إعلان

بالصور- 10 أسباب تٌشعل "الربيع الأوروبي" - تقرير

10:41 م الثلاثاء 28 يونيو 2016

الربيع الأوروبي

كتب - علاء المطيري:

في كلمات نقلتها عن مارين لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف في فرنسا، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن ربيع الشعوب الأوروبية أصبح أمرًا لا مفر منه - بعد خروج بريطانيا من الاتحاد - وأن فرنسا هي محطته التالية.

وتابعت الصحيفة في تقرير لها، اليوم الثلاثاء، عما يدور في فرنسا بعد خروج بريطانيا: "أكثر شيء يمكن أن ينال من كبرياء الفرنسيين هو أن تخطف بريطانيا الأضواء منهم، لكن عندما يتعلق الأمر بشجاعة حقيقية فإن أكثر الفرنسيين خيلاءًا سيرفع القبعة وينحني للبريطانيين بعد قرار الخروج".

وأشارت الصحيفة إلى 10 أسباب يمكنها أن تُشعل بما وصفته بـ "الربيع الأوروبي".

القفص الأوروبي

القفص الأوروبي

"القفص يبقى قفصًا وإن تغير شكله.. ومن يعشق الحرية لا يحتمل حياة داخل الأقفاص".. هكذا وصفت الصحيفة قرار البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أنه تصرف شجاع من أناس يحتضنون حريتهم.

انتصرت إرادة الخروج رغم كل التوقعات التي تقول بغير ذلك، وقررت بريطانيا استعادت نفسها بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي، واستعادت استقلالها بين الأمم.

قيل أن معايير الانتخاب ستعتمد فقط على الأمور الاقتصادية، لكن البريطانيين، ورغم ذلك، كان لهم رؤية ثاقبة في فهم قضيتهم الحقيقية بصورة أكثر مما يٌقر به المحللون والمتابعون.

قضية سياسية

13553406_1135284356514844_1216603704_n

أدرك الناخبون البريطانيون أن الخروج من الاتحاد الأوروبي هو قضية سياسية، تتعلق بمستقبل ديمقراطيتهم العريقة أكثر من أي شيء آخر.

فوراء التكهنات عن مستقبل الجنيه الإسترليني ونقاشات الخبراء الماليين عن الأضرار الاقتصادية يبقى سؤال واحد، بسيط وأساسي، سألوه لأنفسهم: "هل نريد سلطة لا ديمقراطية تتحكم في حياتنا، أم أننا نريد أن نستعيد قدرتنا على تحديد مصيرنا بأيدينا؟..

لذلك فإن الخروج من الاتحاد الأوروبي هو القضية الأكبر للبريطانيين، إنها قضية شعب قرر أن يحكم نفسه بنفسه، رغم كل محاولات وسائل الإعلام العالمية لإقناعهم بغير ذلك، فالبريطانيون يعشقون الحرية ويكرهون الحياة داخل قفص الاتحاد الأوروبي.

سجن كبير

13552683_1135284376514842_2096164449_n

أصبح الاتحاد الأوروبي سجنًا لشعوب أوروبا، فكل دولة من دولها الـ28 لها دستور يحكمها، لكنها تجد نفسها تفقد صلاحياتها الدستورية ببطء لصالح بروكسل - المفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي - بلا تفويض شعبي يدعم تلك التحولات.

وكل دولة في الاتحاد أصبحت مضطرة لتطبيق قوانين داخلية لا تريدها، لكنها مجبرة عليها بحكم التواجد داخل الاتحاد الأوروبي، ولم يعد بإمكان كل دولة أن تحدد ميزانيتها الخاصة بنفسها، ويتم دعوتها لفتح حدودها رغمًا عن إرادتها.

سرير بوكرستين

سرير بوكرستين

تواجه دول منطقة اليورو - 19 دولة من دول الاتحاد الأوربي تستخدم اليورو عملة رسمية - موقفًا لا تحسد عليه، فمن الناحية الإيديولوجية تكون أنظمة اقتصادية ذات أنماط مختلفة مجبرة على توفيق أوضاعها لاستخدام عملة موحدة حتى وإن أدى ذلك لاستنزاف هذه الدولة.

إن ما يحدث في الاتحاد الأوروبي يمكن اعتباره نسخة حديثة من "سرير بروكرستين" - بطل أسطوري يوناني ولص كان ينصب سريره على الطريق فيقطع من يطول عنه ويمط القصير ليوافق معياره الأوحد في الحكم، كما تقول الصحيفة، التي أشارت إلى أنه لم يعد بوسع الناس أن يقولوا شيء فيما يجري حولهم في إشارة إلى حالة من الإكراه.

ديمقراطية هيكلية

سجن كبير

البرلمان الأوروبي ليس إلا ديمقراطية هيكلية تٌرى من ظاهرها فقط، لأنها مبنية على الكذب، ويتظاهر بوجود شعب أوروبي متجانس يسمح لأعضاء البرلمان من البولنديين أن يصدروا تشريعات وقوانيين يقبل بها الأسبان، ويحاول إنكار وجود أمم ذات سيادة، لكنه الشيء الوحيد الذي لا يمكن إنكاره بطبيعة الأمر.

فخروج بريطانيا هذا الشهر لم يكن أول صيحة للشعوب الأوروبية، ففي عام 2005 أجرت فرنسا وهولندا استفتاء لمعارضة الدستور الأوروبي، وفي كلا الدولتين كانت المعارضة لهذا الدستور هائلة، وقررت دول أخرى أن تتحرك في الحال لوقف ما يمكن أن يتحول إلى مرض معدٍ يتمدد إلى بقية الدول.

بعدها بسنوات قليلة؛ تم فرض الدستور الأوروبي على كل الدول بطريقة أو بأخرى تحت ستار معاهدة لشبونة، وفي 2008 رفضت إيرلندا التوقيع على الاتفاقية بالاستفتاء، ولكن رأي الشعب لم يؤخذ به للمرة الثانية.

لا يوجد ديمقراطية

13566174_1135284443181502_211964450_n

عندما قررت اليونان عام 2015 التوجه لاستفتاء شعبي لرفض خطة بروكسل - الاتحاد الأوروبي - للتقشف، كانت استجابة الاتحاد غير ديمقراطية بصورة غير مفاجئة - فإنكار رأي الناس أصبح عادة في الاتحاد وفقًا للصحيفة - وقال جان كلود جانكر- رئيس المفوضية الأوروبية: "لا يوجد ديمقراطية عند الحديث عن معاهدات الاتحاد الأوروبي" ولم يخجل.

الخسارة المرة

13565997_1135284456514834_567709235_n

رغم أنه ليس الصيحة الأولى للتمرد على الاتحاد إلا أن خروج بريطانيا منه يمثل أول انتصار حقيقي - تقول الصحيفة - فبريطانيا كانت ترى أن وجودها في الاتحاد معضلة ومأزقًا يصعب الخروج منه.

فسواء كان الاتحاد سيترك بريطانيا تخرج بهدوء وتخاطر بصورة غير مسبوقة، أو أن خروجها سيكون بمثابة خسارة مرة تدفع ثمنها بكل الطرق الممكنة للاتحاد، فإن نجاح الدولة التي تتركه اقتصاديًا وسياسيًا سيكون دليلاً واضحًا على نظامه الاستبدادي، ومن المتوقع أن يكون اختيار بروكسل هو الخسراة المرة التي يدفع ثمنها الراحلون.

شيء مؤكد

13566140_1135284339848179_950787658_n

لكن الشيء المؤكد هو أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يجعله أكثر ديمقراطية، لأن هيكله المؤسسي الذي يتخطى حدود الوطنية سيسعى لتقوية نفسه مثل كل الإيديولوجيات التي قٌبرت عبر التاريخ، فالاتحاد يعرف كيف يٌشكل رأسًا صماء - ظهر شكلها بالفعل - فألمانيا تقود وفرنسا وصيفة.

وهناك علامة على ذلك هي أن الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند، وماتيو رينزي، رئيس وزراء إيطاليا، وماريانو راجوي، رئيس وزراء إسبانيا يقودون مواقفهم بصورة مباشرة على طريق المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بعيدًا عن بروكسل.

ويبدوا أن سؤال هنري كسينجر ، وزير الخارجية الأمريكي السابق عن أوروبا: "مع من يمكنني الحديث عندما أريد أن أتحدث إلى أوروبا؟"، أصبح له إجابة واضحة وهي: "مع برلين".

صدى الاستقلال

13563594_1135284483181498_1146658411_n

لذلك، لم يبق للأوربيين سوا خيارٌ أوحد هو المفاضلة بين أيدٍ وأقدام في أغلال الاتحاد الذي يخون مصالحهم القومية وسيادتهم الشعبية ويفتح حدودهم واسعة أمام سيول المهاجرين سياسات مالية متعجرفة، وبين استعادة حريتهم بالتصويت لصالح الخروج منه.

فالدعوات لإجراء استفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي أصبح لها رنين في كل أنحاء القارة الأوروبية، وفقًا لمارين لوبان - زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمني في فرنسا - التي قالت إنها اقترحت على الرئيس الفرنسي التشاور مع الجمهور في فرنسا، لأن مصير التجمع الأوروبي سيلحق بمصير الاتحاد السوفيتي الذي انتهي من الوجود بسبب تناقضات في داخله.

الربيع الأوروبي

13552688_1135284336514846_2092246797_n

لم يعد ربيع الشعوب الأوروبية أمرًا بعيد المنال، لقد أصبح أمرًا لا مفر منه، والسؤال الأهم هو أنه سواءً كان الأوروبيون جاهزين للتخلص من أوهامهم أو إذا كانوا سيعودون للبحث عن مبررات ستقترن بالمعاناة، فإني اتخذت قراري مبكرًا - تقول مارين لوبان - واخترت فرنسا.. اخترت الأمم ذات السيادة.. اخترت الحرية.

فيديو قد يعجبك: