صحيفة إسرائيلية توضح أهمية زيارة وزير الخارجية المصري
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة هآرتس إن جولة رئيس الوزراء الإسرائيلي في أفريقيا أدت إلى زيادة التقارب بين مصر وإسرائيل أيضًا، مشيرة إلى أن زيارة سامح شكري، وزير الخارجية المصري، للقدس أظهرت التعاون بين البلدين في قضايا عدة بداية من السلام الفلسطيني الإسرائيلي إلى قضية سد النهضة الأثيوبي المثير للجدل.
سياسة مبارك
ولفتت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها، اليوم الإثنين، إلى أن أهمية زيارة وزير الخارجية المصري لا تقتصر على كونها تكسر حاجز 9 سنوات لم تشهد زيارة وزير خارجية مصري إلى إسرائيل، بل إن أهميتها تكمن في أن من أرسله الرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة إسرائيل هذه المرة هو وزير الخارجية وليس رئيس الاستخبارات.
فالرئيس السابق حسني مبارك - تقول الصحيفة - كان يرسل اللواء عمر سليمان رئيس الاستخبارات أو مساعديه لمناقشة التعاون العسكري أو الاستخباراتي إضافة إلى عملية السلام مع الفلسطينيين أو للتشاور حول سياسية المواجهة المباشرة "وجهًا لوجه" بين إسرائيل وحماس.
قرار السيسي
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار إرسال وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل يظهر مستوى جديد من التقارب في العلاقات بين البلدين باتجاه التطبيع السياسي، مشيرة إلى أن شكري - الذي شغل منصب سفير مصر في واشنطن من 2008 -2012 - ركز في المؤتمر الصحفي مع نتنياهو على عملية السلام وأن حل الدولتين يمكن تحقيقه، لكنه لم يطرح مبادرة للسلام ولم يقدم معايير لإعادة إطلاق المفاوضات ولم يتحدث عن جدول زمني.
وتابعت: "لم يعرض حتى أن تكون مصر وسيطًا في عملية السلام بصورة رسمية، وذكر بأسلوب بسيط مشاركته في اجتماع يوم 29 يونيو مع القادة الفلسطينيين ونوايا مصر لاستكمال محادثات رام الله مع الجانب الإسرائيلي".
وقالت الصحيفة: "من الواضح أن السيسي قرر فتح قناة دبلوماسية عامة مع إسرائيل يمكنها في نهاية الأمر أن تقود إلى دعوة رئاسية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة القاهرة".
مصالح مشتركة
وأضافت: "مصر وإسرائيل لديهما مصالح مشتركة بعضها أمنية، لكن المصالح الأمنية والاستخباراتية لا تتطلب مناقشات مع وزير الخارجية"، فإسرائيل وافقت على كسر مصر لاتفاقية السلام "كامب ديفيد" بإرسال قوات برية إلى سيناء إضافة إلى الدعم الجوي المرافق، ووافقت أيضًا لمصر على نقل السيادة على جزر تيران وصنافير للسعودية التي تعهدت باحترام الدول التي لم توقع على الاتفاق، مشيرة إلى أن جميع تلك المحادثات جرت بسرية لم يسمع لها ضجيح".
لكن بالنسبة لمصر، هناك قضايا مفتاحية تتطلب الحديث العلني مع إسرائيل خاصة تخوفاتها من تأثير سد النهضة الإثيوبي عليها والذي من المفترض أن يتم الانتهاء من الجزء الأول منه العام القادم، حيث تقول مصر إنها ستفقد ما بين 11 إلى 19 مليار متر مكعب من الماء سنويًا بعد تشغيله بصورة تجعل انتاج مصر من الكهرباء يقل بمعدل 25 إلى 40 %.
تهديد مصر
وقالت الصحيفة أن هذا السد يمثل تهديدًا لمصر بصورة جعلت الرئيس الأسبق محمد مرسي يهدد بتدميره، مشيرة إلى أن مصر تعتقد أن إسرائيل تمتلك نفوذًا في إثيوبيا بصورة يمكن أن تمنع بناء السد أو على الأقل إقناع إثيوبيا بتنسيق كميات الماء مع مصر حتى لا يتأثر اقتصادها.
ولفتت الصحيفة إلى أن سد النهضة ربما يكون سبب زيارة شكري إلى إسرائيل بعد عودة نتنياهو من إفريقيا، وذلك للاستماع منه عن أي أنباء جيدة للمصريين، مشيرة إلى أن مصر تحتاج تلك المعلومات من أجل الاعداد لمؤتمر وزارء خارجية دول وادي النيل الخميس القادم في أوغندا.
ولفتت الصحيفة أيضًا إلى أن مصر تريد دعم إسرائيل لمواجهة نية أمريكا سحب قوات حفظ السلام من سيناء، مشيرة إلى أن مصر تعتبر تلك الخطوة انسحاب من وجه الإرهاب.
التصالح مع تركيا
وأوضحت الصحيفة أن القاهرة تولي اهتمامًا بالغًا بعد استعادة العلاقات بين تركيا وإسرائيل، خاصة في بند تحول تركيا إلى أكبر مورد للبضائع الاستهلاكية ومواد البناء إلى قطاع غزة، مشيرة إلى أن دخول تركيا جعل مصر في وضع غير مريح على أفضل تقدير.
وتابعت: "إسرائيل تفرض حصارًا رسميًا على قطاع غزة وتركيا أصبحت حليفًا لحماس، ولكن هذه المرة بتصريح إسرائيلي"، مشيرة إلى أن تعديل تلك المعادلة يحتاج تواصل مع إسرائيل لإبرام اتفاق مصالحة بين حماس وفتح يسمح لمصر بمراجعة سياستها مع حماس لفتح معبر رفح بين مصر وغزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن كل تلك الموضوعات هي مسائل ذات ثقل ألقت الضوء عليها زيارة شكري إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن شكري لا يستطيع حلها.
وتابعت الصحيفة أن الوقت الحالي يمثل قيمة استراتيجية في العلاقات الإسرائيلية مع مصر وعدد من الدول العربية التي يدعمها علاقات اقتصادية وقضايا مفتاحية تساهم في اتساع مساحة المصالح المشتركة بين إسرائيل وتلك الدول.
فيديو قد يعجبك: