كيري "الثائر" يهاجم إسرائيل: "علينا اتخاذ موقف أو لنصمت"

كتبت – رنا أسامة:

استهجن وزير الخارجيّة الأمريكي جون كيري السياسة التي تُمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي في الضِفة الغربيّة، في اجتماع مُغلق عُقِد الاثنين الماضي في نيويورك، بحضور وزراء مُمثّلين عن الدول التي تُقدّم مُساعدات ماديّة للسُلطة الفلسطينيّة، وفقًا لتصريحات مصادر مُطلّعة أفادت بها صحيفة "هآرتس" العِبريّة.

شدّد كيري خلال الاجتماع على أن تحرّكات الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تصُبّ في اتجاه إقامة دولة ثُنائيّة القوميّة، لا دولة فلسطينيّة جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، كما أنها تتجه نحو الحرب.

 وأضاف كيري قائلًا: " إذا كان المُجتمع الدولي مُهتمًا بوضع حدّ لتلك التطوّرات، فعلينا أن نُقرّر إما أن نتحرّك ونأخذ موقفًا، أو نغلق أفواهنا ونصمُت".

 "بدا كيري ثائرًا جدًا خلال الاجتماع"، حسبما قال دبلوماسيّون حضروا الاجتماع، واشترطوا عدم الكشف عن هويّتهم؛ احترامًا لخصوصيّته.

 وقالت المصادر إن وزير الخارجيّة الأمريكي هاجم الجانب الفلسطيني أيضًا، مُستنكرًا الأعداد المُتناميّة للهجمات الإرهابيّة التي يشنّها الفلسطينيّون، وتحريضهم المتوالي على العُنف ضد إسرائيل، مُشيرة إلى أن مُلاحظاته التي أدلى بها خلال الاجتماع تبلورت حول توجيه انتقادات للمُعدّل غير المسبوق لبناء المُستوطنات بشكل خاص، وسياسات إسرائيل في الضفة الغربيّة بشكل عام.

وأوضح الدبلوماسيّون أن تعليقات كيري تلك عبّرت عن حالة اليأس والإحباط التي تسود كلا الجانبين، فضلًا على أنها لم تكُن وجهة نظر فرديّة، بل أنها مثّلت وجهة نظر عدد لا بأس به من كبار المسئولين بالبيت الأبيض، ممن في حاجة إلى تقديم رؤى جديدة بشأن الوضع الحالي أمام مجلس الأمن أو أي مَحفل دولي.

ورجّحوا تقديم أي رؤى أو قرارات تتصل بالقضية الإسرائيليّة - الفلسطينيّة على الفور بعد انتخابات الرئاسة الأمريكيّة، المُزمع إجراؤها نوفمبر المُقبل، على أن تتركّز حول القضيّة مع الحفاظ على خيار الدولتين في المُستقبل.