لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وول ستريت جورنال: العلاقات التركية الأمريكية تعيش "لحظات فارقة"

11:06 ص الإثنين 15 أغسطس 2016

العلاقات التركية الأمريكية تعيش "لحظات فارقة"

كتبت – رنا أسامة:
اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الاجتماع الذي عقد الأسبوع الماضي، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، وتعهّدهما بتوسيع العلاقات الثنائيّة بين البلدين، إشارة على  تدهوّر العلاقات التركيّة - الأمريكية، منذ مُحاولة الانقلاب الفاشلة التي عصفت بتركيا الشهر الماضي.

وبالرغم من نجاح الولايات المتحدة وتركيا في إعادة العلاقات بينهما إلى طبيعتها بعد تأزّم الأوضاع بينهما في فترات سابقة، بما في ذلك الفترات التي تلت غزو تركيا لقبرص عام 1947، وغزو أمريكا للعراق في 2003، تُشير الصحيفة الأمريكية إلى أن الوضع هذه المرة يختلف.

منذ انضمّت تركيا إلى حِلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1952، اهتم البلدان بالحفاظ على أمن ومصالح بعضهُما البعض، وتعزّزت العلاقات بينهما استنادًا إلى القيم المُشتركة؛ لاسيّما وأن تركيا باتت أكثر ديمقراطيّة.

علاوة على ذلك، فإن القوات الأمريكية والأسلحة النووية التكتيكية، الموجودة في قاعدة "انجرليك" الجويّة التركيّة، تُمثّل التزامًا أمريكياً لتحقيق الأمن التركي، في الوقت الذي تُقدّم أنقرة الدعم لنظام عالمي تقوده واشنطن.

أما الآن، فتقول الصحيفة إن تركيا باتت تقف "النِدّ بالنِدّ" أمام الولايات المتحدة، وانحسرت أوجه الاتفاق بينهما بشأن العديد من القضايا؛ كخلافهما بشأن الوضع في سوريا والموقف من الرئيس بشار الأسد، حول تقديم الدعم للأكراد السوريين الذين أثبتوا - على النقيض من الأتراك- جدارتهم بثقة الولايات المتحدة، في معركتهم ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، فيما يتعلّق بسيادة أراضي العراق، واستمرار فرض العقوبات على إيران.

ورغم إقرار- المسؤولين الأمريكيين - سرًا- بـ "غوغائيّة" أردوغان، إلا أنهم منحوه نفوذا غير عادي وصلاحيات استثنائيّة؛ خوفًا من أن يؤدي الضغط الشعبي إلى تعاون أقل من جانب أنقرة- تحديدًا فيما يتصل بالملف السوري.

وأثارت مُحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة موجة غضب تركي لا مثيل له ضد واشنطن، وسط تكهّنات بوقوفها وراء قلب نظام حُكم أردوغان، الأمر الذي ساهم في تأجيج الأزمة بين الجانبين، وهذا ما دفع البيت الأبيض لإصدار بيان، بعد ساعات من بدء مُحاولة الانقلاب، أعلن خلاله دعم الرئيس باراك أوباما لـ "حكومة أردوغان الديمقراطيّة المُنتخبة"، في محاولة لإخماد نظريات المؤامرة التي أخذت وسائل الإعلام التركيّة والشبكات الاجتماعية تتداولها، موجّهة اتهامات جُزافية للولايات المتحدة بضلوعها في الانقلاب.

فيما يبدو أن هذا الدعم الأمريكي الواضح لم يكُن كافيًا بالنسبة للعديد من الأتراك؛ حيث يعتقد قطاع كبير منهم أن واشنطن مسئولة بشكل أو بآخر عن مُحاولة الانقلاب العسكري تلك، خاصة مع تقاعُس الولايات المتحدة عن تسليم  الداعية التركي "فتح الله غولن"، الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا، والمرجّح أن يكون العقل المُدبّر للانقلاب.

وحول مظاهر اشتعال الأزمة بين الجانبين بعد مُحاولة الانقلاب، أشارت الصحيفة إلى أن أردوغان أخذ يوجّه اتهامات للجنرال الأمريكي جوزيف فوتل، بتقديم الدعم لمُدبّري الانقلاب، كما قامت الصحف الموالية لحكومة أردوغان باتهام الجنرالات الأمريكيين بمُساعدة مُدبّري الانقلاب على الهروب من تركيا، فيما جاء الرد الأمريكي على تلك الاتهامات "مُتخاذلًا".

وسط تلك الاتهامات وهذا الجو المشوب بالاضطرابات بين الجانبين، توقّعت الصحيفة أن يقوم أردوغان لاحقًا بحرمان أمريكا من الوصول إلى قاعدة "انجرليك" الجويّة، لإظهار نفوذه، وسيكون من الحكمة حينها أن تقوم الولايات المتحدة بتطوير خطة لنشر قوات خارج تركيا، وتُجري استعداداتها لاستخدام مدارج الطائرات في قبرص والأردن وإقليم كردستان في العراق، على سبيل المثال.

واختتمت الصحيفة تقريرها، بالقول إن العلاقات التركيّة الأمريكية تعيش "لحظات فارقة"، تُشير بشكل واضح إلى أن الجانبين لم يعُدا يتشاركان قيّم أو مصالح واحدة، ومن ثمّ حان الوقت لكلا الجانبين للبحث عن حُلفاء أكثر مِصداقية وجدارة بالثقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان