كاتب إسرائيلي يوضح: لماذا انتهت فكرة "دولة فلسطين"؟

كتب - علاء المطيري:
قال جدعون ليفي، كاتب يساري إسرائيلي، إن حل الدولتين بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد مات فعليًا، مشيرًا إلى أن استجابة مؤيدي هذا الحل تكون عدوانية عندما يحاول أي شخص تغيير إيمانهم بحدوث معجزة يمكن تٌحي الميت وتسمح بوجود دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل.

وتابع في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأحد: "السؤال حول إعلان موت حل الدولتين يعني كل شخص تقريبًا، مشيرًا إلى أن كل من شلومو أفنيري، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، يقولون أن حل الدولتين يواجه خطرًا عظيمًا، وربما يرون أنه يحتضر.

طريق مسدود

وتساءل ليفي: "ماذا يجب أن يحدث حتى يقتنع مؤيدي هذا الحل بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة بطريقة أو بأخرى؟. هل هم في حاجة إلى 10 أو 20 ألف مستعمر إسرائيلي آخرين يقيمون مستعمراتهم في الأراضي الفلسطينية، أم أنهم بحاجة إلى 5 سنوات أخرى من التفاوض للوصول إلى طريق آخر مسدود"، مضيفًا: "متى يقر مؤيدي حل الدولتين بأنه هذا الحل قد مات؟".

وتابع: "غالبية الناس يعرفون الحقيقة، لكنهم يرفضون الإقرار بها"؛ يعرفون أن عدد المستوطنين وصل إلى ما يمكن وصفه بالكتلة الحرجة، وأنه لا يوجد حزب في إسرائيل يستطيع إخلاء المستوطنات"، مضيفًا: "وبدن إخلائها لن يكون هناك إمكانية لقيام دولة فلسطينية على أرض الواقع".

وتابع ليفي: "يعرف الجميع أن المستوطنون الإسرائيليون لا ينوون تنفيذ حل الدولتين وكذلك الحكومة الإسرائيلية"، مضيفًا: "جميعهم يستمرون في النهج الاستيطاني".

تدمير متعمد

وأوضح ليفي أن وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية يعد حلاً مثاليًا يحقق العدالة للفلسطينيين والإسرائيليين، لكن إسرائيل تفعل كل ما بوسعها لتدميره عن طريق المستوطنات التي تقام في الأراضي الفلسطينية والتي تفرض واقعًا لا يمكن تغييره.

وألمح ليفي إلى أن غضب العالم من الزيادة المفاجئة في حجم المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية له ما يبرره لأنه واقع لا يمكن تغييره، والمحصلة هي أنه لا يمكننا تجنب الواقع الذي أوجدته المستوطنات.

وتابع: "بدل من أن يقر المدافعون عن هذا الحل بموته؛ فإنهم ينتظرون المعجزة التي ستبعثه مرة أخرى"، مشيرًا إلى أن كيري وأفينري كلاهما صادق النية في حديثه عن أن وجود الدولتين هو الحل الوحيد، لكن كلاهما ينكر أن هذا الحل قد مات.

الحل الوحيد

وأوضح ليفي أن الولايات المتحدة وأوروبا والسلطة الفلسطينية وإسرائيل مازالت تتغني بحل الدولتين بدافع قصورهما عن الاعتراف بعواقب الواقع الجديد.

ولفت ليفي إلى أن الحل الوحيد الذي مازال قائمًا هو وجود دولة ديمقراطية، تجعلنا نعيد التفكير في كل شيء له علاقة بالصهيونية وكل مزايا العيش في دولة يسكنها شعب واحد.

وتابع: "وجود دولة واحدة يعني اختيار من اينين؛ إما دولة عنصرية أو دولة ديمقراطية ولا يوجد اختيار ثالث"، مضيفًا: "ما يحدث في إسرائيل الآن يمكن أن يقود إلى دولة عنصرية، لكن يجب علينا أن نبحث إمكانية وجود دولة ديمقراطية".

وأوضح ليفي أن الدولة الواحدة وهي إسرائيل موجودة منذ زمن طويل، لكنه يجب علينا أن ندرس في الوقت الحالي كيف ستكون طبيعة النظام الحاكم فيها بعدما يصبح حل الدولتين غير ممكنًا.