رياح غاضبة تعصف بوادي السيلكون بعد غرامة آبل "الكارثية"

كتبت – رنا أسامة:

أُثيرت شكوك حول مصير العلاقة بين إيرلندا وودي السليكون بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي غرامة مالية بقيمة 14 مليار يورو، كضرائب متأخّرة، على شركة آبل الأمريكيّة في الجمهورية الايرلنديّة، وهي الغرامة التي وصفتخا صحيفة الجارديان ب"الكارثية".

ويأتي هذا بعد أن كشفت المفوضّية الأوروبيّة وجود "تسهيلات ضرائبيّة" بين آبل وإيرلندا، في الفترة ما بين عاميّ 1991 و2015، سمحت على إثرها لعِملاق التكنولوجيا بعدم دفع ضرائب على الأرباح التي تجنيها من مبيعات كافة المنتجات الخاصة بها تقريبًا، في جميع أنحاء السوق الأوروبيّة الموحّدة، ليتم صبّ تلك الأرباح في إيرلندا بدلًا من ضخّها في البلد التي تم بيع المُنتج فيها.

غيرَ أن رد فِعل وادي السليكون، التي تُمثّل عاصمة العالم التقنية بما يضم من آلاف الشركات العاملة في مجال التقنيات المتقدمة، كان صادِمًا ومُحبطَا على حد وصف الجارديان.

"يُحاول الاتحاد الأوروبي تغيير قواعد اللعبة بأثر رجعي، ويبدو هذا غير مِنطقي بالنسبة لي"، هكذا جاء تعليق أوم مالك من شركة True Ventures في سان فرانسيسكو.

وتابع: "إذا قاموا بتغيير القواعد، فينبغي على الشركات التكنولوجيّة أن تُعيد تقييم علاقتها مع أوروبا".

كارثة في صناعة التكنولوجيا

فيما رأى مات ليرنر، من شركة True Ventures وشريك في 500 شركة ناشئة في لندن، أن قرار فرض الغرامة لن يؤثّر على كُبرى الشركات التكنولوجيّة وحسب، وإنما سيمتد أثره لصناعة التكنولوجيا بأسرها. "آبل كانت تسير على ذلك النهج الضرائبي في تعاملاتها مع إيرلندا منذ عام 1991، وكانت تظن أنها تتبع القانون، ثم ظهرت المُشكلة فجأة".

أما بالنسبة لـ داير هيكي، المؤسّس الايرلندي للمؤتمر التِقني Web Summit الذي يُعقد سنويًا، فإن هذا القرار يُمثّل "خبرًا سيئًا"، بالرغم من أن بعض الصحف الايرلنديّة أوردت خبر قرار الغرامة كما لو كانت البلاد قد فازت بجائزة يانصيب!