فورين افيرز: بريطانيا.. "المملكة المنقسمة"

كتب - علاء المطيري:

قالت مجلة "فورين أفيرز" (الشؤون الخارجية) الأمريكية إن العالم استيقظ يوم 24 يونيو الماضي ليجد نفسه في مواجهة وضع لا يمكن تصوره، مشيرة إلى أن تصويت البريطانيين لصالح خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52% مقابل 48% يؤيدون البقاء كان أمرًا غير متوقع.

وأوضح المجلة أن نتيجة الاستفتاء قهرت كل التوقعات وكل الحسابات العقلانية التي تقول إن الحديث عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي غير قابل للتطبيق على أرض الواقع، وأن عملية التصويت هي تحصيل حاصل.

وربما يكون من الصعب استرجاع ذكريات 4 سنوات فقط مضت على حصول الاتحاد الأوروبي على جائزة نوبل بسبب ما وصف بأنه 6 عقود من السلام والمصالحة والديمقراطية وحقوق الإنسان التي تحققت في أوروبا منذ إنشاء الاتحاد، لكن صوتًا قويًا وحيدًا اتخذ خطوة يمكن أن تقود إلى انهيار المشروع الأوروبي.

ولفتت المجلة إلى أن استقالة ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني الذي دعا للاستفتاء - كان أولى تداعياته، في ذات الوقت الذي ارتبكت فيه أسواق المال العالمية وتعرضت لاضطرابات، بسبب حالة عدم الاستقرار واليقين في الوضع العام بباقي دول الاتحاد وقادته، إضافة إلى حالة من الانزعاج في واشنطن.

ومحليًا - في بريطانيا - ظهرت حالة من الانقسام كانت بدايتها في الاستفتاء لكنها زادت بعد ظهور نتيجة الاستفتاء الذي دعا له كاميرون من أجل إخماد الاقتتال الداخلي في حزب المحافظين، والدعم المتزايد من داعاة القومية الذين يطالبون باستقلال بريطانيا عن الاتحاد.

لكن، بدل من ذلك قامت حملات الخروج من الاتحاد باطلاق العنان لمشاعر الكراهية القبيحة ووصل بها الأمر إلى استخدام العنف الذي كان أبرز مظاهره قتل النائب جو كوكس على يد اليمينيين الذين يرفضون دفاعها عن بقاء بريطانيا في الاتحاد وعن حقوق المهاجرين.

وأدت مشاعر التحريض بين مؤيدي البقاء ومؤيدي الخروج، بين الكبار والصغار إلى توسعت الانشقاقات في الأحزاب الساسية الكبرى، وأصبحت بمثابة وقود للصدامات بين أفراد المجتمع وحتى أفراد العائلة الواحدة، وأصبح الأسكتلنديين وإيرلندا الشمالية واللندنيين يرون أن التصويت بالخروج سببًا في ظهور حالة من الانزعاج لديهم لأنهم جميعًا يفضلون البقاء في الاتحاد بصورة واضحة.

وقالت نيكولا ستيرجيون، الوزيرة الأولى في سكوتلاندا، إن نتيجة الاستفتاء مقبولة ديمقراطية، مشيرة إلى أنها بذات الديمقراطية ستدعوا لاستفتاء جديد لاستقلال اسكتلندا.