نيويورك تايمز: أوباما يواجه انتقادات بسبب بطء عملية قبول اللاجئين
نيويورك – (أ ش أ):
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه انتقادات من الكونجرس وجماعات الضغط السياسية في الولايات المتحدة في ظل البطء الشديد بخصوص عملية قبول اللاجئين.
وقالت الصحيفة – في سياق تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم الثلاثاء – إن دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أحد اللاجئين السوريين لخطاب حالة الاتحاد هذا العام وحديثه بشكل عاطفي عن تبني اللاجئين كقيمة أمريكية جوهرية، جميعها أمور تؤشر على دفع من جانبه باتجاه تسريع جهد بلاده لقبول اللاجئين.
وأضافت أنه برغم الجهد المبذول منذ ثمانية أشهر تقريبا لإعادة توطين 10 آلاف لاجئ سوري في الولايات المتحدة، لم تقبل إدارة أوباما سوى بأكثر من 2500 بقليل.
وتابعت الصحيفة أنه بينما تستعد الإدارة الأمريكية لجولة جديدة من الترحيلات لأشخاص قدموا من أمريكا الوسطى، بينهم الكثير من النساء والأطفال الذين يطلبون حماية إنسانية، يواجه أوباما انتقادا مكثفا من حلفاء في الكونجرس وجماعات الضغط بشأن تعامل إدارته مع المهاجرين.
ويقول المنتقدون إن الرسالة الراقية لأوباما عن الحاجة للترحيب بمن جاءوا إلى الولايات المتحدة ساعين إلى الحماية ليست بمستوى ما يقوم به من أفعال على أرض الواقع، محذرين من أن الرئيس الأمريكي، الذي سيستضيف اجتماع قمة بشأن اللاجئين في سبتمبر خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يخاطر بتقويض نفوذه على القضية في وقت تحتاج القيادة الأمريكية فيه إلى مجابهة رد فعل سلبي قوي ضد اللاجئين.
ونقلت الصحيفة عن مدير إدارة سياسة الهجرة الدولية بمركز دراسات الهجرة بنيويورك كيفين أبلباي قوله: "في ضوء أننا لم نعد توطين إلا عدد قليل للغاية من اللاجئين، واستخدامنا استراتيجية ردع مع اللاجئين عند حدودنا الجنوبية، فلا أعتقد أنه بإمكاننا نصح أية دولة أخرى بخصوص القيام بما هو أفضل"، مضيفا أن "العالم يلاحظ عندما نتحدث عن شيء جيد ثم لا نتبعه أو نمضي فيه ببلادنا".
وأشارت إلى أن التأخير يحبط أوباما، الذي تحدث صراحة ضد الشعور المعادي للمهاجرين في كل من الولايات المتحدة والخارج، ودفع بأن الجمهوريين، خاصة المرشح الجمهوري الافتراضي في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، يلعبون على وتر المخاوف بشأن الإرهاب التي ليست في محلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن أوباما أعطى تعليمات في البيت الأبيض لكبار مستشاريه بضرورة الوفاء بهدفه المتعلق بقبول 10 آلاف لاجئ سوري في الولايات المتحدة بحلول خريف هذا العام، لكن شبكة معقدة من القيود الأمنية وإجراءات التدقيق التي تتقاسمها الوكالات الحكومية المتعددة صعَّبت بلوغ الهدف.
وحول تحقيق هدف العشرة آلاف لاجئ، نسبت الصحيفة إلى نائبة مستشار الأمن القومي آمي بوب قولها إن "أوباما كان واضحا للغاية، حيث يتوقع منا إيجاد وسيلة لتحقيق هذا بالتماشي مع معاييرنا الأمنية، وقد صعَّبت الآلية داخل الكونجرس من المضي قدما بشأن التعامل مع اللاجئين، لكن لدينا التزاما بتحسين شكل العملية الخاصة باللاجئين عما كان عليه الأمر".
ونوهت الصحيفة بأن بعض حلفاء أوباما في الكونجرس يدفعون بأنه لم يقم بما هو كاف من أجل الرد على قضية اللاجئين السوريين، حيث أخبره 27 سياسيا ديمقراطيا بقيادة السيناتور ريتشارد ديوربين، الذي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس الأمريكي، في خطاب هذا الشهر، بأن الإدارة "بإمكانها القيام وعليها القيام بما هو أكثر من أجل قبول اللاجئين السوريين".
وأوضح السيناتور ديوربين، في تصريحات لوسائل الإعلام، أن "الموقف في سوريا يعد الأزمة الإنسانية الأكثر إلحاحا في هذا الوقت، وإذا لم نتجاوب بطريقة إيجابية ونشطة، فستسألنا الأجيال القادمة أين كنا؟".
ووفقا لمسؤولين أمريكيين، فإن الإدارة الأمريكية اندفعت لمسارعة عملية إعادة توطين اللاجئين السوريين، حيث بعثت وزارتا الخارجية والأمن القومي بأفراد أكثر إلى الأردن هذا العام لمقابلة نحو 12 ألف لاجئ تقدموا بطلبات عن طريق مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقال المسؤولون إنهم بدأوا التعامل مع حالات في بيروت بلبنان وإربيل بالعراق.
وأوضحت الصحيفة أن ذلك يأتي فيما لم تعلن ألمانيا عن استقبالها عددًا محددا من اللاجئين، حيث تم تسجيل 447 ألفا و336 طلبا جديدا للجوء في 2015، تبلغ نسبة السوريين فيها 25%.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: