خروج بريطانيا: 5 أسئلة بحاجة إلى أجوبة
كتبت – سارة عرفة:
في 23 يونيو الجاري جرى ما لم يكن بحسبان كثير من المتابعين، حيث أعلنت نتائج استفتاء بريطانيا حول بقائها في الاتحاد الأوروبي بتصويت 52 في المئة من الناخبين في ذلك اليوم لصالح خروج بلادهم من الكتلة الأوروبية.
الخروج أثار العديد من التداعيات والأسئلة الحائرة بدون إجابات حتى الان خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء ديفيد كاميرون اعتزامه الاستقالة من منصبه وانتخاب زعيم جديد لحزب المحافظين وبالتالي رئيس وزراء للمملكة المتحدة يتفاوض مع الاتحاد الأوروبي حول عملية الخروج.
وقد أعدت مجلة نيوزويك الإمريكية أكثر خمسة أسئلة مثيرة للجدل على الساحة في بريطانيا وخارجها:
متى تخرج بريطانيا؟
رغم تأكيد وإصرار السياسيين المؤيدين للبقاء على أن بريطانيا لابد أن تقبل ''بالإرادة الديمقراطية'' لشعبها، إلا أن ايا منهم لم يفعل ذلك حتى الآن. فديفيد كاميرون لم يفعل ''المادة 50'' من اتفاقية لشبونة المعنية بآلية الخروج من الاتحاد الأوروبي، بالقول إن خليفته سوف يفعل ذلك. هناك البعض في أوروبا، مثل رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر ورئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل يريدون إجباره على القيام بذلك في أقرب وقت. وعلى افتراض أن طريقتهم لم تتبع، فخطوة تفعيل المادة 50 قد تتخذ في سبتمبر أو أكتوبر. وهناك أصوات أخرى تطالب بالمزيد من التأخير خاصة وزير الصحة جيرمي هانت، الذي ينافس على قيادة حزب المحافظين، الذي يريد أن يتفاوض على اتفاق جديد، وطرحه لتصويت اخر، ثم بعد ذلك تبدأ آلية الخروج. قد يكون الأمر ممكنا لبريطانيا أن تخرج ببساطة، بيد أن الأمر شديد الصعوبة من الناحية السياسية.
ماذا قد تكون عليه اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي؟
هناك العديد من الاحتماليات، بيد أنه حتى الآن النقاش الرئيس يتركز حول ثلاث نقاط: الأولى أن بريطانيا تريد نفس الوصول إلى السوق الأوروبية الموحدة كما تتمتع الآن؟ الثانية، بريطانيا يجب أن تضغط لفرض قيود على الهجرة من الاتحاد الأوروبي وثالثا، هل من الممكن أن تحصل بريطانيا على كليهما (النقطتين الأولى والثانية). الرأي العام في القارة يرى أن ضم هاتين النقطتين معا في اتفاق سيكون طلبا كبيرا – فأوروبا لا يمكن أن تظهر وكأنها تكافئ بريطانيا على استفتائها ويريد كثيرون أن يعاقبونها بشكل فعال. لكن ديفيد كاميرون اقترح في قمة الاتحاد الأوروبي الثلاثاء أن أوروبا أوروبا يجب أن تعمل في اتجاه النقطتين. وهناك رأي اقتصادي ساحق في بريطانيا يرى أن القيود الكبيرة على حرية الحركة سوف تكون مدمرة لاقتصاد البلاد الذي اهتز بالفعل.
من رئيس الوزراء القادم؟
يستعد حزب المحافظين لتنافس على القيادة والمنتصر سوف يحل محل ديفيد كاميرون. وسوف يضيق أعضاء الحزب في البرلمان السباق إلى متنافسين اثنين: بوريس جونسون زعيم حملة الخروج، وتريزا ماي وزيرة الداخلية التي دعمت حملة البقاء، لكن بهدوء مع بعض التحفظات. وخارج الاحتمالات، هناك سيفن كراب، وزير العمل والمعاشات، ونيك مورجان وزير التعليم الليبرالي. وهناك سؤال اخر، هل يعني رئيس وزراء جديد أن هناك انتخابات عامة مبكرة؟ والحكمة المثيرة للجدل التي لخصها جونسون لصحيفة الجارديان هي أن ذلك لن يكون الحاد إذا فاز.
من يكون زعيم المعارضة المقبل؟
في ظل خسارة جيرمي كوربين تصويت سحب الثقة بأغلبية ساحقة من قبل نواب حزبه في البرلمان يوم الثلاثاء، فإنه من المؤكد أن تكون هناك انتخابات على زعامة حزب العمال. قد يكون كوربين قد فقد أي دعم له داخل الحزب في البرلمان، لكنه يتمتع بشعبية بين أعضاء الحزب أنفسهم.
هل تفقد بريطانيا اسكتلندا؟
شكلت الوزيرة الأولى في اسكتلندا نيكولا ستروجين ''مجلس دائم'' من الخبراء لتقديم المشورة لها بشأن خيارت اسكتلندا وسؤالها الأكثر إلحاحا حول كيفية بقاء اسكتلندا، التي صوتت لصالح البقاء، جزءا من الاتحاد الأوروبي إذا خرجت بقية بريطانيا من الكتلة. وإذا كانت الاجابة أن ذلك ممكنا لو تركت اسكتلندا بريطانيا، فإن ستورجين أوضحت أنها سوف تسعى لإجراء استفتاء استقلال ثاني. وإذا جرى ذلك، فإن اختيار الاستقلال الاسكتلندي سوف يكون أكثر خطورة عما كان عليه الوضع في 2014. وفيما أجرت شتورجين اجتماعات ايجابية مع كبار الشخصيات في البرلمان الأوروبي منها رئيسه مارتن شولتز، فإنها قوبلت ببرود من جانب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك. وقالت متحدثة باسم توسك للصحفيين ''ليست تلك اللحظة السليمة والملائمة''.
فيديو قد يعجبك: