فورين بوليسي: أردوغان استعاد روسيا وإسرائيل في خطوة واحدة
كتب - علاء المطيري:
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن اعتذار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لموسكو عن إسقاط الطائرة الحربية الروسية في نوفمبر 2015 لم يتأخر، مشيرة إلى أن أردوغان يكره الاعتذار عن تصرف قام به أكثر من كراهيته لمن يقوم بإهانته أو الإساءة إليه.
مراوغة
وتابعت المجلة في تقرير لها، اليوم الإثنين: "يبدو أن أردوغان قرر المراوغة بحل مؤقت لإصلاح العلاقات مع روسيا وإسرائيل في خطوة واحدة، مشيرة إلى أن العلاقة بين أنقرة وموسكو انتقلت من مرحلة الفتور - علاقة باردة - إلى مرحلة التجمد عقب إسقاط تركيا لطائرة "سو - 34" الحربية الروسية في سوريا على مقربة من الحدود التركية في نوفمبر 2015 والادعاء بأنها اخترقت الأجواء التركية وهو الادعاء الذي رفضته روسيا.
وأدى إسقاط الطائرة حينها إلى مقتل الطيار ومقتل جندي آخر أثناء البحث عن حطام الطائرة، وكانت المرة الأولى التي تستهدف فيها دولة في الناتو طائرة روسية منذ دخول القوات الروسية الحرب في سوريا ديسمبر 2015، حيث وصفها بوتين في ذلك الحين بأنها طعنة غدر في ظهر روسيا.
اعتذار لروسيا
ووفقًا لديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين الروسي، فإن أردوغان أرسل خطاب اعتذار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر فيها عن تعاطفه وتعازيه العميقة لعائلة الطيار الذي قتل في الطائرة الروسية التي أسقطتها بلاده".
وتضمن الخطاب التأكيد على خصوصية العلاقة بين تركيا وروسيا بصفتها دولة صديقة وشريك استراتيجي لتركيا، وأن السلطات التركية لا ترغب في إفساد تلك العلاقة.
وذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء أن الرئيس التركي يريد أن يخبر عائلة الطيار الذي قُتل بأنه يشاركهم الألم ويقدم تعازيه العميقة، مكررًا: "نرجوا أن تلتمسوا لنا الأعذار".
اتفاق مع إسرائيل
وفي خطوة ثانية قامت بها أنقرة في ذات الأثناء التي عملت فيها على إصلاح العلاقات مع روسيا، أعلن مسؤولون أتراك وإسرائيليون أن كلا الدولتين توصلتا لاتفاق، أمس الأحد، يقضى باستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي تدهورت عام 2010 عقب اعتداء القوات الإسرائيلية على سفينة المساعدات التركية "مرمرة" التي كانت متجهة إلى قطاع غزة ومقتل 8 ناشطين أتراك وآخر أمريكي كانوا على متها على يد الجنود الإسرائيليين.
وتضمن الاتفاق دفع إسرائيل تعويضات لأسر الضحايا الأتراك تصل إلى 20 مليون دولار أمريكي.
خطوات نشطة
وتقول المجلة الأمريكية إن أردوغان قام بخطوات نشطة لتحسين العلاقات مع الكرملين من جهة ومع إسرائيل من جهة أخرى، في الوقت الذي يشهد فيه الشرق الأوسط تنامي التهديدات التي تمثلها داعش لأمن المنطقة وبعد فترة قصيرة من موافقة البرلمان الألماني "البوندستاج" على قرار يصف ما تعرض له الأرمن عام 1915 على يد قوات الإمبراطورية العثمانية بأنه "إبادة جماعية" وهو ما اعتبرته تركيا إهانة لها خاصة أن أردوغان يرفض هذا الأمر بشكل قاطع.
ويضاف إلى ذلك قيام عدد من المحامين الألمان، اليوم الإثنين، برفع دعوى قضائية تتهم أردوغان بتنفيذ جرائم حرب ضد الأكراد في تركيا.
فيديو قد يعجبك: