هل أعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجمات الأخيرة مبكرًا؟
كتبت - أماني بهجت:
نشرت وكالة الأسوشيتد برس تقريرًا حول الهجمات الأخيرة التي أعلنت داعش مسؤوليتها عنها، وفي التقرير الذي تناول حادث أورلاندو وحادث طعن شرطيين فرنسيين ألقى الضوء على السرعة التي أعلن فيها التنظيم عن مسؤوليته للحادثتين، فبعد ساعات قليلة من كلا الحادثتين خرجت وسائل إعلام داعش تبارك الهجومين.
ووفقًا للتقرير فإن الآثار المترتبة على هذين الإعلانين لن تظهر الآن ولكنها ستلقي بظلالها فيما بعد، فمنفذي الهجومين الأخيرين أحدهما كان مدمنًا للخمور والأخر كان زبون معتاد لدى الملاهي الليلة الخاصة بالمثليين مما يعطي صورة مغايرة لمقاتلي داعش والتي لطالما عملت على الحفاظ عليها.
ولكن حتى ما إذا كانت تلك الروابط مباشرة أو مجرد تطلعات، فإنها كافية لتصبح مركز الاهتمام في سباق الرئاسة الامريكية والجدل حول دور الإسلام في العالم. وكافية أيضًا لتجعل فرنسا تعيد النظر فيمن يجب أن يتم ترحيله وطرده إذا ما كان له أي صلة بالتطرف.
الرسالة التي تتبناها داعش تستهدف أيضًا المسلمين الذين يعيشون في الخارج تمامًا كما تستهدف غير المسلمين، على أمل أن تقوم بإقناعهم بتبني وجهات نظرها المتطرفة ورفض القيم الغربية من حيث التعددية والتسامح وتواجهها بالقنابل والرصاص.
الهجوم على ملهى ليلي للمثليين في فلوريداكان قد نفذه أمريكي المولد مسلم الديانة خلال رمضان ومن بعده طعن لشرطيين فرنسيين يظهر بشكل مبدأي متوافقًا مع تلك النظرة. فقتل عمر متين لـ49 شخص في أورلاندو داعبت المخاوف العميقة أن المتطرفين يعتمدون على مشجعيهم في الغرب والذين ينتظرون أقرب فرصة لتنفيذ هجماتهم. فصحة ادعاءاتهم ليست بأهمية عواقب أفعالهم.
ووفقًا لمؤسسة استشارات أمنية فإن الحقيقة المخيفةبأن تصبح هذه الهجمات هجمات تابعة لداعش يكمن في أن المنفذين ليسوا على صلة بالتنظيم لكنهم ينفذون هجماتهم وينسبونها للتنظيم، فعمر متين منفذ هجوم أورلاندو ربما أراد أن يطلق عليه "جندي الخلافة" عوضًا عن شخص مصاب برهاب المثلية قام بأكبر عملية إطلاق نيران في تاريخ أمريكا.
ويرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن مَتين ألهمته البروباجندا التي تحدثها داعش على الإنترنت ففي خلال ارتكابه للهجوم هاتف عمر الشرطة ليعلن ولاؤه للدولة الإسلامية.
وفي تسجيل صوتي لأبو محمد العدناني المتحدث باسم داعش الشهر الماضي وجهها للمسلمين في الغرب، قال فيه إنه مع إغلاق الظغاة لباب الهجرة، يجب على المسلمين أن يفتحوا باب الجهاد ويجعلوا الغرب يندم على فعلته.
لكن حياة متين التي تسيطر عليها الفوضى والاستغراب، تظهر إنه من الصعب تصديق كونه يؤمن بجماعة متطرفة. فرواد الملهى الذي نفذ عمر فيه جريمته لقبوه بالزبون المعتاد والمدمن للخمر الذي كان يشرب وبكثرة. في الوقت ذاته فالتنظيم الذي يدعي متين أنه نفذ الجريمة لأجله يقوم برمي من يشتبه في مثليته من مبني عالٍ ويجلد من يشرب الخمر ويفرض عليه غرامه.
أما حادث الطعن في فرنسا، فالمستبه في تنفيذ هذا الحادث كان على صلة بشبكة إرهاب تخصصت في تنجيد المتطرفين وإرسالهم لباكستان في 2013.
لاروسي عبد الله المشتبه به في تنفيذ هذا الهجوم والبالغ من العمر 25 سنة كان قد نشر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تساءل ماذا يفعل بابن الشرطيين الذي قام بقتلهم والبالغ من العمر 3 سنوات، وذلك وفقًا لمصدر مطلع في الشرطة الفرنسية وأحد أطراف التحقيق الجاري في هذا الحادث والذي تكلم للصحيفة بشرط السرية.
وحساب الفيسبوك الذي يحمل اسم المشتبه به في تنفيذ الهجوم قد اختفى من الفيسبوك يوم الثلاثاء والذي يظهر شخص ملتحي مبتسم وفيديوهات تهاجم السعودية وإسرائيل. وأخر منشور على الصفحة قبل اختفائها كان للسخرية من الشعار الخاص ببطولة أوروبا المقامة حاليًا حيث وصفها بإنها تقوم بإبراز رموز الماسونية ورموز أخرى غير معروفة.
كل من منفذي الهجومين أصبح الآن في عداد القتلى. ما سيحدد روابطهم بالمنظمة المتطرفة هم المحققون.
عندما أعلن التنظيم مسئوليته عن هجمات 13 نوفمبر في باريس و22 مارس في بروكسل، صرح التنظيم بعدد القتلى وأسمائهم وكيف تمت العملية وأن منفذي الهجمات كانوا تحت مظلته. أما في حالة الهجمات الأخيرة فالصلة بين التنظيم والمنفذين غير واضحة تمامًا ولكن هذا لا يهم التنظيم الذي يشهد هزائم متتابعة في ساحات المعارك في سوريا والعراق وهو يائس بشكل يجعله يسلط الضوء على أي انتصار.
فيديو قد يعجبك: