باحث: هجوم الكنيسة في فرنسا "استهداف مُباشر لأماكن العبادة المسيحية"
كتبت – رنا أسامة:
تعليقًا على الهجوم الإرهابي الذي وقع على كنيسة نورماندي، شمال غرب فرنسا، أمس الثلاثاء، قال الباحث بالأكاديمية الملكية العسكرية في بلجيكا، ديديه لوروا لشبكة يورونيوز الأوروبية إن الرسالة من وراء هذا الهجوم تتمثّل في: " استهداف أماكن العبادة المسيحية بشكل مُباشر وصريح"؛ لاسيّما وأنها انطوت على ذبح أحد الكهنة بشكل وحشي.
ورأى لوروا أن هذا الهجوم لا يُمثّل إشارة على اندلاع حرب دينية، بل أنه "مُحاولة لاستفزاز قطاع مُعيّن في فرنسا، هُم الكاثوليك، ذلك القطاع الذي لم يُستهدف حتى الآن"، ومُحاولة لتطبيق استراتيجيات القتال المُتبّعة في الشرق الأوسط، وتحديدًا في سوريا والعراق.
وحول إعلان تنظيم الدولة الإسلاميّة مسئوليّته عن الهجوم الأخير، قال لوروا إن الشهور القليلة الماضية شهدت هزيمة "داعش" لعدد من المعارك العسكرية، ما أدّى إلى فقدانها جزء كبير جدًا من الأراضي في سوريا والعراق، الأمر الذي دفعها بدوره إلى تصعيد هجماتها في الخارج؛ بغية الحفاظ على صورتها كـ قِوى كُبرى لا تعرف الهزيمة، واستعادة جاذبيّتها التي تساعدها على استقطاب الشباب في لخارج وتجنيدهم.
وأيًا ما كان النهج الذي يتبنّاه "داعش"، فلا جِدال على أنه قادر على إلحاق الضرر، على الصعيد المادي والمعنوي، في وجود أقلّ الموارد؛ ففي هجوم نيس لم يحتاج سِوى تأجير شاحنة، أما هجوم الكنيسة الأخير فلم يتطلّب منه إلا "سكاكين" فقط، الأمر الذي يؤكّد قُدرته على شنّ أي هجمة أو عملية إرهابية بالقليل من الموارد، والعديد من الضحايا.
وفيما يتعلّق بأسوأ السيناريوهات المُحتملة وسط توالي الهجمات الإرهابيّة التي تعصف أنحاء أوروبا، أشار "لوروا" إلى أن أكثر السيناريوهات المُرعبة ستكمُن على الأرجح في استخدام أسلحة كيميائيّة أو جرثوميّة، ما يُمكن أن يقود إلى حدوث مجازر حقيقة، وهو ما نأمل ألا نشهده بالطبع.
ولفت في الوقت نفسه إلى أن سُرعة وتيرة الهجمات وزيادة حِدّتها يستوجب توسيع عمليات المُراقبة من جانب الشرطة وقوات الأمن، الأمر الذي من شأنه إرهاق القوات وتحميل المزيد من العِبء على كاهِلها، كما أنه من المُرجّح أن يؤدي إلى إظهار بعض الإخفاقات داخل صفوف السُلطات الفرنسية- على حدّ ول لوروا.
فيديو قد يعجبك: