النازحون من الفلوجة.. "من كابوس داعش إلى ما هو أسوأ"
كتبت – أماني بهجت:
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا حول المعاناة التي يواجهها العراقيون الفارون من الفلوجة بعد الإعلان عن بدأ المعارك بين القوات العراقية والميليشيات الموالية لها وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وقالت الصحيفة إن من فروا من جحيم القتال وجدوا كابوسًا أخر في انتظارهم.
وأضافت أن النازحين من مدينة الفلوجة يعيشون في صحراء قاحلة تصل فيها درجات الحرارة لأكثر من 50 درجة مئوية ولا تُقدم إليهم معونات تُذكر سواء من الحكومة أو المنظمات الإغاثية، الأمر الذي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث وفيات في ظل درجات الحرارة المرتفعة وقلة المياة والموارد.
وكان نحو 85 ألف شخص قد نزحوا من الفلوجة وذلك وفقًا لمصادر عراقية ودولية، وبعد موجة النزوح الأخيرة يصبح عدد النازحين العراقيين منذ غزو العراق في 2003 إلى 4.4 مليون نازح.
ووفقًا للأمم المتحدة فإن الأعداد التي نزحت جراء معارك الفلوجة كانت بمثابة مفاجئة لها بالرغم من التوقع مسبقًا مثل هذه الموجة نظرًا لاندلاع معارك تحرير الفلوجة من تنظيم داعش إلا أن الاستعدادت لم ترقى للمستوى المطلوب لاحتواء أزمة النزوح.
وبعملية تحرير الفلوجة تسعى حكومة حيدر العبادي إلى التخلص من الضغط الواقع عليها.
قصص مأسوية
وروى نازحون عدة قصصهم المأساوية للصحيفة من بينهم أم لأربعة أبناء أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وتجلس هي وأنجالها في الصحراء بجانب أغراضهم بدون وجود شئ يقيهم حر الصيف القائظ ولهيبه.
وكان هذا المخيم قد تم إعداده على عجل دون توفير الحاجيات الأساسية فيه، فلا مراحيض ولا خزانات مياه، فقط خيام في الصحراء وذلك لمن حالفه الحظ، بعض النازحين مثل مها أم الأربعة أطفال لا يمتلك خيمة.
ويقول أحد النازحين ويبلغ من العمر 72 عامًا، إن المعاملة التي يتلقاها هو وعائلته لا ترقى لمعاملة الكلاب وذلك دون أدنى ذنب اقترفوه، بعد أن قضوا 6 أيام في العراء دون خيمة تسترهم من برد الليل في الصحراء ولا غبارها وحرها في النهار، يقول محمد جاسم خليل إنه تمنى لو أنه بقى في منزله وسقطت عليه قذيفة وغادر بسلام هو وعائلته عوضًا عن الحال المزري الذي يعيشون فيه.
ووصف مجلس اللاجئين النرويجي أوضاع المخيمات التي نزح إليها سكان الفلوجة بكونها "مأساوية" وتوقع المجلس ازدياد الوضع سوءًا مع ازدياد النازحين المدنيين من الفلوجة، وخصت بالمعاناة كبار السن والنساء الحوامل وذوي الاحتياجات الخاصة.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت إنها تعاني من نقص شديد في التمويل حيث إنها تواجه أكبر عدد من اللاجئين في العالم، ووفقًا لمسئولين في الأمم المتحدة فلتقديم معونات عاحلة لأهالي الفلوجة يجب توفير قرابة الـ17,5 مليون دولار.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أعلن بعد شهر من انطلاق العملية العسكرية في الفلوجة إن المدينة قد تم استعادتها وإنها تحت سيطرة الحكومة العراقية إلا أن المعارك لاتزال جارية بعد أن جاءت أنباء مؤكدة إن القوات العراقية لا تسيطر إلا على ثلث المدينة.
اعتقالات
وما زاد الوضع سوءًا هو تعاطي الحكومة مع الأزمة وخصيصًا قرارها التي أقدمت عليها باعتقال الرجال والشباب النازحين من المدينة وعزلهم عن عائلاتهم.
وجاء على لسان إحدى النازحات وهي سيدة نزحت مع عائلاتها إنهم قد هروبوا من داعش والإرهاب ليجدوا الجوع وما هو أسوأ، وكان زوج وابن السيدة ذو الـ17 عامًا قد تم اعتقالهم.
ووفقًا لهيئات ومنظمات إغاثية تعمل على قضية نازحي الفلوجة أجمعوا أن ما يجرى مع النازحين يعد بمثابة فشل للحكومة العراقية وللمجتمع الدولي، فالجميع لم يقم بما كان عليه القيام به، وأضاف جيمي كورتني رئيس إحدى منظمات الإغاثة إن عملية الفلوجة جاءت بسرعة وبدون أيًة حسابات للنازحين ولا لتبعات العملية، والهدف الرئيسي هو تبييض وجه الحكومة العراقية.
أما برونو جيتو، ممثل وكالة الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في العراق، فقد أبدى عدم استيعابية المخيم الذي أقامته الأمم المتحدة لأكثر من 16830 شخص، بينما العدد الحالي من نازحي الفلوجة اليوم يحتاج لما يقرب من 20 مخيمًا كبيرًا.
فيديو قد يعجبك: