موقع أمريكي: الحرب بالوكالة وسيلة أمريكا للبقاء في سوريا
كتب - علاء المطيري:
قال موقع "ذا سنشري فاونديشن" - مؤسسة بحثية أمريكية - إن سوريا تشهد حرب بالوكالة، مشيرة إلى أن أمريكا تستطيع أن تبقي يدها نظيفة أو تستطيع أن تحصل على ما تريد.
ولفت الموقع في تقرير له، قبل أسبوع، إلى أن الشهر الماضي شهد قيام مجموعة من الثوار السوريين بقطع رأس طفل في مشهد أذهل العالم، مشيرًا إلى أن من قام به أحد أفرع حركة نور الدين زنكي في حلب.
وأوضح الموقع أن الفيديو انتشر عالميًا ونال إدانات واسعة عالمية وانتقادات من المعارضة السورية نفسها، وامتد الأمر إلى إدانة حركة زنكي نفسها الحادث ووعدت بمحاسبة المسؤول عن فعله وفقًا لمدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيليب لوثر.
ولفت الموقع إلى أن الحادث وتبعاته حث الولايات المتحدة لأن تضع في اعتبارها ما تريد أن تفعله بدقة عن طريق حرب الوكالة التي تطلقها هناك ومدي المسموح في تلك الحرب، لأن بعض الحروب التي تدار بالوكالة تتضمن أعمالًا وحشية.
وتابع الموقع أنه إذا كانت الولايات المتحدة لا تستطيع امتصاص الأساليب السيئة التي يقوم بها بعض الحركات التي تدعمها فإن استراتيجية تلك الحرب في سوريا لا يمكن الدفاع عنها، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة جادة بشأن التقدم في استراتيجيتها المزدوجة في سوريا بتحدي الأسد في ذات الوقت الذي تقوم فيه بدعم المتمردين لتحجيم المتشددين فإنها ستكون مجبرة على دعم حركة نور الدين زنكي.
وعلى النقيض من بعض التقارير فإن حركة زنكي لم تكن تنال دعم الولايات المتحدة عندما تم قطع رأس الطفل الشهر الماضي، لكنها كانت مدعومة من مركز العمليات المشتركة الذي يضم أعضاء من المخابرات الأمركيية والتركية الذي تم قطعه في أغسطس الماضي.
ولفت الموقع إلى أن حركة زنكي تتفاوض في الوقت الحالي مع دول لدعمها بما فيها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن تلك المفاوضات التي كانت معلقة تم استئنافها عقب عملية قطع الرأس الشهر الماضي، لكن الولايات المتحدة تجنب استنكار العملية بصورة علنية وإن كانت تقوم بالتحقيق في ملابساتها.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي رفض الكشف عن هويته أن الولايات المتحدة لا تدعم جماعات أو حركات تقوم بتصرفات بربرية وأنه يجري دعم حركة زنكي للتحقق من تفاصيل العملية الأخيرة ومحاسبة المسؤولين وفقًا لقواعد الصراعات المسلحة، لكنه لم يذكر أي نوع من الفصائل تدعمها الولايات المتحدة.
وأوضح الموقع أن أسباب امتلاك حركة نور الدين زنكي تأثيرًا هي ذات الأسباب التي تجعل الحرب بالوكالة أمرًا مقعدًا يصعب السيطرة عليه، مشيرًا إلى أن حركة زنكي منافس مستقل للجهاديين وتناوشت في وقت سابق مع جبهة النصرة - جبهة فتح الشام حاليًا - إضافة إلى مواجهات حالية تدور بينهما خارج حلب في الوقت الراهن.
وتعتبر حركة زنكي من الحركات المسلحة التي استطاعت أن تنال تأثيرًا قويًا خارج موطنها وكان له دور كبير في طرد داعش خارج حلب، وتضم فصائل مختلفة من العرب والتركمان والأكراد وتضم علمانيين أيضًا، ويصنفها بعض المحللين على أنها إسلامية.
ولفت الموقع إلى قول محمد السيد، رئيس المكتب السياسي للحركة: "نحن لم نظهر لنحدث فوضى، نحن نحارب لإقرار القانون"، مشيرًا إلى أنهم يطلقون على أنفسهم حركة مقاومة محلية.
وتقيم تلك الحركة نظام قيادة من القمة إلى القاعدة في مناطق الريف غرب حلب التي استطاعت أن تخرج الجهاديين منها، وإن كان بعض الناشطين السوريين قد رصدوا نماذج للتعذيب في المناطق التي تسيطر عليها.
ولفت الموقع إلى قول مسؤولين بالحركة أن من قاموا بقطع رأس الطفل كانوا جنود تم ضمهم حديثًا أثناء فوضى المعارك التي تهدف إلى إيقاف قوات الأسد ومنعها من محاصرة المناطق التي يسيطر عليها الثوار، مشيرًا إلى أن حركة زنكي ليست الوحيدة من بين الجماعات التي تدعمها أمريكا التي ارتكبت فعلاً وحشيًا، مشيرًا إلى أنه إذا فكرة الولايات المتحدة إضعاف الحركة فإن المقابل هو زيادة قوة القاعدة.
وتابع أن هذا هو حال الحرب بالوكالة في سوريا إذا أرادت أمريكا أن تبقى هناك، مشيرًا إلى أنه أحرار الشام وفتح الشام ربما تكون البديل الذي يمكن أن يحل محل حركة زنكي إذا ضعفت، ولذا يجب على واشنطن أن تستثمر في الحركات المسلحة في سوريا كما هي بما فيها حركة زنكي وفقًا لطبيعة المعركة وتطوراتها.a
فيديو قد يعجبك: