لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد اعترافه بإبادة الأرمن.. لماذا لم يقر البرلمان الألماني بمذبحة قبائل ناميبيا؟

06:19 م الخميس 09 يونيو 2016

بعد اعترافه بإبادة الأرمن.. لماذا لم يقر البرلمان

القاهرة (مصراوي)
لا يزال التراشق بين ألمانيا وتركيا جاريًا على خلفية تصديق البرلمان الألماني على قرار يصف مذابح الأرمن "بالإبادة الجماعية".

ففي هذا الصدد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا ذكرت فيه أن البرلمان الألماني لايزال يرفض الاعتراف بإحدى "جرائمه" –على حد تعبير الصحيفة-.

الخطوة التي كان البرلمان الألماني قد قام بها من حيث وصف مذابح الأرمن التي قامت بها تركيا بالإبادة الجماعية أغضبت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والذي بدوره أشار إلى الجرائم التي ارتكبتها ألمانيا ولم تعترف بها حتى اليوم.

وقال أردوغان إن على ألمانيا مراجعة تاريخها والاعتراف بجرائمها قبل أن تشير إلى تاريخ الدول الأخرى.

وكان الرئيس التركي قد أشار إلى مذبحة قامت بها قوات ألمانية في الفترة بين 1903 و 1908 ضد قبائل الهيرورو وناما في ناميبيا، وهو الأمر الذي رآه بعض المؤرخون صائبًا.

على الرغم من أن وزارة الخارجية الألمانية قد صنفت كل جرائم الاستعمار التي ارتكبتها القوات الألمانية في السابق على إنها جرائم حرب ومذابح، إلا أن البرلمان الألماني لم يعترف بالمذبحة المذكورة رغم مناداة العديد من جماعات حقوق الإنسان.

وعبر بعض السياسيين الألمان رفيعي المستوى، مثل رئيس البرلمان نوربرت لاميرت، علنًا عن اتفاقه مع جماعات حقوق الإنسان قائلًا: "وفقًا لمعايير القانون الدولي اليوم، يعد سحق ثورة قبيلة الهيريرو الإبادة الجماعية"، قال لاميرت مجادلًا في هذا الشأن العام الماضي، معتبرًا استخدام ألمانيا للقوة في ذلك الوقت "حربًا عنصرية".

في بدايات القرن العشرين، اعتبرت ألمانيا قبائل الهيرويرو والناما أعداء خطرين و"إرهابيين". يسوقهم الجوع والفقر، ثارت القبيلتان ضد الاستعمار الألماني والذي استخدم بدوره القوة المفرطة لقمع هذه الثورة.

أثبتت الوثائق أن الجنود الألمان تلقوا أوامر بقتل كل أعضاء المجموعتين حتى لو لم يكونوا متورطين في أي قتال. 20 ألف شخص فقط كُتبت لهم النجاة من أصل 100 ألف شخص أعضاء القبيلتين. الأطفال والنساء والرجال إما قضوا في المعارك أو تم إرسالهم لمعسكرات الاعتقال.

ويقول مؤرخون بارزون أن المذبحة التي حدثت في ناميبيا تعد من أول المذابح التي جرت في القرن العشرين، وأنها سبقت مذابح الأرمن والهولوكوست.

وفي حديثه مع مجلة دير شبيجل الألمانية يقول المؤرخ يروجن زيمرير: "إنه من غير المعتاد أن البرلمان الألماني لم يمتلك الشجاعة أن يقر بوضوح بمسؤولية ألمانيا تجاه هذه المذبحة".

ويتفق خبراء آخرون أن الأمر أقل إثارة للجدل من عدم رغبة البرلمان من أجل تمرير قرار مقترح. وقال أولريك دليوس في حديثه موقع وكالة الأنباء الألمانية عبر الإنترنت، "الإبادة الجماعية حدثت منذ زمن بعيد، لقد حدثت من أكثر من 100 عام".

وعرض المؤرخ أولريش دليوس بعض الأسباب التي قد تفسر عدم وجود مثل هذا القرار، وجادل أيضًا أن البرلمان قد تتردد في الاعتراف رسميًا بالإبادة الجماعية بسبب مخاوف من دفع التعويضات. "إذا كنا نعترف الإبادة الجماعية، فعلينا أن ندفع".

عدم وجود توافق سياسي أمر غير عادي بالنسبة لدولة مثل ألمانيا، التي تعاملت بصرامة مع حوادث أخرى حدثت في أحلك ساعات التاريخ، بما في ذلك جرائم النازية.

وقد عارض بعض أعضاء البرلمان تعريف المجازر التي حدثت في ناميبيا على إنها "إبادة جماعية" وذلك أن هذا المصطلح ظهر بشكل عالميّ فقط بعد نهاية الحرب العالمية الثانية- بعد أن كانت هذه المذابح حدثت بوقت طويل.

كما تم إعادة توجيه هذه الحجة في أماكن أخرى كتبرير ضد الاعتراف بجرائم إبادة بعينها : القضية الأكثر شهرة هي تركيا والمجازر وعمليات ترحيل من مليون إلى مليون ونصف من الأرمن الذين يعيشون في الإمبراطورية العثمانية في عام 1915

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان