إعلان

الجارديان: أردوغان.. حاكم مستبد وسلطان ملهم!

09:08 م الأربعاء 20 يوليه 2016

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

كتب - علاء المطيري:

بين كونه حاكم مستبد كما يراه مراقبون غربيون، وسلطان مٌلهم لمؤيدين يرون أنه يٌجسد شخصية محمد الفاتح - السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية- تساءلت صحيفة الجارديان البريطانية: "لماذا يدعم العديد من الأتراك أردوغان المستبد؟" في إشارة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

"نراه واحدًا منا"

وفي تقرير لها، اليوم الأربعاء، لفتت الصحيفة في افتتاحيتها إلى قول أحد الأتراك: "نراه واحدًا منا"، مشيرة إلى أن العديد من الأتراك يعتبرونها ممثلاً للطبقة الفقيرة والمحافظين المسلمين في المجتمع التركي، وأن أوضاعهم تحسنت في ظل حكمه.

ولفتت الصحيفة إلى أن آلاف المواطنيين تجمعوا خارج مبنى بلدية إسطنبول، أمس الثلاثاء، من أجل دعم أردوغان أو أطلقت عليه الحكومة بصفة رسمية "مراقبة الديمقراطية"، مشيرة إلى أن رفض الشعب لمحاولة الانقلاب مساء الجمعة الماضية أظهرت حجم الدعم للنظام السياسي التركي.

"نحب رئيسنا"

"العديد جاؤا من أجله بصورة خاصة".. بهذه العبارة نقلت الصحيفة كلمات أورزين كوركماز، 29 عامًا، الذي تحدث ملتفًا بالعلم التركي بصحبة طفليه قائلاً: "نحب رئيسنا كثيرًا"، مضيفًا: "إنه أفضل قائد لتركيا منذ عهد محمد الفاتح" - في إشارة إلى السلطان العثماني الذي فتح القسطنطينية عام 1453، ويراه البعض منقذًا في حين يرى آخرون أنه ديكتاتورًا.

وتابعت الصحيفة: "لكن من رأوا القادة السابقين لتركيا يعلمون أنه ليس ديكتاتورًا، وفقًا لآدم كانكاي، سائق، 42 عامًا"، مضيفًا: "لهذا صوتنا له في الانتخابات، وسنظل في الشارع لدعمه حتى آخر نفس".

حير المراقبين

أثارت شعبية أردوغان الثابتة حيرة المراقبين، حيث يرى بعضهم أنه يتجه نحو الحكم السلطوي خاصة بعد فشل محاولة الانقلاب وفقًا لتحذيرات عبر عنها قادة غربيون بتحذيرات من التحريض على عمليات التطهير في الفترة القادمة، مشيرة إلى أن عدد من تم احتجازهم منذ السبت الماضي وصل إلى 35 ألف شخص بينهم ضباط وجنود وضباط شرطة وقضاة وأعضاء نيابة ومدرسين وعمداء كليات بالجامعة.

وتابعت أن عمليات التطهير يتم تنفيذها بالفصل من العمل أو تعليق الوظيفة لكل من ترى الحكومة أنه يمثل تهديدًا لها.

ويرى مؤيدي أردوغان أن لديهم 3 أسباب تكسبه الشعبية التي خرجت لدعمه ضد الانقلاب ومازالت تدعم حزبه "العدالة والتنمية".

العامل الاجتماعي

يٌعد العامل الاجتماعي أهم هذه الأسباب حيث يتم النظر إلى أردوغان بأنه واحد من الشعب وممثل للطبقة الفقيرة والمتوسطة الذين كانوا يشعرون بالتجاهل في عهد سابقيه من الرؤساء الذين لم يكونوا يقدروا قيمة الشعب، وفقًا لشخص يدعى إسماعيل، يحمل علم حزب العدالة والتنمية، مضيفًا: "لكن أردوغان يعتني بهم".

ويقول أش إيدينتشباش، محلل سياسي مختص بمتابعة العلاقات الخارجية بالمجلس الأوروبي، إن رواية حزب العدالة والتنمية عن الحكم تتحدث عن تمكين المهمشين من حكم الدولة واستبدال النخبة التي تنتهك سلطتها، ويرى مؤيدي أردوغان أن تلك الرواية تتجسد في شخصه.

ففي الماضي كانت كل مؤسسات الدولة تشعر وكأنها تعمل ضد الشعب، لكن في الوقت الحالي، أصبحت مؤسسات الشعب، يقول إيدنتشباش.

الجانب الديني

يعتبر الجانب الديني هو السبب الثاني لشعبية أردوغان، فهو انعكاس لفكر حزب العدالة والتنمية الذي يمثل المسلمين المحافظين في المجتمع التركي الذين شعروا بالتهميش من تأسيس الدولة التركية العلمانية على يد مصطفى كمال أتاتورك في عشرينيات القرن الماضي.

ويقول كوردماز، موظف حكومي: "قبل أردوغان كان يوجد فساد وانحراف بين الناس، لكن بفضل الله، تمكنا من استعادة الأشياء التي فقدناها من أجل الأجيال القادمة".

الاقتصاد

والسبب الثالث هو الاقتصاد، لأن حالة الناس تحسنت في فترة حكم أردوغان، فمنذ مجيئه للسلطة عام 2003 أجرت حكومته تحسينات صخمة للبنية التحتية للدولة وتم إنشاء قائمة طويلة من الكباري والطرق وخطوط المترو وحقق تقدم في نظام الخدمات الصحية.

ويقول تشانكيا، سائق: "قبل حكم أردوغان كانت أمي الفقيرة لا تلقى عناية صحية في المستشفى التي تذهب إليها عندما أصبحت تعاني من مرض في الكلى، لكن بعد تولى أردوغان أصبحت ذات المرأة الفقيرة تحصل على 3 جلسات علاج مجانية"، وفقًا للصحيفة، التي نقلته عن قوله: "أصبح الناس يشعرون بقيمتهم في عهده".

سلطوية الضعفاء

يقول سونار تشجابتي، مؤلف كتاب "صعود تركيا"، إن مؤيدي أردوغان قادرون على استيعاب سلطويته وقبولها بصورة جزئية لأنهم يشعرون أن لها ما يبررها، مشيرًا إلى أنه يستخدم استراتيجية عنوانها "سلطوية الضعفاء".

وتابع: "يرسم أردوغان صورة لحملاته ضد المعارضة تجعلها بمثابة رد مشروع على التهديدات التي تهدف إلى الإطاحة به من السلطة"، وهو ما يجعلها مبررة في عيون أتباعه الذي ظهر بعضهم في حشود الأمس ليشخص تلك الصورة ويلخصها، عندما قال: "إنهم يتحدثون عن احتجاز صحفيين، إنهم يتحدثون عن خونة.. هناك صحفيون يخدمون بلدهم وآخرون خونة".

تهم الفساد

خلال السنوات الأخيرة، أصبح أردوغان وحلفائه ملاحقون بادعاءات الفساد، لك مؤيديه يغمضون أعينهم، للمرة الثانية، عن تلك المزاعم، بسبب القدر الكبير من المنافع التي يحصلون عليها من حكومته، وهو ما برره أفراد من حزب العدالة والتنمية بالقول: "ربما يكونوا أخذوا أمولاً، لكن حياتي تحسنت بفضل سياستهم".

ممثل السنة

هناك عنصر ثقافي في داخل تركيا ربما يصعب على من هم خارجها فهمه بسهولة - تقول الصحيفة - وهو أن أردوغان يمثل السنة في تركيا، وهي الهوية التي ظلت مهمشة ومستبعدة من السلطة لسنوات عديدة.

يفقد شعبيته

تساءلت الصحيفة: "هل يمكن لأردوغان أن يفقد شعبيته على المدى القريب؟"، مضيفة: "ربما يكون من الصعب تخليل ذلك مالم يتعرض اقتصاد تركيا لضربة قوية أو تجد أحزاب المعارضة قائدًا أفضل"، مشيرة إلى أن ما سيحدث في تركيا في الفترة القادمة هو زيادة الانقسام بين من صوتوا لحزب العدالة والتنمية ومن لم يصوتوا له.

وتابعت الصحيفة: "إنه بينما عارض الإئتلاف محاولة الانقلاب فإن استمرار عملية التطهير سوف تؤدي إلى مزيد من الاستقطاب"، وفقًا لسونار تشجابتي، الذي أوضح أن الانقسام سيكون بين من يحبون أردوغان وبين من يكرهونه".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان