النازحون العالقون بين الأردن وسوريا يعانون من خطر الأوبئة ونقص المياة والغذاء
كتبت - أماني بهجت:
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا حول معاناة اللاجئين السوريين العالقين بين الحدود السورية والحدود الأردنية بعد أن شددت الأردن إغلاق حدودها في نوفمبر الماضي.
يعاني عشرات الآلاف من اللاجئين المنسين والعالقين في الصحراء بين الحدود السورية والحدود الأردنية منذ شهرين من نقص في المياة والطعام وانتشار الأوبئة وذلك وفقًا لعاملين في الإغاثة.
يعيش اللاجئون الذين ليس لديهم صرف صحي أو مرافق طبية في واحدة من أسوأ الظروف التي يمكن أن يعاني فيها النازحين من الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات، ووفقًا لنشطاء إن الوضع يمكن أن يقوض دور الأردن المرتقب في استضافة قمة كبرى للاجئين والتي من المقرر أن تعقد في نيويورك هذا الشهر.
ووفقًا للأمم المتحدة، 4 من كل 5 لاجئين فارين في الصحراء يبحثون عن مخرج من النساء والأطفال.
لا يُسمح لأي مساعدات أو شحنات غذاء أو إمدادات بالمياة بعبور الحدود، بالإضافة إلى أن المياة المتاحة بالكاد تغطي احتياجات الشرب في درجة حرار تصل إلى 50 درحة مئوية خلال قصل الصيف بالإضافة إلى عدم وجود صرف صحي.
وبحسب بعض التقارير، فبعض النازحين قاموا بحفر خنادق في الأرض لأنهم لا يملكون أي شئ ضد العواصف الرملية الصحراوية، واحدة من هذه المستوطنات تم قصفها من الطيران الروسي في يوليو.
ووفقًا لناتالي ثورتل وهي قائد الفريق الطبي لمنظمة أطباء بلا حدود، فالنازحين يعانون واحدة من أشد الظروف على وجه الأرض بالإضافة إلى عدم وجود مياة ولا غذاء ولا رعاية صحية بالإضافة إلى الخطر الدائم للتعرض لهجمات جوية.
وتشترك الأردن في استضافة قمة لزعماء الدول الكبرى بشأن اللاجئين في 20 سبتمبر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الدور الذي تتعامل معه بصعوبه في ظل أزمة الحشود الموجودة على حدودها ويقدر عددهم بـ 80 ألف شخص.
تقول الأردن أنها تستضيف ما يقرب من 1.4 مليون لاجئ سوري منهم 630 ألف مسجلون لدى الأمم المتحدة. وقد وضعت الأعداد الضخمة من اللاجئين ضغوطات كبيرة على اقتصاد المملكة ومواردها بالإضافة إلى المخاوف الأمنية.
بدأ النازحون ببناء الجدران الرملية بعدما تم إغلاق الحدود مع سوريا في نوفمبر الماضي، فأصبحوا عالقين في المنطقة الحدودية.
تقول ثورتل "لم يعد لديهم اي خيار، لا يمكنهم التقدم ولا يمكنهم العودة إلى سوريا".
في زيارته لشمال الأردن الأسبوع الماضي، قال ستيفين أوبراين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "بين كل جدار رملي وأخر عشرات الآلاف من الخيام قليلة السكان مقارنة بمخيمات اللاجئين العادية، عليك أن تتخيل كيف هو الحال في منتصف الصحراء في جو حار للغاية في خيام".
منذ مايو الماضي تم السماح لبعض منظمات الإغاثة بتقديم إمدادات محدودة من الغذاء والماء والمساعدات الطبية، وقضى فريق منظمة أطباء بلا حدود ست ساعات على الأقل يوميًا في عيادات متنقلة للوصول لمناطق الخدمات على هامش المعسكر.
على الرغم من أن الإمدادات تم قطعها في يونيو على خلفية أمنية بعد هجمات انتحارية للدولة الإسلامية على نقطة تفتيش للجيش الأردني وأةدت بحياة 6 جنود على الأقل. لكن نيل ساموندز الباحث في الشؤون السورية في منظمة العفو الدولية قال إنه لا يوجد صلة بين اللاجئين وبين الهجوم الإرهابي.
منذ يونيو الماضي أعطت السلطات الإذن فقط لطفل صغير مريض للغاية بأن يتم إجلاؤه وسمحت لمجموعات الإغاثة المعنية بعدم حدوث مجاعة بإلقاء المساعدات لمرة واحدة عن طريق رافعة في 4 أغسطس، لا يمكن مراقبة توزيع الإمدادات داخل المخيم لذا يمكن للأكثر احتياجًا ألا يحصلوا على أي من الإمدادات، ومنذ ذلك الحين لم تصل أي إمدادت أخرى.
هناك تقارير موثقة عن سوء التغذية وأن إمدادات المياة هي من 5 إلى 6 لترات للشخص الواحد في بعض المناطق وهو بالكاد ما يكفي لتلبية الاحتياجات من الشرب في هذا الحر القائظ ولا يوجد أي فائض من أجل الصرف الصحي والأمراض التي توطنت بسبب ذلك.
وتقول ثورتل إنه بحسب تقارير موثوقة فهناك ما يقرب من 30 حالة من اليرقان الشديد كل يومن وعلى الأقل 10 حالات وفاة في الشهر الماضي، بالإضافة إلى التهاب الكبد الوبائي نوع ب والذي يمثل خطورة شديدة على النساء الحوامل، ومعدل وفيات من 20-25%، بالإضافة إلى تقارير عن سقوط وفيات أثناء الحمل.
ثورتل جزء من فريق على أهبة الاستعداد متواجد بالقرب من الحدود ومسموح لهم بالدخول والعودة وذلك من أجل الحفاظ على محنة اللاجئين محطًا للأنظار.
وتنهي ثورتل التقرير متحدثة عن اللاجئين "كأنهم ليسوا موجودين، عالقين بين الجنة والحجيم، لم يرهم أحد منذ 8 أسابيع. من السهل جدًا نسيانهم وغيابهم عن وعي المجتمع الدولي والحكومة الأردنية والجميع".
فيديو قد يعجبك: