لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الإيكونوميست: أيام أكثر كآبة تنتظر سوريا

03:24 م الإثنين 26 سبتمبر 2016

أيام أكثر كآبة تنتظر سوريا

كتب – سامي مجدي:
قالت مجلة الإيكونوميست البريطانية إن استئناف القتال بين القوات الحكومة وحلفائها من جهة، والجماعات المتمردة بكافة أطيافها من جهة أخرى، إشارة إلى أيام أكثر كأبة وقتامة بالنسبة لسوريا، بعد الانهيار الفعلي لاتفاق وقف إطلاق نار توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا قبل نحو أسبوعين.

وأضافت المجلة في تقرير نشرته على موقعها في وقت متأخر الأحد، أنه بعد أشهر من الجدل الدبوماسي أمل وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، في أنه توصل أخيرا إلى اتفاق مع روسيا، والذي قدر له أن يساعد على إنهاء الحرب في سوريا، والتي قتل فيها نحو نصف مليون شخص.

وكان على الجانبين أن يلقيا أسلحتهم لمدة أسبوع والسماح بوصول المساعدات الإغاثية للمناطق المحاصرة في البلاد، وذلك حتى تعمل الخطة.

ولو أن ذلك قد جرى، لكان تم تمديد الهدنة، ما يمهد الطريق أمام روسيا وأمريكا لإطلاق عملية عسكرية مشتركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضد جبهة فتح الشام (جبهة النصرة)، وهي جماعة إرهابية كانت من قبل فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا.

لكن الخطة لم تمض في طريقها بعيدا. فرغم تراجع القتال، منعت الحكومة السورية وصول معظم المساعدات الإغاثية إلى المناطق المحاصرة، وجردت مستلزمات طبية حيوية من تلك المساعدات القليلة التي سمحت بدخولها عبر الخطوط الأمامية، حسبما تقول الإيكونوميست.

وفي 19 سبتمبر، تقول المجلة إن النظام السوري رفض تمديد وقف إطلاق النار سبعة أيام، متهما المتمردين بالفشل في الوفاء بالتزاماتهم وأشار إلى غارة جوية من القوات الأمريكية وقوات التحالف قتل بالخطأ 62 جنديا سوريا.

غير أن الاختراق الحقيقي جاء سريعا، حين عاد الطيران الحربي الروسي والسوري إلى العمل، وقصف الأحياء التي يسيطر عليها المتمردون في مدينة حلب شمالي البلاد.

كما قُصفت قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة – في أول قصف من نوعه منذ بداية الحرب، تقول المجلة.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الطائرات الروسية مسؤولة، مشيرين إلى ما أظهرته الرادارات من أنها كانت تحلق فوق القافلة عندما ضربت.

ونفت روسيا ذلك، وقالت إن الشاحنات قصفت من البر.

الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وصف قصف القافلة بأنه "هجوم مقزز ووحشي متعمد على ما يبدو".

وقال مسؤولون أمميون إنه إذا كانت القافلة قصفت عن عمد فإن ذلك يعتبر جريمة حرب.

أشارت المجلة إلى أن سوريا شهدت الكثير من جرائم الحرب في السنوات الخمس الماضية.

بعد يوم، قصفت طائرة عيادة طبية متنقلة في الجزب الذي يسيطر عليه المتمردون في حلب، ما أدى إلى مقتل أربعة من الطاقم الطبي.

وقالت الأمم المتحدة والكثير من المنظمات الإغاثية الأرى إنها سوف توقف القوافل الإغاثية.

وقالت الإيكونوميست إن اتفاقا لوقف إطلاق النار الذي استغرق أشهر للتفاوض عليه، استغرق ساعات فقط ليفشل.

وقال عمار السيلمو، مدير جماعة الخوذ البيضاء، وهي جماعة دفاع مدني مؤلفة من متطوعين في مناطق المتمردين في سوريا، "كانوا يحملون المساعدات في مخزن عندما ضربته القنابل. قضيت الليلة في استخرج القتلى".

وأشارت المجلة إلى أن كيري، الذي قد تعتبر خطته اخر جهد دبلوماسي أمريكي تحت رئاسة باراك أوباما لخفض عمليات القتل، يهرول لإنقاذ ما بقى من الخطة. لكن حال لم يتمكن من إقانه نظيره الروسي سيرغي لافروف بتجديد وقف إطلاق النار (وإقناع النظام السوري بمنع التحليق، وهي مناشدة قدمها كيري في الأمم المتحدة في 21 سبتمبر)، فإن سوريا تنتظر أياما أكثر قتامة.

ومن المرجح، بحسب الإيكونوميست، أن يحتدم القتال مع مضاعفة الحكومة السورية، المدعومة من إيران وروسيا، من جهودها لسحق المتمردين في شرق حلب، معقلهم الرئيسي الوحيد في المدينة.

وقالت المجلة البريطانية إن سقوط حلب على الأقل يمنح الرئيس بشار الأسد ما يتلمسه: السيطرة على المدن الرئيسية في البلاد، ومراكزها الصناعية وخطوط المواصلات من بين ذلك الوصول إلى البحر.

وقالت المجلة إن إيران على ما يبدو أستفادت من الهدنة لتعزيز جماعاتها المسلحة حول حلب، في إشارة مقلقة على القتال القادم.

وتدرس أمريكا الآن تسليح الأكراد في شمال سوريا، الأمر الذي يضعها في مواجهة تركيا، حليفها العضو في حلف الناتو.

إندماج
كما تتجهز القوات المتمردة لجولة أخرى من القتال. فقد عاد إلى السطح اندماج بحث طويلا بين الجماعات المسلحة الإسلامية الأخرى وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة).

وقال الكابتن عبد السلام عبد الرازق، المتحدث العسكري باسم جماعة نور الدين زنكي، وهي جماعة متمردة بارزة في شمال سوريا والتي تلقت من قبل دعما عسكريا أمريكيا، "الاندماج هدف لكل الفصائل المتمردة السورية، إذا تم بنجاح، فإن ذلك يعني تحولا كبيرا في مسار الثورة".

ولا تزال محادثات الاندماج في مرحلة مبكرة، بحسب الإيكونوميست.

لكن الطيف الواصع من المتمردين يخشى من تشكل تحالف مع جبهة فتح الشام (جبهة النصرة) ما يعرضهم لغارات جوية أمريكية.

وهناك اختلاف في رؤية الطرفين لمستقبل سوريا. وتقول المجلة إن لا تزال هناك فرصة – حال بدأت جولة جديدة من القتال – لتحالف عسكري أقوى من الفصائل الإسلامية لصد تقدم قوات الأسد بشكل أفضل.

لكن من شأن ذلك الاتفاق أن ينسف، على الأرجح، خطة كيري لوقف إطلاق النار فضلا عن الهدف الأمريكي الأوسع لمحاولة تسليح المتمردين المعتدلين للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتتهم روسيا بالفعل أمريكا بالفشل في فضل الفصائل المتمردية عن الجماعات "الإرهابية" مثل جبهة فتح الشام (جبهة النصرة)، وهو شرط أولي قبل أي عمل عسكري مشترك بين البلدين.

وحتى الآن يتردد المتمردون في الانفصال خوفا من أن القيام بذلك سوف ينجم عنه فقط التنازل عن أراضي للجيش السوري، حسبما تقول المجلة.

ضعف وعدم ثقة
تقول الإيكونوميست إنه حتى إذا أقنع كيري الأطراف المتحاربة بتمديد وقف إطلاق النار، فليس هناك فرصة تذكر لمحاثدات سلام تسفر عن نتائج. فالمعارضة السياسية للأسد ضعيفة وثقة المتمردين في الأمم المتحدة وصلت إلى حضيض جديد. كما أن أمريكا ليس لديها نفوذا يذكر على روسيا أو إيران أو روسيا.

يقول سلمان الشيخ، المسؤول السابق لدى الأمم المتحدة والخبير في شؤون الشرق الأوسط، "كلما استمر ذلم، كلما بات من الصعب أكثر الامساك بالأرض معا".

"إحدى العواقب هي المزيد من التطرف للطيف العام من المعارضة.... ونزاع الخمس سنوات يمكن أن يصبح بسهولة نزال السنوات العشر".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان