لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

روبرت فيسك: شمعون بيريز لم يكن "صانع سلام"

09:48 م الأربعاء 28 سبتمبر 2016

شمعون بيريز

كتب - علاء المطيري:

قال الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك إن شمعون بيريز، الرئيس الإسرائيلي السابق الذي توفي صباح اليوم، لم يكن حمامة سلام، مضيفًا: لن أنسى مشهد الدماء المسكوبة والأجساد المحترقة في مذبحة "قانا".

وتابع في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، اليوم الأربعاء: "بيريز قال إن المذبحة كانت مفاجأة مريرة"، لكنه كان كاذبًا، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة أخبرت إسرائيل بصورة متكررة أن المعسكر كان معبأً باللاجئين.

عندما سمع العالم بموت بيريز صرخ بكلمة "حمامة السلام"، لكن عندما سمعت بموته فكرت في الدماء والنار والمذابح - يقول فيسك، مضيفًا: "تذكرت أطفالًا تمزقوا إربًا، صراخًا وأجساد محترقة في مكان يطلقون عليه قانا".

106 جسد نصفهم من الأطفال ملقاة في فناء معسكر الأمم المتحدة بعدما تمزقوا إلى أجزاء عقب قصف إسرائيل للمعسكر عام 1996 - يقول فيسك - مضيفًا: "كنت في قافلة الأمم المتحدة للمساعدات التي كانت متواجدة جنوب القرية اللبنانية، حيث كانت القذائف تمر فوق رؤوسنا متجهة نحو معسكر اللاجئين، واستمر القصف 17 دقيقة.

كان بيريز يتجهز لانتخابه رئيسًا لوزراء إسرائيل عقب اغتيال سابقه إسحاق رابين، فقرر زيادة مقوماته العسكرية قبل يوم الانتخابات فقرر مهاجمة لبنان - يقول فيسك - مضيفًا: "جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها مشاركة مع الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات كانت بذريعة تعرض إسرائيل لقصف صواريخ الكاتيوشا من بواسطة حزب الله على إسرائيل.

لكن الحقيقة، أن صواريخهم تم إطلاقها انتقامًا لمقتل فتى لبناني صغير بقنبلة ظنوا أن دورية عسكرية إسرائيلية زرعتها في المنطقة.

وتابع: "بعد أيام معدودة، تعرضت قوات إسرائيلية في لبنان إلى هجوم بالقرب من مذبحة "قانا" فكان ردها انتقامي بقصف القرية وطال القصف مقبرة لحزب الله وأصابت بعض القذائف معسكر "فيجين" للأمم المتحدة الذي يوجد به مئات المدنيين الذين لجأوا إليه، وعلق بيريز بعدها: "لم نكن نعرف بوجودهم.. لقد كانت مفاجأة مريرة".

لكنها كانت كذبة - يقول فيسك - لأن إسرائيل احتلت قرية "قانا" لسنوات بعد اجتياح لبنان عام 1982، وكان لديهم صورًا وتسجيلات فيديو للمعسكر، وفي وقت المذبحة عام 1996 كانت طائرات بدون طيار تقوم بتصوير المعسكر، مشيرًا إلى أنها حقيقة أنكرتها إسرائيل حتى حصلت على فيديو لإحدى الطائرات ونشرته في الاندبندنت.

هذه إسهامات بيريز في صناعة السلام في لبنان.. لقد خسر المنصب ولم يفكر كثيرًا في مذبحة "قانا"، لكني لن أنساها، يقول فيسك، مشيرًا إلى أنه عندما وصل إلى بوابات مقر الأمم المتحدة في "قانا" وجد شلالات من الدماء تكاد تشتم رائحتها.. كادت أقدامنا تلتصق بها وكأنها مادة صمغية.

وتابع: "كان أقدام البشر وأذرعهم وأجزاء من أجسادهم تملأ المكان.. أطفال بلا رؤوس ورؤوس مسنين بلا أجساد وأجساد معلقة بين فروع أشجار محترقة.. على مسافة خطوات من الثكنات العسكرية رأيت طفلة تضع جثة رجل مسن بين ذراعيها وتحملق فيه بقوة بينما تصرخ وتبكي قائلة: أبي.. أبي".

وقال فيسك: "إذا ظلت تلك الطفلة على قيد الحياة ورأيت المذبحة الثانية التي قام بها الطيران الإسرائيلي بعدها بسنوات فإنني أشك في أن تنطق بلسانها كلمة" حمامة سلام" التي تم إطلاقها على بيريز".

كان استفسار الأمم المتحدة حول الحادث لا يؤمن بكونها حدثت بالمصادفة، فاتهم تقرير الأمم المتحدة بمعاداة السامية، وأجرت مجلة إسرائيلية مقابلة مع الجندي والضابط اللذين أطلقا قذائف المدفعية على "قانا" فكان تعليق الضابط: "مجموعة من العرب تم قتلهم ولا ضرر في ذلك" مقتبسًا قول بيرير، رئيس الأركان حينها، والذي كان يؤكد أنه لا توجد قواعد أخرى للعبة سواء للجيش الإسرائيلي أو المدنيين.

وأطلق بيريز على غزو لبنان اسم "عملية عناقيد الغضب" المستوحاة من أحد كتب المؤلف الأمريكي جون ستاينبك، حيث يتم تدمير الصغار والعذارى والرضع وحتى المسنين.

نعم، بيريز تغير في السنوات الأخيرة، ومثله كمثل أريائيل شارون، الذي شهد جنوده في مذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 عندما تم غزو لبنان، حيث أطلق على الآخر "صانع سلام"، لكن شارون لم يحصل على جائزة نوبل، يقول فيسك.

وتابع: "أصبح بيريز في السنوات الأخيرة مدافعًا عن حل الدولتين حتى إذا كانت المستعمرات التي كان يدعمها في تزايد".

يمكننا أن نطلق عليه، الآن، "صانع سلام"، يقول فيسك، لكن يجب أن نبدأ حصر عدد كلمات "سلام" التي تظهر مع اسمه في صفحات الوفيات خلال الأيام القليلة القادمة، ثم بعدها نحصي عدد المرات التي ستظهر فيها كلمة "قانا" التي تشير إلى المذبحة التي شارك فيها عندما كان رئيس لأركان الجيش الإسرائيل.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان