لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإيكونوميست: عندما تُحقق مصر في مأساة.. لا تنتظروا نتائج

12:50 م الثلاثاء 31 مايو 2016

كتبت – أماني بهجت:

في ظل الحوادث المتتابعة التي أصابت السياحة على مدار الشهور الماضية والتي انخرط فيها محققون مصريون وأجانب، بدءًا من حادث الطائرة الروسية التي وقعت في شرم الشيخ وصولًا إلى حادث الطائرة المصرية 804 والتي سقطت بجانب سوحل الإسكندرية بعد عودتها من فرنسا من مطار شارل ديجول.

في هذا السياق نشرت صحيفة الإيكونوميست الأمريكية تقريرًا رصدت فيه هذه الحوادث المتتابعة وما آلت إليها التحقيقات مشيرةً إلى أن أي قضية منهم لم تحل ولم تصل التحقيقات فيها إلى نتائج حقيقية تُذكر، وحتى في تلك الحوادث التي تضمنت فرق محققين من دول أخرى، كانت هذه الفرق تعرب عن "استيائها ودهشتها" من مآلات التحقيقات.

حادث الطائرة الروسية

undefined

ويشير التقرير إلى الحادث المروع الذي وقع في أكتوبر من العام المنصرم، حيث وقعت طائرة روسية كانت قد أقلعت لتوها من مطار شرم الشيخ الدولي وسقطت فقط بعد 20 دقيقة من الإقلاع، وخلف هذا الحادث ورائه 224 قتيلا، ولم تمض بضعة أيام قليلة حتى أعلن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" مسئوليته عن الحادث، وبعد أقل من أسبوع أعلنت بريطانيا عن شكوك لها إن الطائرة قد وقعت بعد أن وضعت قنبلة على متنها، وأشار مسؤولون أمريكيون أن داعش هو المسؤول عن الحادث. وبعد أسبوعين، توصلت روسيا لاستنتاج بأن "عمل إرهابي" هو ما أسقط الطائرة.

على الجانب الأخر، رفضت مصر كل ما أسمته بـ"استباق لنتائج التحقيق". وفي ديسمبر خرج المحققون بتقرير أولي يفيد بعدم وجود دلائل على وجود عمل إرهابي أدى إلى سقوط الطائرة ولا تقصير أمني. ولم يَخرج المحققون بتقرير نهائي حتى لآن –بشكل علني على الأقل-. فقط في فبراير الماضي أقر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشكل غير مباشر أن سقوط الطائرة كان عملًا إرهابيًا.

حادث الطائرة المصرية

undefined

تحقق مصر الآن في حادث تحطم أخر، وهو حادث تحطم طائرة مصر للطيران 804 والتي سقطت على سواحل البحر المتوسط في 19 مايو وراح ضحية هذا الحادث 66 شخصا. وكان أيمن المقدم، رئيس فريق التحقيق المصري –والذي أدار تحقيقات الطائرة الروسية- قد قال إن تقريرًا أوليًا سيكون جاهزًا بعد شهر. يرى عدد قليل أن التقرير سيسلط الضوء على حادث التحطم، خصيصًا إذا كان السبب سيؤدي إلى إحراج مصر.

"التحقيقات تأخذ وقتًا، لا داعي لاستباق النتائج"، يقول الرئيس السيسي. ووفقًا للإيكونوميست فإن مصر تطور مهارات إخراج تحقيقات مطولة لا تؤدي إلى نتائج، أو التحقيقات التي تخدمها. لازال البعض يتذكر طائرة مصر للطيران رقم 990 والتي تحطمت على السواحل الأمريكية في 1999. كان مسؤولون أمريكيون قد أشاروا إلى أن قائد الطائرة كان هو من أسقطها مستشهدين بأدلة وافرة. في الوقت ذاته، أنفقت مصر ملايين الدولارات لإثبات خلاف ذلك.

حادث السياح المكسيكيين

undefined

مزيد من الأمثلة. كانت مصر قد تولت التحقيقات في مقتل 8 من السياح المكسيك وأربعة من المرشدين السياحيين مصريي الجنسية، بعد مقتلهم في الصحراء الغربية في سبتمبر الماضي. 

هناك جدل دائر حول حقيقة ما حدث: إذا كانت قوات من الجيش قد قصفت المجموعة بطائرات حربية. ولكن نزاهة التحقيقات قد أصابها الوهن بعد فرض حظر النشر في هذه القضية. لم يتم الكشف عن نتائج، رغم أن مسؤولين مصريين قد ألقوا باللوم على شركة السياحة لجلبهم السياح لمنطقة محظورة.

وفي 12 مايو أعربت وزارة الخارجية المكسيكية عن "دهشتها واستيائها" من التحقيق الذي أقل ما يقال عنه أنه غير دقيق.

مقتل ريجيني

undefined

كان رد الفعل الإيطالي على مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قويًا للغاية، فجوليو والذي كان يدرس النقابات العمالية في مصر –وهو موضوع شديد الحساسية في مصر في هذا الوقت- كان قد اختفى في 25 يناير وعثرت على جثته بعد أسبوعين وبها آثار تعذيب شديدة.

لكن التحقيقات أشارت إلى أن أسباب أخرى هي ما سببت الوفاة. في مارس الماضي أعلنت الشرطة أنها أردت 4 أشخاص كانوا قد تخصصوا في انتحال صفة ضباط شرطة وخطف الأجانب وسرقة أموالهم.

قليلون خارج مصر قد صدقوا هذه الرواية.

وفي إبريل الماضي استدعت إيطاليا سفيرها في مصر وأرجعت ذلك لقلة تعاون السلطات المصرية، التي لم تقدم لا لقطات فيديو ذات صلة للحادث ولا تسجيلات لمكالمات تليفونية، وفقًا لمسؤولين إيطاليين.

العديد من الأسئلة لم يتم الإجابة عليها مثل لماذا لم يتم الإبقاء على خاطفي جوليو أحياء والتحقيق معهم؟ لماذا عذب الخاطفون ريجيني لعدة أيام؟ ولماذا لم يتخلصوا من متعلقاته بعد قتله؟ لكن لا أحد يتوقع إجابات من جهات التحقيق في القاهرة.

وبينما المحققون المصريون في سجال مع أخرين وحتى بينهم وبين أنفسهم حول أخر التفاصيل لحادث الطائرة المصرية. كانوا قد رفضوا كل التكهنات بأن الطائرة قد ترنحت قبل سقوطها أو حدوث انفجار على متنها. تسعى وسائل الإعلام المؤيدة للحكومة بتصوير الأمر على إنه مؤامرة خارجية تهدف إلى إضعاف الرئيس السيسي. ومن المرجح أن يصيب هذا الحادث الأخير ضررًا بالسياحة، التي هي من دعائم الاقتصاد المصري ومصدر مهم للعملة الصعبة.

كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد اشتكي من "محاولات عرقلة سير التحقيقات"، وأمر المسؤولين بضرورة إطلاع الشعب على مستجدات كافة التحقيقات، مستعيدًا تصريح كان قد قاله في وقت سابق بعد وقوع الطائرة الروسية "لن نقوم بإخفاء أي شيء".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان