واشنطن تعزز دعمها للإسلاميين في ليبيا
القاهرة - مصراوي:
تناولت صحيفة "إيزفيستيا" التدخل العسكري الأمريكي في ليبيا، مشيرة إلى أن واشنطن أكدت وجود قوات برية أمريكية على أراضيها.
قال عضو لجنة الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف تيتيوكين لـ "إيزفيستيا"، في معرض تعليقه على وجود القوات البرية الأمريكية حاليا في ليبيا، إن الظروف فرضته، ولو "لم تتدخل الولايات المتحدة لكان وضع حكومة الوفاق الوطني محظيتها متقلقلا". إضافة إلى استمرار المعارك ضد "داعش" في منطقة سرت.
وأضاف أن الأمريكيين يبذلون كل ما في وسعهم من أجل "تضخيم" مهابة الحكومة التي كما وصفها سيرغي لافروف، لا يمكنها حتى الانتقال إلى العاصمة طرابلس، وتستمر في عقد اجتماعاتها في قاعدة عسكرية في ضواحي العاصمة.
أما ما يخص مدينة سرت، فإن القوات الليبية الموالية للبرلمان في طبرق، كانت تحاصرها إلى حين التدخل الأمريكي. ولو طردت القوات الليبية الإرهابيين من المدينة في حينه لأصبحت حكومة الوفاق من دون عمل. لذلك اضطر الأمريكيون إلى التدخل، حيث يحاولون بهذا التدخل بلوغ ثلاثة أهداف: دعم حكومة الوفاق، إضعاف موقف البرلمان في طبرق، الذي لا يعترف بحكومة الوفاق، وليظهروا للعالم بأنهم يكافحون الإرهاب العالمي.
وكان المتحدث باسم البنتاغون غوردون ترويبريدج قد أكد وجود قوات برية أمريكية في ليبيا، حيث قال: "دخلت وحدات عسكرية أمريكية إلى ليبيا بهدف تبادل المعلومات مع مراكز القوات العسكرية المحلية ثم غادرت الأراضي الليبية. وسوف تستمر مثل هذه الأمور على خلفية تعزيز مكافحتنا لـ "داعش" والمجموعات الإرهابية الأخرى".
وقد أكد ممثل البنتاغون أن القوات البرية الأمريكية لم تشترك في المعارك، ولكنها تزود الليبيين بالمعلومات الاستخبارية، التي "تساعد القوات الموالية لحكومة الوفاق في إنجاز اختراق استراتيجي حاسم".
ويذكر إن القوات الجوية الأمريكية بدأت يوم 1 أغسطس الجاري، بناء على الطلب الذي قدمه رئيس حكومة الوفاق فايز سراج، بشن غارات مكثفة على مواقع "داعش" في سرت.
من جانبه، شجب البرلمان الليبي التدخل الأمريكي، حيث أشارت لجنة الدفاع والأمن الوطني، في بيانها الصادر حول هذا التدخل يوم 2 أغسطس الجاري، إلى أن غارات القوات الجوية الأمريكية على سرت، هي دعم لحكومة الوفاق، "التي لم تنل تأييد الليبيين وبقيت غير دستورية وغير شرعية".
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من اعتراف المجتمع الدولي بهذه الحكومة، فإن عليها، لكي تصبح شرعية وفق الاتفاقيات الدولية، الحصول على تأييد البرلمان. ولكن هذا لم يمنع واشنطن من دعمها وتحدي البرلمان.
والمثير في الأمر أن المرشح لمنصب نائب الرئيس من الحزب الديمقراطي تيم كين شكك يوم 7 أغسطس في شرعية الغارات الأمريكية على سرت، لأن مثل هذه العمليات يجب أن يوافق عليها الكونغرس.
أما الخارجية الروسية، فأعربت عن موقفها من التدخل الأمريكي في البيان، الذي أصدرته يوم 2 أغسطس الجاري، وجاء فيه أن "روسيا تدعو دائما إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة للقضاء على "داعش" وغيرها من المجموعات الإرهابية، أينما كانت، ولكنْ وفق مبادئ القانون الدولي. لذلك نعتقد بأن من المهم تنسيق جهود الدول التي تحارب الإرهاب كافة".
من جانبه، أشار المحلل السياسي الليبي عبد العزيز أَغنية في حديثه إلى "إيزفيستيا" إلى أن دعم الولايات المتحدة حكومة الوفاق ومحاربة مسلحي مجموعة إرهابية واحدة فقط في سرت ("داعش")، يؤدي إلى تعزيز مواقع المجموعات الإرهابية الأخرى.
وأضاف أن حكومة الوفاق تتألف من ممثلي "الإخوان المسلمين" وبعض ممثلي المجموعات الإسلامية المتطرفة. ولذا لم يعترف بها برلمان طبرق المتمسك بوجهات النظر والمواقف العلمانية. أما الأمريكيون، فهم بكل بساطة يدعمون عملاءهم من مثل جماعة "الإخوان المسلمين".
فيديو قد يعجبك: