مُصممة البوركيني لـ "الجارديان": صنعته لمنح المرأة حريتها لا لتقييدها
كتبت – رنا أسامة:
علّقت الأستراليّة ذات الأصول اللبنانيّة- أهيدا زانيتي- التي قامت بتصميم البوركيني، لصحيفة الجارديان البريطانية، على الواقعة التي أجبرت فيها الشرطة الفرنسية امرأة على خلع لباس السباحة "البوركيني" الذي حظر مؤخرًا هناك، أثناء جلوسها على شاطئ مدينة نيس الفرنسية، قائلة:"حينما قُمت بتصميم البوركيني أوائل عام 2004، كنت أهدف إلى منح النساء حُريّتهن، لا انتزاعها منهُنّ".
وأضافت زانيتي: أرادت ابنة أختي أن تلعب كرة السلّة، ولكنها واجهت عناءً وصعوبة للانضمام إلى فريق بسبب زيّها؛ إذ أنها كانت ترتدي حِجابًا، وكان على أختي حينها أن تبذل قصارى جهدها لمُساعدة ابنتها على تحقيق أبسط أحلامها، اللعب كما باقي قريناتها، لذا كان عليها أن تسأل مُستنكِرة عن السبب وراء منع فتاة من لعب كرة السلّة بسبب حيائها وزيّها المُحتشم؟!
وتابعت: بعد مُحاولات عِدة ومجهودات مُضنية، سُمِح لابنة أختي باللعب، وذهبنا جميعًا لمُشاهدتها تلعب؛ دعمًا وتشجيعًا لها، ولكنّها كانت ترتدي زيًا يبدو مُخالفًا تمامًا للبذات الرياضية المُتعارف عليها، وغير مُناسب على الإطلاق لرياضة ككرة السلّة؛ إذ كانت ترتدي سِروالَا مُحتشمًا وحِجابها الذي جعلها تبدو كما الطماطم.
ولذا أخذت أبحث عن زيّ يمكن أن يصلح لكي ترتديه بينما تُمارس رياضتها المُفضّلة، دون أن تبدو مسخًا، ويكون مِتسقًا في الوقت ذاته مع الحِجاب، إلا أنني لم أجد شيئًا، فأخذت أفكر في بديل يُناسب نمط الحياة الأسترالي والزيّ الغربي معًا، دون المساس بحجاب الفتاة المُسلمة.
ثم داهمتني فكرة البوركيني، ذلك اللباس الساتر، الذي يتيح للمرأة المُحجّبة تغطية كافة جسمها باستثناء الوجه والكفين والقدمين، ويتألف من ثلاث قطع: قميص وسروال وغطاء للرأس.
قبل إطلاقي إيّاه قُمت بإنتاج عيّنة مُرفقة باستبيان للتعرّف على آراء الفتيات والسيدات بشأنه، هل يقبلن ارتدائه؟ هل يُحفز الشعور بالنشاط لديهُن؟ هل يدفعهُن للعب المزيد من الرياضات؟ السباحة؟ وبالرغم من أن العديد من أفراد مُجتمعي لم يتقبّلوا فكرته، إلا أنني قُمت بتطويره تجاريًا، مُشيرة إلى أنه بدأ يخطف الأنظار عندما قامت فتاة مُسلمة بارتدائه في مُسابقة لرياضة ركوب الأمواج.
وأعربت زانيتي عن استيائها من واقعة البوركيني للصحيفة البريطانية، قائلة إن ما يحدث الآن في فرنسا جعلني أشعر ببالغ الحزن والأسف، وأتمنّى ألا يكون شكلًا من أشكال التمييز العٌنصري، وإنما مُجرّد "سوء فهم" لمعنى اللباس، فهو لا يرمز سِوى للسعادة والمرح واللياقة والصحة، بما لا يدعو إلى كل تلك الضجة المُثارة حوله أو التقليل من شأن من يرتديه، خاصة وأنه منح النساء الحرية، فلِم يريدون انتزاعها مِنهُن؟!
في لهجة ملئوها الأسى أكّدت زانيتي على أن لباس البوركيني لا يرمز إلى اللياقة البدنية والصحة، مُتسائلة باستنكار مشوب بالسخرية: "أيّهُما أفضل الآن، حركة طالبان أم السلطات الفرنسية؟" مُستطردة: أعتقد أن كلاهما سيّئون بنفس القدر.
ولفتت في الوقت نفسه على أن لباس المرأة خيارها وحدها لا خيار المجتمع، "لا أظن أن لأي رجل الحق في التدخّل في لباس أي امرأة، لا أحد يملك الحق في إجبارنا على ارتداء زيّ بعينه، إنه خيارنا أولًا وأخيرًا"، هكذا رأت زانيتي.
وخِتامًا قالت: أود أن أكون في فرنسا الآن وأُعرب عن رأيي هذا بكل صراحة، وأقول لهم: "لقد أسأتوا الفَهم، وهُناك الكثير من المشكلات والأحداث التي تدور في العالم، وتحتاج للقلق حيالها، فلِم نخلق المزيد؟ لقد حوّلتوا منتج يرمز إلى السعادة والمرح إلى آخر يُشير إلى الكراهيّة؟!
فيديو قد يعجبك: