إعلان

مخاوف فرنسا تتحقّق بعد "هجوم الكنيسة" الإرهابي

04:21 م الثلاثاء 26 يوليه 2016

مخاوف فرنسا تتحقّق بعد هجوم الكنيسة الإرهابي

كتبت - رنا أسامة:

قال موقع "ذا لوكال" السويدي إن تنديدات المسؤولين الفرنسيين للهجوم الذي وقع على إحدى الكنائس شمال غرب فرنسا، اليوم الثلاثاء، تكشف أن مخاوف فرنسا طويلة الأمد من استهداف كنائسها بدأت تتحقّق.

يُعزّز من تلك الرؤية تعامُل الحكومة الفرنسية مع هجوم كنيسة نورماندي، باعتباره أحدث هجوم إرهابي يعصِف بالبلاد، في الوقت الذي وصف الرئيس الفرنسي الطريقة الوحشية البربرية التي قتل بها المُهاجمين المُسلحين كاهن الكنيسة، بأنها "عمل إرهابي حقير".

بَدت التهديدات ضد أماكن العبادة المسيحية، التي يصل عددها إلى 45 ألف كنيسة في فرنسا، واضحة منذ أبريل من العام الماضي، بعد إحباط مُحاولة تزعّمها طالب علوم الكمبيوتر، يُدعى سيد أحمد غلام، (24 عامًا)، لاستهداف المُصلّين في كنائس ضاحية فيلجويف، جنوب باريس.

ألقت الشرطة الفرنسية القبض على المُتشدّد المُسلّح بعد قيامه بإطلاق النار بالخطأ على قدمه، وصادرت رشاش ومسدسات وواقيات من الرصاص وأجهزة الكترونية وأسلحة آلية وهواتف كانت في حوزته، فضلًا على عثور المُحقّقين على وثائق في شقته أظهرت اتصاله بأحد الأفراد في سوريا، يُعتقد أنه أوعز إليه مُهاجمة الكنائس، ما أثار قلق السُلطات والرأي العام حينها.

"تُمثّل الكنائس في فرنسا أهدافًا مشروعة بالنسبة للعناصر الجهادية، لاسيّما وأنهم ينظرون إلى الفرنسيين باعتبارهم صليبيين، قاموا باضطهادهم من قبل، ومن ثمّ يعتقدون أن مُهاجمة كنائسهم أمر صائب"، هكذا جاء تصريح المُتخصّص في شئون الإرهاب الفرنسي، فرانسوا برنارد، للموقع السويدي.

وأضاف برنارد أن التهديدات المُتزايدة التي تواجهها فرنسا، وارتفاع مستوى الإجراءات الاحترازية من جانب البلاد، تُنبئ بالمزيد من الهجمات المتلاحقة، "كُلّما زاد الحديث عن أمر ما، زادت رغبة الناس في القيام به، إنها حلقة مُفرغة".

استراتيجية فرنسا لحماية الكنائس: 

اتخذت السُلطات الفرنسية كافة الإجراءات لحماية المواقع الدينية في أنحاء فرنسا، في أعقاب محاولة استهداف الكنائس الفاشلة في أبريل 2015، وقامت بوضع 178 من أماكن العبادة الكاثوليكية "تحت حماية مُشدّدة"، نظرًا لأن المسيحين والكاثوليك في فرنسا مُستهدفون، وفقًا لما أعلنه رئيس الوزراء مانويل فالس حينها.

وكان فالس وحكومته قد واجهوا انتقادات لاذعة بعد هجوم الشاحنة الذي وقع في مدينة نيس الفرنسية، واتهامات من جانب المُعارضة بإهمال الحكومة وتقاعُسها عن اتخاذ ما يكفي من إجراءات لحماية الشعب الفرنسي.

في المقابل، لاقت تلك الاتهامات رفضًا ملئوه الغضب من جانب الحكومة التي أكّدت على حاجة البلاد للتوحّد والتكاتُف، في مواجهة تهديدات العناصر الجهاديّة في الداخل والخارج.

خِتامًا، رأى "برنارد" أن هجوم الكنيسة سيضع "فالس" وحكومته تحت مزيد من الضغوط، من أجل الوصول إلى خطة تُعينهم على حماية الكنائس والأفراد في جميع أنحاء البلاد، متوقّعًا أن تواجه فرنسا صعوبة لتأمين كافة الكنائس، خاصة وأنها تفتقر إلى ما يكفي من موارد لتوزيع الجنود على كنائس البلاد، بما يقتضي البحث عن حل آخر.

فيديو قد يعجبك: