم قدرتها على الانتقال لبريطانيا والعيش معه.
وفي بدايات 2012 انتقل إلى سوريا للقتال إلى جانب القاعدة حتى تحولت إلى داعش، وتزوج هناك بسيدة سورية وتزوج منها وأنجب ابن منها أسماه "محمود" على اسم أخيه الأصغر الذي كان قد لقى حتفه في تكريت العراق بعد معارك هناك عقب انضمامه لداعش في العراق، بالإضافة إلى أن زوجته التي كانت تعيش في كندا التحقت به في سوريا حيث يعيش في حلب.
وتذكر والدته أن الشافعي قد تحول إلى شخص عدواني بعد ذهابه المتكرر للإمام المذكور سابقًا في التقرير وإنه في أحد المرات بعد مناقشة حادة بينهم قال لها إن الإله قد قال أن الأم يمكنها أن تصبح عدوة لك.
لم تكن الأم تعلم إن ابنها المحب للكره قد تحول لقاتل ومن أشهر الإرهابيين في التنظيم وعندما علمت بذلك انهارت وبكت وقالت إن هذا الابن ليس ابني، هذا ليس الابن الذي قامت بتربيته.
فيديو قد يعجبك: