هارتس: جولة نتنياهو الأفريقية قادت إلى التقارب مع مصر
تل أبيب - (د ب أ):
أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية اليوم الاثنين على أهمية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس إلى إسرائيل، وقالت إنها تمثل التعاون في قضايا تتراوح ما بين عملية السلام مع الفلسطينيين وكذلك مشروع سد النهضة المثير للجدل الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل.
وشددت على أهمية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أرسل وزير خارجيته وليس وزير استخباراته إلى إسرائيل.
وأشارت إلى أن الرئيس الأسبق حسني مبارك كان يرسل وزير الاستخبارات عمر سليمان أو معاوني الوزير لبحث التعاون العسكري والاستخباراتي وعملية السلام مع الفلسطينيين أو للتشاور حول السياسة تجاه حماس.
ورأت الصحيفة أن قرار إرسال وزير الخارجية يظهر مستوى جديدا من العلاقات أكثر قربا للتطبيع السياسي. وركز شكري في حديثه أمس على عملية السلام وأكد أنه من الممكن تحقيق حل الدولتين.
وأضافت الصحيفة أن ما لم يقله شكري هو المهم، فهو لم يقدم مبادرة للسلام ولم يعرض مؤشرات لإعادة إطلاق المفاوضات أو جدول زمني لذلك. كما أنه حتى لم يتحدث عن مصر كوسيط رسمي؛ وقد أشار ببساطة إلى اجتماعاته في 29 يونيو مع المسؤولين الفلسطينيين ونوايا مصر لاستكمال محادثات رام الله مع الجانب الإسرائيلي.
وذكرت الصحيفة أن السيسي قرر فيما يبدو فتح قناة سياسية عامة مع إسرائيل يمكن أن تسفر في نهاية المطاف عن دعوة رئاسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة القاهرة. وأشارت الصحيفة إلى أن لمصر وإسرائيل مصالح مشتركة بعضها فقط يتعلق بالأمن. وبطبيعة الحال فإن التعاون الأمني والاستخباراتي لا يتطلب مشاورات على مستوى وزراء الخارجية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "مصر تعتقد، وهي محقة في ذلك، أن لإسرائيل نفوذا في إثيوبيا، وإذا لم تكن قادرة على وقف بناء السد، فهي على الأقل قادرة على إقناع إثيوبيا بالتنسيق لتقاسم المياه مع القاهرة حتى لا يتضرر اقتصاد مصر".
واعتبرت أن "هذا ربما يكون السبب في توقيت زيارة شكري، بعد عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة من جولته الأفريقية، لمعرفة ما إذا كان لديه أي أخبار جيدة للمصريين. فمصر بحاجة إلى هذه المعلومات للإعداد لمؤتمر وزراء خارجية وادي النيل الذي سينعقد الخميس القادم في أوغندا. كما أن مصر بحاجة إلى دعم إسرائيل لمواجهة أي نوايا أمريكية لسحب قوات حفظ السلام الدولية من سيناء، وهي خطوة تعتبرها مصر استسلاما للإرهاب".
وأضافت أن القاهرة "مهتمة للغاية أيضا باستئناف العلاقات بين تركيا وإسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بالجزء الذي يتيح لتركيا أن تكون مورّدا رئيسيا للسلع الاستهلاكية ومواد البناء إلى غزة. فدخول تركيا يجعل مصر في أفضل الأحوال في وضع غير مريح، تواصل فيه إغلاقا رسميا لغزة ، بينما تصبح تركيا حليفا لحماس، وهذه المرة بـإذن من إسرائيل".
ولتغيير هذه المعادلة، فإنه يتعين على مصر تنسيق سياستها المدنية بالنسبة لغزة مع إسرائيل والسعي للتوصل إلى اتفاق مصالحة في القريب العاجل بين حماس وفتح حتى يتسنى للقاهرة فتح معبر رفح بين غزة ومصر.
وختمت الصحيفة بأن كل هذه أمور كبيرة الأهمية لا يمكن أن تحلها زيارة خاطفة لوزير خارجية مصري لإسرائيل. ولكن توسيع خريطة المصالح السياسية الإسرائيلية المصرية، في ظل حافز اقتصادي في الخلفية في مجال الغاز الطبيعي، هو تطور رئيسي. وشددت الصحيفة على أن هذا يتطلب سياسة إسرائيلية مرنة وحكيمة، مع تدابير لبناء الثقة تجاه الفلسطينيين، وهو أمر يتمتع في هذا الوقت بقيمة استراتيجية في العلاقات مع مصر والدول العربية الأخرى.
فيديو قد يعجبك: