رحلة مصور صحفي في سوريا: هكذا تبدو الحياة في الأراضي التي يسيطر عليها الأسد
كتبت- هدى الشيمي:
بعد أشهر انتظر فيهم المصور الصحفي ديكلان والش حصل على تأشيرة الذهاب إلى سوريا، ويشير إلى أنها عاشت خمس سنوات في الحرب، وانقسمت بين أكثر من جهة، واحدة تدعم الرئيس بشار الأسد والتي تتضمن إيران وروسيا، والأخرى مقسمة بين عدد من التنظيمات الجهادية، والمتمردين، وعدد من دول الخليج العربي، والولايات المتحدة الأمريكية، وكانت رحلة المصور في الأراضي التي يسيطر عليها الأسد.
ذهب والش في بداية الأمر إلى دمشق، عاصمة سوريا، ووجدها طبيعية، إلا أن الجو لا يخلو من التوترات والضجر، لم تعد القذائف تسقط على المدينة القديمة، خاصة المسجد الكبير، إلا أن المعارك مازالت مستمرة في الضواحي المجاورة له.
و خلال الرحلة حاول الإلمام بكافة التفاصيل، فالتقط صور من داخل المقابر في دمشق.
بعد حدوث المعارك في حلب، وكسر الهدنة التي استمرت شهرين ونصف، قرر والش السفر إلى الشمال، فسلكوا طريقا أطول لتجنب الذهاب للمناطق التي يسيطر عليها الجماعات المتمردة.
سافر مع سائقة، ومترجمة، ومراقب كان هدفه الأول والرئيسي هو معرفة مع من يتحدث، وماذا يصور، ويقول "كان المراقب لطيفا إلى حد كبير، تعلم اللغة الانجليزية من البرامج والمسلسلات الكوميدية البريطانية، ووضع نغمة تليفونه الموسيقي الرئيسية لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي"، ويلازمه في تنقلاته مذياع صغير يعرف منه الأخبار.
لاحظ المصور الصحفي أن حمص، التي تسيطر عليها الحكومة الآن أصبحت أنقاض، وحطام.
استمرت رحلتهم إلى حلب، التي تجنبوا فيها المرور بعدد من المناطق والمدن حتى لا يحتكوا بجبهة النصرة، أو تنظيم داعش، حتى وصلوا إلى المدينة المرجوة، ويقول "عندما نظرنا إلى حلب لاحظنا كم الدمار والمأساة التي تعيشها سوريا".
وعندما دخلوها وجدوا المواطنين يذهبون إلى عملهم، والأطفال يذهبون إلى مدارسهم، إلا أن أصوات القذائف لم تتوقف، وفي الطريق شاهدوا سقوط قذيفة على حافلة مدرسية، وهناك مناظر كانت أجمل وأروع ما في الشرق الأوسط داخل حلب، إلا أنها تحولت إلى أكثر المناطق إزعاجا للبصر، وللقلب بعدما تحولت إلى ساحة قتال تعد الأشرس في السنوات الأخيرة الماضية.
وفي ثاني يوم له في حلب، اشتد القتال، فذهب الصحفي وفريقه إلى إحدى المستشفيات الحكومية، وحاول الانتقال من شخص لأخر لإجراء المقابلات، ويقول "في هذا الوقت خفنا لأول مرة من أن نصاب في القصف"، وشعر في هذا الوقت إنه يرى الحقيقة القاسية لسوريا.
وعندما عاد إلى غرفته في الفندق، لاحظ تجمع يجهز ويستعد لحفل زفاف، وأرسلوا له دعوة، وعندما ذهب وجد عدد من الشباب يرقصون ويغنون، فتفاجأ بالأمر فمنذ ساعات كان بين المصابين والقتلى، صوت القذائف مسموع وواضح، وهو الآن واقف بين هؤلاء الشباب الذين قالوا له إنهم عاشوا في الحرب لسنوات عدة، لذلك فأنهم يحتاجوا لأن يشعروا ولو للحظات بأنهم يعيشون حياة طبيعية.
فيديو قد يعجبك: