لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هجوم الشاحنة: لماذا فرنسا.. ولماذا نيس؟

01:40 م السبت 16 يوليه 2016

هجوم الشاحنة

كتبت – رنا أسامة:
وسط الأسئلة التي تؤرّق الرأي العام الفرنسي بعد حادث نيس الإرهابي، يتبادر إلى الذهن السؤال: لماذا فرنسا؟ خاصة وأنه ثالث أكبر هجوم يضرب الأراضي الفرنسية بعد الهجوم المُسلّح على صحيفة شارلي إبيدو يناير 2015، وهجمات باريس الدموية التي وقعت في نوفمبر من العام نفسه.

لذا سيكون من الصعب على العديد من الفرنسيين أن يفهموا السبب وراء مُعاناة بلادهم- دونًا عن غيرها من الدول الأوروبيّة- كل هذه المُعاناة، ليبرز سؤال اكثر إثارة للحيرة وهو: لماذا "نيس" تحديدًا؟!

في هذا الصدد، تقول مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن مدينة نيس تتميّز بكنائسها المُزخرفة وشواطئها المليئة بالنخيل والأشجار، تلك المعالم التي أكسبتها شُهرة واسعة كـ "وجهة سياحية"، فضلًا على أنها تُعد أكثر المدن الفرنسية التي تُعاني واحدة من أكثر المُشكلات استعصاء على الحل خارج مِنطقة باريس، وهي التطرّف الإسلامي.

"ألب ماريتيم"
مع بداية هذا العام، ذهب ما لا يقل عن 55 شخصًا، بينهم 11 فردًا من عائلة واحدة، من قاطني نيس وغيرها من البلدات الأخرى في "مُقاطعة ألب ماريتيم" جنوب شرق فرنسا، إلى سوريا والعراق للقتال، فيما أغلقت الحكومة 5 مساجد يُشتبه في إدارتها من جانب حركات مُتطرّفة (من إجمالي 40 مسجدًا في جميع أنحاء نيس).

وفي إطار القلق المتزايد من تدفق الجهاديين، كانت "ألب ماريتيم" إحدى المُقاطعات الرائدة في وضع نظام للإنذار المُبكّر للعائلات والمدارس والخدمات المحليّة، في محاولة لحيلولتهم دون الذهاب إلى سوريا، وإحالة الأشخاص الأكثر عُرضة لخطر التطرّف إلى وحدات مُتخصّصة.

كما هو الحال في مُعظم المدن الكُبرى في فرنسا، يشغل المُسلمون النسبة الأكبر من التِعداد السُكّاني بمدينة نيس، وقد لقي العديد منهم حتفه في هجوم الشاحنة.

وأشارت المجلة البريطانية إلى واحد من العناصر الجهادية المعروفة في دوائر الاستخبارات المحليّة، بتجنيدها العقول الشابة في نيس وغيرها من المُقاطعات لخدمة الجماعات الجهادية، وهو "عُمر أومسن"، المعروف أيضًا باسم "عُمر ديابي".

وبالرغم أنه كان يُعتقد أن "أومسِن" قُتِل في سوريا العام الماضي، فإن تقارير حديثة ظهرت لتُشير أنه لا يزال على قيد الحياة، وأن خبر وفاته رُبما يكون غير صحيح.

وبينما لا يزال غير معروف ما إذا كان لـ "ديابي" أي صلة بمُرتكب الهجوم الأخير، يبقى الشيء المؤكّد أنه أنشأ مركزًا للعناصر الجهاديّة في المدينة.

وبالرغم من ولادته في السِنغال، إلا أنه ترعرع في إحدى المناطق السكنية بضاحية "آريان"، ويُعتقد بأنه كان وراء تجنيد الـ 11 شخصا من أسرة واحدة في داعش دفعهم للذهاب إلى سوريا من نيس للقتال.

في إطار الجهود لمواجهة انتشار هذا التطرّف، كانت مُقاطعة "ألب ماريتيم" في طليعة المُقاطعات التي تتعاون مع الحكومة الفرنسية لمحاربته، حيث شكّلت وحدة خاصة لمكافحة التطرّف، جنبًا إلى جنب مع عقد اجتماعات أسبوعية لتحليل الإشارات والبلاغات التي تتلقّاها من المُعلّمين والعاملين ورجال الشرطة وموظّفي السجون، والذي تم تدريبهم جميعًا من قِبل علماء النفس وآخرين على اكتشاف ذوي الميول المُتطرّفة.

منذ عام 2014، سجّلت المُقاطعة 522 بلاغًا، بما في ذلك 210 حالة لشباب تقل أعمارهم عن 18 سنة.

اهتمام مبكر
يُشار إلى أن المسئولين بمدينة نيس كانوا قد أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالنواحي الأمنية في وقت مبكر من العام الجاري، تأهّبًا لاحتفالات العيد الوطني في فرنسا، يوم الباستيل، في مدينة نيس، جنوبي البلاد، حيث وقع الهجوم.

وارتسمت ملامح هذا الاهتمام الأمني في إغلاق الطريق بحواجز ولوحات جدارية مؤقّتة لمنع دخول أي شخص خِلاف أولئك الذين يحملون تذاكر.

وكان مسؤولي الاستخبارات دائمي التحذير من أن الأماكن المُزدحمة، كما مراكز التسوّق ووسائل النقل العام، أكثر عُرضة للعمليات الإرهابيّة، وهو ما أكّده الهجوم الأخير.

وكان 84 شخصًا قد قُتِلوا على الأقل وأُصيب العشرات بعد أن دهست شاحنة حشدًا من الجماهير أثناء احتفالات بالعيد الوطني في فرنسا، يوم الباستيل، في مدينة نيس، جنوبي البلاد.

وقال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إن 50 من المصابين في الهجوم يصارعون بين الموت والحياة في المستشفيات، وإن العديد من الأطفال والأجانب بين القتلى.

كما أعلن هولاند تمديد حالة الطوارئ، المفروضة منذ هجمات باريس التي أسفرت في نوفمبر الماضي عن مقتل 130 شخصًا، ثلاثة أشهر إضافية، لتستمر حتى 26 أكتوبر المُقبل، بعد أن كان مُقرّرًا لها أن تنتهي في يوليو الجاري.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان