إعلان

لماذا فشل انقلاب تركيا؟ - تقرير

07:15 م الأحد 17 يوليه 2016

لماذا فشل انقلاب تركيا

كتب – علاء المطيري:

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن القاعدة رقم 2 في التخطيط لانقلاب عسكري ناجح هي شل قدرة أي قوات محمولة تضم أسراب من المقاتلات على التحرك أو إبقائها في مكان بعيدً يحول دون قدرتها على التدخل عند بداية الانقلاب، وهو ما يفسر وجود وحدات الجيش السعودي بعيدة عن العاصمة على سبيل المثال.

تدبير الانقلاب

لكن مدبري انقلاب تركيا فشل في ضمان ولاء الدبابات والمروحيات، وبقيت المقاتلات الحربية بعيدة عن مسرح الأحداث، وفقًا لتقرير نشرته المجلة اليوم السبت، متسائلة: "لماذا فشل انقلاب تركيا؟، ولماذا أصبح جبن أردوغان أمرًا لا مفر منه؟.

وتابعت أنه بدل من أن تكون وسيلة لدعم الانقلاب أصبح الانقلابيون يواجهون معارضة متزايدة، لكنهم أصبحوا في مواجهة وضع مخيف بعدما خرقوا القاعدة رقم 1 التي تفترض السيطرة على مقر رئاسة الحكومة قبل فعل أي شيء آخر أو على الأقل قتل أردوغان.

أردوغان حٌر

بدأ الانقلاب وبقي أردوغان حرًا ليطالب أتباعه بمقاومة محاولة الانقلاب، عن طريق "الأيفون" في المرة الأولى وعبر كلمة متلفزة لجمع من أنصاره في مطار إسطنبول الذي هبطت به طائرته، وفقًا للمجلة التي أوضحت أنه تحدث من أمام صورة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية العلمانية رغم أن هدفه الذي يسعى خلفه هو استبدالها بجمهورية إسلامية.

ولفتت المجلة إلى أن أردوغان يقوم بإجراءات إدارية لتحقيق ذلك بداية من إغلاق المدارس العلمانية العليا وتحريك التلاميذ باتجاه حظر المشروبات الكحلية وإطلاق برنامج لإقامة المساجد في كل مكان بما فيها متحف كان كنيسة سابقًا وحرم جامعي مازال الحجاب ممنوعًا بداخله.

وكشفت المشاهد التلفزيونية للجماهير معارضة الانقلاب التي اتضحت بصورة كبيرة كان شعارها إسلاميًا وليس وطنيًا، وظلوا يصيحيوان "الله أكبر" ويطالبون بالخروج للشهادة التي تمثل عنوان إيمانهم.

السخرية

ومما يثير السخرية أيضًا أن دعم الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والاتحاد الأوروبي له جعل أردوغان يفعل كل شيء لتفكيك ديمقراطية تركيا الهشة باسم الديمقراطية بداية من القبض على الصحفيين الذين ينتقدونه وإغلاق صحيفة زمان المعارضة واسعة الانتشار.

وتابعت المجلة أنه رغم أن تركيا ليست جمهورية رئاسية مثل الولايات المتحدة أو فرنسا، لكنها أقرب إلى جمهورية برلمانية مثل إيطاليا وألمانيا، إلا أن سلطة أردوغان الرئاسية تتزايد رغم كون سلطته يفترض أنها شرفية.

ولأن أردوغان غير قادر على تغيير الدستور لأن حزبه لا يملك الأغلبية الكافية للتصويت على ذلك، فقد وضع بن على يلديريم رئيسًا للوزراء بديلاً عن أحمد داوود أوغلوا، لأن الأول أكثر انصياعًا لأوامر، حيث ساهم في هدم البناء الدستوري للدولة عندما طلب من الحكومة أن تجتمع في القصر المكون من 1000 غرفة الذي شيدة ليكون مقر حكمه بتكلفة 3.2 مليار دولار بدون تصريح تشريعي، على أن يكون اجتماع الحكومة تحتي رئاسته.

الفساد

وقالت المجلة إن هذا الأمر هو إجراء عادي لأروغان الذي بدأ مفلسًا في حي فقير ثم تحول إلى ملياردير وفقًا لمزاعم تقول أنه وأبنائها يمتلكون أموالاً كبيرة، حيث تحوم تهم فساد واحتيال حول أبنائها بلال وبراك، منها تهم بتهريب الذهب.

وقالت المجلة إن 350 ضابط حاولوا التدخل في قضايا الفساد السابقة لكنه والمدعي العام تم فصلهم من وظائفهم، مشيرة إلى أن اهتمامه يقوم لى أسلمة الدولة.

ولفتت المجلة إلى أن أردوغان يقوم بإلقاء اللوم على الآخرين حتى عندما يكون الحدث ناتج عن أخطائه بداية من قرار بدء الحرب على الأكراد وهو ما يصدقه المخلصون له، إضافة إلى اتهامه لفتح الله جولن بدبير الانقلاب رغم أنه كان أحد أصدقائه المغربين في يوم ما والذي ساهم في محاولة اطلق عليه "انقلاب القضاة".

شروط انقلاب ناجح

ولكلي ينجح انقلاب في تركيا فإن مدبري الانقلاب كان يجب عليهم تجنيد عدد كبير من الجنود والطيارين والقبض على القادة غير المتعاونين لأن نجاحهم المبدئي سيحفز الآخرين على الانضمام إليهم.

لكن ما حدث في محاولة الانقلاب الأخيرة هو أن قادة الجيش لم يخططوا للانقلاب ولم يشاركوا فيه، ولم يتم احتجاز سوى عدد صغير من كبار الضباط كان بينهم الجنرال خلوصي أكار، رئيس الأركان الذي تم احتجازه قبل أن تتمكن الشرطة من إنقاذه.

وفي الواقع فإن القوة الرئيسية ظلت خارج مجريات الأحداث، ولم يتجاوز الانقلابيون النشطون ألفي شخص، بينهم بعض الطيارين، لكن هذا العدد تضاءل بعد خروج المواطنين للشوارع تلبية لدعوة أردوغان التي لباها عشرات الألف في شوارع إسطنبول.

أحزاب المعارضة

وكانت أحزاب المعارضة في موقع معارض للانقلاب، لكنه لا يجب عليهم أن يعولوا على عرفان أردوغان بهذا الموقف وتقديره لهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان