إعلان

دمشق نجت من الحرب الطاحنة.. ولكن ماذا يحدث هناك؟

02:09 م الأربعاء 04 مايو 2016

دمشق نجت من الحرب الطاحنة.. ولكن ماذا يحدث هناك؟

كتبت – هدى الشيمي:

نجت دمشق من الصراع الوحشي والعنيف الذي حدث في سوريا، ولكنها مع ذلك امتلأت بالأشخاص الذين عانوا من النزوح، والمشاكل الأخرى التي ترافق الحرب، مما كسى كل شيء حلو بالشك، والخوف.

قامت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بجولة داخل أحد الأحياء الدمشقية، وتقول في تقرير لها بعنوان "في شوارع العاصمة السورية، حتى الحلو أصبح مر"، كان هناك صور للرئيس السوري بشار الأسد، الذي يحكم الآن دويلة صغيرة، بعد أن شتت الحرب بلاده، وهناك صور أخرى منتشرة للأسد في الشوارع، أغلبها برفقة حلفائه ومعاونيه الحاليين، مثل حسن نصر الله، أمين حزب الله الشيعي اللبناني، وفلاديمير بوتين رئيس روسيا، الذي يحمله الكثيرون مسئولية قصف طائراته لمدينة حلب السورية، خلال الأسبوع الماضي، ومن بينهم مستشفى القدس الميداني، الذي تسبب انهيارها في قتل حوالي 55 مدني.

bashar-damscus_2523698b

يحكم الأسد دمشق من قصره الفخم، وهي حتى الآن تحت سيطرته، على الرغم من سيطرة المعارضة على بعض احيائها، تقول الصحيفة، إن خطط الأسد لتطوير سوريا، جاءت بعد توليه الحكم بعد والده حافظ الأسد، فحكم البلاد بقبضة من حديد، وحتى الآن وعلى الرغم من كم المشاكل والمآسي التي تواجه دمشق، إلا أنها مازالت تحتفظ بالحياة الطبيعية إلى حد ما، فحفلات الزواج السورية التقليدية المعروفة مازالت تُقام في الشوارع في العطل الأسبوعية، ويأكل الاغنياء نفس الطعام، ويشربون الماء النظيف، ويذهبون إلى المطاعم، وأفخم الحانات، لم تتوقف دار الأوبرا عن عرض بعض العروض الموسيقية، ويتم تصوير المسلسلات التليفزيونية في الاستديو هات لكي تُعرض في شهر رمضان، ولا يوجد اثر للتدخل العسكري الروسي، الذي استمر لستة أشهر، في الشوارع الدمشقية سوى قليل جدا.

التغيير الحقيقي في دمشق، بحسب الصحيفة، يأتي في عدم قدرة الاغلبية على تحمل الحياة الجيدة، فالعديد من الشباب السوري غادروا البلاد تجنبا للتجنيد في الجيش، باحثين عن فرصة عمل جيدة، ونزح أكثر من نصف التعداد السكاني السوري قبل اشتداد الحرب.

تسببت ظروف الحياة القاسية في إجبار البعض على بيع المصوغات، والذهب، أو رهنه، حتى يتمكنوا من تحمل ظروف المعيشة، يقول وضاح أبو راتب، رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السورية، إن كل شيء في سوريا تغير، أنهكت الحرب المواطنين، والدولة تحت ضغط كبير، معتقدا أن استمرار الحياة بتلك الطريقة يعد معجزة.

syrian-firefighters

ومن بين المتواجدين في دمشق الآن، عدنان الجيماح ترك ابنه بلاده ولجأ إلى ألمانيا إلا أن قلبه ما يزال هناك، ولكن خلال لقائه بالصحفي لم يخلو كلامه من الكوميديا السوداء، والابتسامة لم تفارق وجهه، يملك عدنان متجر لبيع الحلوى، ويعاني من قلة عملية البيع والشراء.

عُلقت ملصقات دعائية للانتخابات البرلمانية على جدران في شوارع دمشق، ولا يوجد سوى عدد قليل من السوريين يرحبون بالتحدث في السياسة مع الأجانب خاصة، لذلك لم يجدوا مشكلة في التحدث مع صحفي نيويورك تايمز، أخبروه أن عدد قليل منهم متحمس بشأن مفاوضات السلام في جنيف، أغلبهم يتعامل معها بسخرية، ولكن معظمهم تحدث عن صعوبة الحياة التي يعيشوها خلال الحرب.

اندلع حريق الاسبوع الماضي في أحد شوارع دمشق، تسبب في إحراق أكثر من 100 متجر، فانتشرت الشائعات سريعا على الانترنت بأن إيران، أحد أهم حلفاء الأسد، مسئولة عن ذلك، على الرغم من تفسير أحد المسئولين الأمر، بأنه مس كهربائي.

ومن بين المتاجر المتضررة، كان متجر الألعاب الخاص بأنس كانوس، والذي ذهب لهناك لكي ينقذ ما يستطيع انقاذه، يقول أنس إن عائلته كانت تملك متجرين، منذ سنوات طويلة، فقدوا أحدهما منذ فترة، بسبب الحرب، وعندما انتهي من التنقيب عن أي شيء سليم، قرر إصلاح المتجر، ويقول للصحيفة "لا يوجد في يدي ما استطيع فعله".

455464133-syria-people-1024x674

يرى سليم الرفاعي، 85 عام، أن سوريا تغيرت خلال الخمس سنوات الأخيرة، فالفرق بين ما كانت عليه وما هي عليه الآن، مثل الفرق بين السماء والأرض، ويقول "دوام الحال من المحال، هذا أيضا سيتغير".

ويتابع قوله "في البداية اعتقدنا أننا نحتاج تغيير صناع القرارات، ولكننا نحتاج للإيمان بالله، وفعل ما يأمرنا به، ونحن نحتاج أن نساعد بعضنا لكي نعود بشر مرة أخرى".

أثناء تواجد الصحفي في متجر عدنان، دخلت سيدة عجوز، وجلست في أحد مقاعده، وأخذت واحدة من "الملبس" وبدأت في تناوله، محاولة نسيان ما مرت به من مآسي منذ بداية الحرب، حيث تركت مدينة دير الزور، تاركة ابنتها التي أصبحت الآن أسيرة لدى تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتركت زوجها أيضا، لكنها ليست حزينة على فراقه، فتقول "لم يكن له أي فائدة، لم يرسل لي أي مال منذ تركي له، اتمني أن تسقط قذيفة على رأسه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان