هل يأخذ المهاجرون الوظائف من الأمريكيين؟
القاهرة (مصراوي)
كشفت دراسة حديثة أن المهاجرين لا يأخذون وظائف الأمريكيين هناك بعض المحاذير، حسبما أوردت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء.
وقالت الصحيفة إن سؤال: هل المهاجرون يأخذون الوظائف من الأمريكيين ويخفضون أجورهم؟ كان محل نقاش غاضب قسم البلاد وأدى إلى استقطاب في السباق إلى البيت الابيض. وأضافت أن الكثير من الأمريكيين، الذين يكافحون للتعافي من الكساد، قالوا إنهم يشعرون بالحرمان بالضغط بسبب المهاجرين.
كما أن المرشح الجمهوري للبيب الأبيض دونالد ترامب قد طالب بحملة على المهاجرين غير الشرعيين، وقال إنهم "بشكل كامل ومباشر ضد العمال الأمريكيين". وتعهد بتقليص الهجرة الشرعية بفرض قيود جديدة حيث قال إنها "سوف تعزز الأجور وتضمن فتح وظائف تقدم للعمال الأمريكيين في المقام الأول"، حسبما أوردت الصحيفة.
غير أن المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون كان لها وجهة نظر متفائلة، وقالت – بحسب نيويورك تايمز – إن المهاجرين يساهمون في الاقتصاد سواء أكانوا هنا بشكل قانوني أم لا، من خلال توفير عمالة لأصحاب الأعمال الأمريكيين وفتح شركات تخلق وظائف للأمريكيين أكثر مما تأخذ منهم.
الدراسة نشرتها الأربعاء الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب، هي منظة مؤلفة من معاهد غير ربحية تقدم نصائح عن بعض التحديات الضاغطة التي تواجه الولايات المتحدة والعالم، وهي تعكس بحث من اقتصاديين بارزين وباحثين في مجال الديموغرافيتا (التركيبة السكانية) وفي مجالات أخرى، مثل مارتا تيندا من جامعة بريستون، والتي تكتب عن تأثيرات الهجرة، وجورج جي بورجاس، وهو اقتصادي من جامعة هارفارد.
تقول فرانسين دي. بلاو، وهي استاذة اقتصاد في كامجعة كورنيل والتي قادت المجموعة التي انتجت الدراسة المؤلفة من 550 صفحة، "وجدنا تأثيرات سلبية ضئيلة أو لا تأثيرات سلبية على مجمل الأجور ووظائف العمال المولودن (في الولايات المتحدة) على المدى البعيد".
· بعض المهاجرين الذين وصلوا في أجيال مبكرة، لكن لازالوا في أسواق العمل ذات الأجور المخفضة كأجانب قدموا إلى البلاد، يكسبون أقل ولديهم مشاكل أكبر في العثور على وظائف بسبب المنافسة مع الوافدين الجدد.
· المراهقون الذين لم ينتهوا من دراستهم الثانوية شهدوا خفضا في ساعات العمل بسبب المهاجرين، رغم عدم قدرتهم على العثور على وظائف. تقول البروفسيرة بلاو إن الاقتصاديين وجدوا العديد من الأسباب التي تجعل الشباب الذين تركوا المدرسة الثانوية يعانون للعثور على عمل. وقالت "لا مؤشر على أن الهجرة العامل الرئيسي".
· المهاجرون أصحاب المهارات العالية، خاصة في العلوم والتكنولوجيا، الذين قدموا بأعداد كبيرة في السنوات الأخيرة، لهم "تأثير إيجابي" كبير على الأمريكيين المهرة، وأيضا الطبقة العاملة الأمريكية. فهم حفزوا الابتكار وساعدوا في خلق وظائف.
وقال التقرير إن "احتمالات النمو على المدى الطويل في الولايات المتحدة ستكون خافتة إلى حد كبير بدون مساهمات المهاجرين أصحاب المهارات العالية". ولم يركز على العمال الأمريكيين في مجال التكنولوجيا، وكثير منهم شردوا من وظائفهم في السنوات الأخيرة بسبب المهاجرين الذين يحملون تأشيرات مؤقتة.
وسأل التقرير سؤالا اخر: هل المهاجرون يشكلون عبئا على الموازنة الحكومية؟
وكانت الأجابة "أكثر اختلاطا"، بحسب البروفسيرة بلاو.
· الجيل الأول من الوافدين الجدد بشكل عام يكلف الحكومات أكثر من مساهماتهم في الضرائب، حيث معظم التكاليف تقع على عاتق حكومة الولاية والحكومات المحلية، بشكل كبير بسبب تكاليف تعليم أطفال عائلات المهاجرين.
· بالنسبة لهذه الحكومات، التكلفة السنوية الإجمالية للجيل الأول من المهاجرين نحو 57 مليار دولار. لكن بحلول الجيل الثاني لهذه العائلات، يكون المهاجرون، مع تحسن التعليم والقدرة على دفع الضرائب، مصدر استفادة للحكومات، حيث يضيفوا نحو 30 مليار دولار في العام. وفي الجيل الثالث تساهم عائلات المهاجرين بنحو 223 مليار دولار في العام من أموال الحكومة.
· في العقدين الماضيين، ازداد عدد المهاجرين بسنبة 70 في المئة إلى نحو 43 مليون شخص؛ هم الآن نحو 13 في المئة من السكان. واحد من كل أربعة أمريكيين إما مهاجر أو أنه ابن مهاجر. ومنذ 2001، يدخل نحو مليون مهاجر بشكل قانوني الولايات المتحدة كل عام.
ووصف التقرير الهجرة بأنها "جزء لا تيجزأ من النمو الاقتصادي في البلاد"، لأن المهاجرين يجلبون أفكارا جديدة ويضيفون قوة عمل أمريكية، ما يساعد في استمرار النمو في المستقبل.
فيديو قد يعجبك: