إعلان

نيويورك تايمز: أردوغان ينتصر على الانقلاب ولكن مصير تركيا بات مجهولا

02:01 م الإثنين 18 يوليو 2016

نيويورك - (أ ش أ): 

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، انتصر حقا على محاولة الانقلاب العسكري التي كانت تهدف للإطاحة بحكومته، ولكن مصير بلده برمتها مازال مجهولا.

وقالت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/ - إن أفراد القوات المسلحة التركية، الذين كانوا يوما حماة المبادئ العلمانية للدولة وأصحاب ثلاثة انقلابات حدثت خلال القرن الماضي، يجرى حاليا القبض عليهم والزج بهم في السجن، بينما يتعرض أعداء أردوغان الآخرين لأشكال عديدة من العقاب، منها على سبيل المثال منعهم من العمل في الجهاز الإداري للدولة.

وأضافت أنه في الزاوية الأخرى من المشهد التركي، نزل الإسلاميون المؤيدون لأردوغان إلى الشوارع للرقص والاحتفال بانتصاره على أعدائه.

وأشارت الصحيفة الى أنه مع وأد هذا الانقلاب تم الزج بما يقرب من 6 آلاف شخصية عسكرية إلى السجن، فيما يتم تشييع جنازة نحو 265 شخصا لقوا حتفهم جراء الاشتباكات التي شهدتها تركيا يوم الجمعة الماضية.

وتساءلت (نيويورك تايمز) "هل غدا أردوغان أكثر قوة بعد إفشاله لهذا الانقلاب، أم إنه لا يعدو الآن سوى قائد ضعيف عليه احتواء معارضيه حتى يستمر في منصبه".

وقالت إن "شريحة كبيرة داخل المجتمع التركي، تشمل هؤلاء الذين اعترضوا بشدة على أداء حكومة أردوغان، نزلت للاعتراض على الانقلاب العسكري، كونه يعد فقط خرقا للديمقراطية، وعلى أمل أن ينتهز أردوغان الفرصة للتواصل مع مختلف الأطياف السياسية داخل تركيا ومحاولة توحيد البلاد".

واعتبرت أنه مع مرور الأيام، تجلت حقيقة أنه بالنسبة لأردوغان وأتباعه من المحافظين الإسلاميين، فإن ما شهدته البلاد يعد فقط انتصارا لتيار الإسلام السياسي أكثر من كونه أي شئ أخر.

وأضافت "أنه بينما عارض الليبراليون والعلمانيون بشكل عام الانقلاب العسكري، نزل مؤيدو أردوغان إلى الشوارع وتجمعوا، صباح أمس، داخل مطار إسطنبول للتعبير عن رفضهم للانقلاب العسكري وللجيش بشكل عام، كما ظلوا يرددون في الغالب الشعارات الدينية والهتافات التي تدعم أردوغان، لا الديمقراطية نفسها".

وأردفت الصحيفة الأمريكية "أنه في الوقت الذي ينتظر فيه الأتراك ليروا إلى أي دفة سيقوم زعيمهم بتوجيه البلاد إليها في أعقاب الانقلاب الفاشل، بعث أردوغان بالفعل بعض المؤشرات عما ينتوي فعله خلال الفترة القادمة، كما أنه رفع من احتمالات إعادة عقوبة الإعدام مرة أخرى، بعدما قررت السلطات التركية في السابق إلغائها على أمل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي".

ونقلت الصحيفة عن المحللة البارزة في الشئون التركية في مجموعة الأزمات الدولية نيجار جوكسيل، قولها إن هناك خيارين أثنين قد يلجأ أردوغان إلى إحداهما وهما: إما أن يستغل أردوغان ما حدث من أجل إعادة تصميم المؤسسات في تركيا لخدمة مصالحه، أو أن يقتنص فرصة التضامن الذي منحته إياه فصائل المعارضة المختلفة في البلاد من أجل الاستثمار بشكل أكبر في الموضوعات الخاصة بسيادة القانون وزيادة تقبله للمعارضة المشروعة.

ولكن الصحيفة اعتبرت إن تاريخ أردوغان يرجح استبعاد الخيار الأخير، ففي كل مرة كان الرئيس التركي يواجه فيها تحديا لسلطته - بدءا من الاحتجاجات الشعبية قبل ثلاثة أعوام وحتى قضايا الفساد - كان يلجأ إلى تهميش أعدائه والتحول نحو المزيد من الديكتاتورية.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان