لوس أنجلوس تايمز: هجمات إرهابية لم تسمع عنها
كتب - علاء المطيري:
قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن هناك هجمات إرهابية شهدتها دول في العالم، لكن أحدًا لم يسمع عنها، وفقًا لتقرير نشرته، الأحد، على موقعها الإليكتروني تناولت فيه أبرز تلك الهجمات.
كان يسير على طريق ترابي بدراجته المنهكة في منطقة كازدار الريفية في باكستان وكانت الزوجة وطفل رضيع وابنة عمرها 7 سنوات برفقته قاصدين حقل حال انفجار اللغم بينهم وبينه.. ماتوا جمعيًا وبقيت علياء بنت الـ7 سنوات، لكن الحادث لم يسمع عنه أحد رغم فاجعة رضيع كان بين ضحاياه، تقول الصحيفة.
وتابعت: "لم يهتم الإعلام الباكستاني بحادث الرجل الذي لم يترك شيء لطفلته"، مشيرة إلى قول أحد الأشخاص: "لو مات حيوان في كراتشي لنال اهتمامًا أكبر".
تبنى جيش تحرير بلوشستان - منظمة تدعوا لاستقلال الإقليم عن باكستان - مسؤوليته عن الحادث، وفي 12 أبريل الماضي تبنت طالبان باكستان مسؤوليتها عن قتل نائب مدير الشرطة في مدينة مينجورا شمال شرق باكستان أثناء توقفه لشراء الفاكهة في إحدى شوارعها.
وفي منطقة سيدون في لبنان قتلت سيارة مفخخة مسؤول فلسطيني بارز و4 آخرين، وفي منطقة كيدال في مالي قتل 3 جنود فرنسيين عندما صدمت سيارتهم لغم أرضي زرعه المسلحون.
وفي اليمن فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف وسط تجمع من المتقدمين للتجنيد وقتل 4 أشخاص، وشكوك حول قطع منتسبين لداعش رؤوس إثنين من عمال مصنع ورق في الفلبين، وقتل جندي وجرح 4 آخرين في انفجار قنبلة بالقرب من الحدود التركية الإيرانية.
في يوم واحد قتل 19 شخصًا في 6 دول، ولم يكن ذلك هو اليوم الأكثر دموية في شهر أبريل، فبعد أسبوع، وبالتحديد يوم 19 أبريل، قتل 71 شخصًا في 5 دول وجرح 391 آخرين.
ولفتت الصحيفة إلى أنها قامت بتقييم نطاق وطبيعة الإرهاب في 2016 عن طريق حصر العمليات والقتلى التي تعرضت لها دول العالم في شهر واحد استنادًا إلى تقارير حكومية وتقارير الشرطة في تلك الدول إضافة إلى قاعدة بيانات العمليات الإرهابية والتقارير الإخبارية لعمل تقرير يتضمن العمليات المميتة التي جرت في 30 يومًا.
وخلص تقرير الصحيفة عن شهر أبريل إلى أنه شهد مقتل 858 شخصًا في 27 دولة، إضافة إلى 1385 جريح.
وأوضحت الصحيفة أن الهجمات الأخيرة التي تداولتها وسائل الإعلام بكثافة بداية من هجمات بروكسل وهجوم برناردينو وأورلاندو جعلت الأمريكيين والأوروبيين يشعرون أن الإرهاب يحاصرهم، لكن البيانات التي تكشفها التقارير توضح أن الإرهاب يضرب في كل مكان من أمريكا إلى بيرو ومن الهند إلى تايلاند ومن بانجلاديش إلى الفلبين.
لكن، وفقًا للصحيفة، كانت النقاط المزمنة للإرهاب، في العراق وأفغانستان وسوريا وكان أغلب الموتى مسلمين يتم قتلهم على يد مسلمين آخرين.
وانخفض عدد الهجمات الإرهابية حول العالم بنسبة 13 % العام الماضي، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، وهو التراجع الأكبر منذ قرابة عقد من الزمان، لكن الحقيقة أن الهجمات الإرهابية خلال 15 عامًا مضت أصبحت مميتة بصورة أكبر وأصبحت أكثر عشوائية وأوسع نطاقًا، ولم يفلت يومًا واحدًا في شهر أبريل من دم مراق على يد إرهابيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك مجتمعات تعيش في ظل تهديد هو الأكبر في الوقت الحالي، حيث يواجهون خطر التعرض لتفجيرات في المطاعم والأتوبيسات والمقاهي والمحال التجارية وملاعب الكرة وحتى في دور العبادة.
فوسائل التفجير متعددة؛ ويمكن ارتداء القنابل في سترات حول الجسد أو زرعها في الطرق أو إخفاؤها في السيارت والعجلات البخارية.. جميعها اختيارات متاحة للإرهابيين، وبعض الضحايا يموتون بالمسدسات وبعضهم بالسكاكين وآخرين بالمناجل، لكن أغرب وسائل القتل استخدمتها داعش لتأجيج الخوف في نفوس الآخرين حيث وضعت 45 من المنشقين عنها في ثلاجات المشارح ليموتوا ببطء، وغمرت 7 آخرين في قفص حديدي داخل الماء ليتم قتلهم بالغرق بسبب اتهامهم بالتجسس.
وفي أبريل أيضًا؛ تم قتل 5 غربيين هم كندي قطع رأسه في الفلبين، و3 فرنسيين قتلوا في مالي وسائل ذبح في أيرلندا الشمالية.
في 17 أبريل قام مسلحون بإطلاق النار على سيدة تعمل في مقر الأمم المتحدة للاجئين بالعاصمة الصومالية مقدشيو وقتلوا لهذا السبب، تاركت خلفها 5 أطفال كانت مسؤولة عنهم.
وفي 20 أبريل فجرت فتاة نيجيرية من مخيم شمال البلاد نفسها عندما اكتشفها حراس معسكر في شمال البلاد وقتلت 8 نساء بينهم سيدتان تحملان أطفالهم الرضع، وطفلتين لسيدة كانت تفر بهما خوفًا من مسلحي بوكوحرام.
ولفتت الصحيفة إلى أن عدد التفجيرات والاغتيالات والخطف وأنواع الهجمات الإرهابية الأخرى هي الأعلى منذ 7 عقود، عندما كانت الجماعات العلمانية واليسارية وفصائل الجيش الأحمر نشطة.
وعلى أية حال كان الإرهاب مميتًا، ولكنها تأججت منذ عام 2000، حيث ارتفعت حصيلة القتلى من 3.392 إلى 32.685 عام 2014 وفقًا لقاعدة بيانات الإرهاب التي يتم إعدادها بواسطة الاتحاد الوطني لدراسات الإرهاب في جامعة ميرلاند، لكن تلك الحصيلة انخفضت العام الماضي لتسجل 28 ألف قتيل وهي الحصيلة الأقل منذ عقد.
ولفتت الصحيفة إلى أن تراجع حصيلة العمليات الإرهابية بنسبة 14 % العام الماضي يعكس تعرض أكبر 3 تنظيمات إرهابية هي داعش وبوكوحرام وحركة الشباب الصومالية إلى ضغوط عسكرية كبيرة بداية من قتل القادة إلى تضاؤل مصادر التمويل.
لكن جون برنان، مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية - سي آي إيه - حذر هذا الشهر من أن خسارة داعش للأرض في سوريا والعراق قد يقودها لتنفيذ هجمات مثل هجمات باريس وبروكسل وأورلاندو، مشيرًا إلى أنها قتلت في أبريل فقط؛ 395 شخصًا، وهو رقم أكبر من أي مجموعة أخرى.
وفي أبريل أدى انفجار إلى قتل شخصين في مصر وأعدمت داعش شقيقين كانا يقاتلان ضدها، وفي الكاميرون اقتحم مسلحون منزل رجل كان يحارب بوكوحرام وقتلوه أمام أولاده واختطفوا أحدهم.
وفي 1 أبريل تم قتل 5 أشخاص، وتم الهجوم على مسجد في الصومال في 2 أبريل وقتل مسلحوا حركة الشباب مسؤول حكومي بعد صلاة المغرب، وقتل المسلحون 3 أشخاص بعده بيوم، وفي نيجيريا تم قطع رؤوس 5 أشخاص.
في 4 أبريل قام انتحاري بتفجير نفسه في مطعم بالناصرية بالعراق وقتل 14 شخصًا، إضافة إلى 12 هجوم إرهابي في ذلك اليوم في 6 دول.
وفي اليوم التالي 3 عمليات انتحارية استهدفت المسافرين في أتوبيس وقتلت أطفال ونساء.
وفي 5 أبريل قتلت عملية إرهابية 126 شخصًا ، وفي منتصف أبريل اختفى 4 أطفال من ملجئ للأيتام في منطقة كاليس على الحدود السورية التركية، وذلك بعدما أصيب سطح المنزل بمقذوف.
وفي 9 أبريل تم قتل جندي و10 مدنيين من قبل مسلحين، وفي 20 أبريل تم قتل 2 في ذكرى مذابح الأرمن في تفجير، وفي تايلاند تم قتل 4 أشخاص، وفي بنجلاديش تم قتل 4 أشخاص منهم أستاذ جامعي وطالب أنكر الأديان.
في 19 أبريل قتل 64 شخصًا في كابول بأفغانستان عندما تم تفجير مركبة مليئة بالمتفجرات تبنته طالبان ضد وحدة عسكرية وكان غالبتهم نساء وأطفال.
وفي 29 أبريل تم قتل شاب بجره بسيارة في عقاب قبلي لمساعدة صديقه على الهرب، وفي 30 أبريل قتل 20 شخصًا في تفجير بسوق مزدحم في العاصمة العراقية بغداد.
فيديو قد يعجبك: