لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"زحلة" مدينة لبنانية لا ينقطع عنها الكهرباء

12:08 م الإثنين 29 أغسطس 2016

زحلة مدينة لبنانية لا ينقطع كهرباء

كتبت - أماني بهجت:

نشرت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تقريرًا حول تجربة مدينة زحلة في توليد الكهرباء وتجنب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربي.

ووفقًا للتقرير فما حدث هو أمر استثنائي تمر به هذه المدينة الزراعية اللبنانية في لبنان، زحلة التي تقع على بعد 48 كيلو شرقي العاصمة بيروت، فالطرق لم تعد مظلمة أثناء الليل وتُضَخ المياة للمنازل بدون انقطاع، ففي هذه المدينة هناك كهرباء على مدار 24 ساعة في اليوم، 7 أيام في الأسبوع.

وأوضح التقرير للقارئ الغربي إنه إذا كان يرى أن هذا أمر ليس استثنائي، يمكنك سؤال السكان المحليين لأي مدينة أخرى. فهم يعايشون انقطاع للتيار الكهربي قد يدوم 18 ساعة، ويدفعون مبالغ باهظة لأصحاب المولدات الكهربائية الخاصة للحصول على ما يكفي من الكهرباء.

في الواقع، ملايين من الأشخاص في الشرق الأوسط يواجهون انقطاعات لللتيار الكهربي أسوء من ذلك. وهذا الأمر تحديدًا كان من بين الأسباب التي قامت من أجلها ثورات الربيع العربي في 2011، ويمثل تحديًا كبيرًا في ظل النمو السكاني في المنطقة، بما في ذلك البلدان التي مزقتها الحروب مثل العراق واليمن.

لكن في زحلة، وهي بلدة من حوالي 15 ألف في وادي البقاع الذي يتمتع بمناظر خلابة، تغلب السكان على مشاكل الطاقة بالإرادة السياسية والإبداع معًا، مقدمين لباقي المنطقة درسًا حول كيفية الحصول على الكهرباء وبأسعار معقولة.

ونقلًا عن إيلي ماروني، أحد أعضاء البرلمان اللبناني عن المدينة "ما حدث في زحلة ومحيطيها هو إنجاز عظيم، ويعطي الأمل في أم تجربتنا في توليد الكهرباء على مدار 24 ساعة طول اليوم بمكن تكرارها وأكثر".

في العام الماضي، واجه المسؤولون في شركة الكهرباء بشجاعة تهديدات بالقتل من أصحاب المولدات –والذي يطلق عليهم السكان المحليون اسم "المافيا"- عندما قاموا ببناء محطة الكهرباء التي تمد المدينة ومحلياتها بالكهرباء.

ودعم معظم سكان المدينة بناء محطة الكهرباء الوحيدة في المنطقة والتي أجبرت مشغلي المولدات على الخروج من السوق وقلصت فواتير الطاقة الشهرية للنصف تقريبًا.

كانت انقطاعات الكهرباء قد بدأت أثناء فترة الحرب الأهلية اللبنانية بين 1975 و1990، ولا زالت تربك أكثر من 4 مليون مواطن.

لا تزال الأنوار والتليفزيونات تغلق بشكل فجائي عدة مرات على مدار اليوم. في بعض المناطق، انقطاعات التيار الكهربي تعيق المحليات عن ضخ المياة للمنازل والشركات.

لا تقدم المولدات الاحتياطية سور كميات محدودة من الطاقة، وعند تشغليهم يمكن للناس استخدام أحد الأجهزة أو اثنين في منازلهم وأعمالهم، وأي استهلاك زيادة يؤدي إلى اثقال كاهل الدوائر الكهربية.

ووفقًا للتقرير فأسباب انقطاعات التيار الكهربي في لبنان معقدة.

فأكثر من مليون سوري فروا من بلدهم على خلفية الحرب الأهلية الدائرة هناك ولجئوا في لبنان، مما يزيد من العبء على إمدادات الكهرباء.

يلقى اللبنانيون باللوم على الحكومة المختلة وظيفيًا وعلى السياسيين المتنازعين والذين فشلوا في الاتفاق على رئيس جديد على مدار عامين وأكثر، تاركين المنصب شديد الأهمية فارغًا. وليست فقط مشكلة الكهرباء، فقد عاني اللبنانيون من مشاكل أخرى مثل مشكلة جمع القمامة في العاصمة بيروت. ويفسر هذا الشجار جزئيًا لماذا لم يتم بناء محطات توليد كهرباء جديدة منذ عام 1990 ولماذا المرافق الموجودة تنتج أكثر من نصف احتياج البلاد للطاقة.

ووفقًا للاقتصادي اللبناني مروان اسكندر، فالفساد يلعب دورًا رئيسيًا في هذا الشأن فقد سمحت رعاية شخصيات قوية للعديد من المشتركين في شركة الكهرباء بعدم دفع فواتير استهلاكهم للكهرباء.

وقد ساءت الانقطاعات في زحلة في الأعوام الماضية وصلت في بعض الأحيان إلى يوم كامل.

فخلال الحرب الأهلية اللبنانية، تم تدمير محطة الكهرباء القديمة في المدينة، حتى شركة الكهرباء المحلية والتي كانت تسمى "كهرباء زحلة"، وتم التعاقد مع شركة بريطانية لبناء والمساعدة في تشغيل محطة بقوة 60 ميجاواط، والتي بدأت في العمل في مارس 2015.

حتى ذلك الوقت، عملت شركة كهرباء زحلة كموزع للكهرباء التي تزودها بها شركة الطاقة للدولة.

قال أسعد نقاد الرئيس التنفيذي لشركة كهرباء زحلة "لقد أصابني الإرهاق –لقد تعبنا جميعًا- من وعود الحكومة بأن الكهرباء ستكون متوفرة على مدار 24 ساعة. ولكن هذا لم يحدث قط، ولهذا قررنا التحرك".

ضغط مسؤولون حكوميون على نقاد لوقف المشروع ولكنه قال إنه حاربهم بالاستناد إلى قانون من عام 1920 يعطي كهرباء زحلة الحق في توليد وتوزيع الكهرباء الخاصه بها.

تلقت عائلة أسعد نقاد تهديدات بالقتل من مجهولين أثناء بناء المحطة وأطلق مجهولون النار على عدة محولات لكهرباء زحلة وقال نقاد إن مجموعة من الرجال التي تمد المدينة بمولدات خاصة اقتحمت مكتبه.

واستمرت المعارك مع أصحاب المولدات الخاصة وتهديداتهم والتي جاء في التقرير إنهم أصبحوا من أصحاب الثروات بسبب هذه المولدات والتي تنهي نشاطتها هذه المحطة.

حتى يومنا هذا، تمد محطة الطاقة الجديدة بزحلة الكهرباء لحوالي 250 ألف شخص في هذه المنطقة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان