لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

جيروزاليم بوست: دول الاعتدال العربي "حذرة" في انطباعاتها عن ترامب

06:53 م الإثنين 02 يناير 2017

دونالد ترامب

القاهرة (مصراوي)

قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إن دول الاعتدال العربي، مصر والسعودية والأردن، تتحسب في انطباعاتها عن إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أكثر من الدفع نحو متابعة فورية أو حثيثة للمقترحات التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمره الصحفي قبل أيام.

وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني الأحد، أن هذا غير متوقع بالنظر إلى أن كيري ورئيسه باراك أوباما أمامهما ثلاثة أسابيع فقط، فضلا عن قول ترامب أن سياساته ستكون أكثر ودا نحو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونلقت الصحيفة عن افتتاحية صحيفة "جوردن تايمز" يوم الخميس الماضي، "الآن مع التغيير الوشيك في البيت الأبيض، آراء كيري النبيلة ربما تبقى هامشا صغيرا في كتب التاريخ."

كيري

كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال في مؤتمر صحفي يوم الخميس الماضي إن مستقبل حل الدولتين للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني في خطر جسيم.

وقال كيري في تصريحاته بوزارة الخارجية الأمريكية: "برغم جهودنا المخلصة على مدى سنوات، بات حل الدولتين الآن في خطر جسيم. وحل الدولتين هو الطريق الوحيد لضمان سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وهو الضامن الوحيد لمستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديموقراطية، هذا المستقبل بات مهددا".

وتابع قائلا:" إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يؤيد علنا حل الدولتين، ولكن ائتلافه اليميني الحالي هو أكثر الائتلافات اليمينية في تاريخ إسرائيل الذي يحركه برنامج عمل يتضمن أكثر العناصر تطرفا، ونتيجة ذلك هي سياسات حكومية، وصفها رئيس الوزراء نفسه بأنها الأكثر التزاما بالمستوطنات في تاريخ إسرائيل، والتي تؤدي إلى عكس اتجاه حل الدولتين. فهي تؤدي باتجاه دولة واحدة."

وأضاف قائلا: "الحقيقة أن التوجهات على أرض الواقع من عنف وإرهاب وتحريض وتوسيع للمستوطنات واحتلال لا تبدو له نهاية كلها أمور تدمر آمال السلام عند الطرفين وترسخ بشكل متزايد واقع دولة واحدة لا يمكن تغييره ولا يريده أغلب الناس."

ورحبت القاهرة بما قاله كيري وقالت وزارة الخارجية إن مقترحات كيري تتماشى مع الرؤية المصرية لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين على حدود ما قبل حرب 1967.

غير أن جيروزاليم بوست قالت إن الأردن ومصر والسعودية تتحسس، إلى حد ما، حالة عدم اليقين التي تحيط بسياسات ترامب التي سوف تؤثر بشدة في مستقبلها.

وقال جبرائيل بن دور، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في جامعة حيفا، إن مصر والسعودية، من خلال ردودهما الإيجابية على مقترحات كيري، "تحاولان إظهار أنهما تؤديان السلام، وأنهما وسيطين مفيدين ذواتا صلة، وداعمتين رئيسيتين لعملية السلام، وتحاولان أيضا توقع ما الذي تأمل الإدارة الجديدة في واشنطن القيام به."

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية أن العواصم الثلاث، القاهرة والرياض وعمان، لها مقاعدها في مؤتمر 15 يناير الذي يحضره 70 وزير خارجية في باريس والذي يهدف إلى إعادة التأكيد على ضرورة حل الدولتين.

كما أشارت إلى أن كيري حدد في أن حلا سلميا للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يتضمن: حدود آمنة ومعترف بها بين إسرائيل ودولة فلسطينية معترف بها وقابلة للحياة قائمة على خط الهدنة الذي يفصل إسرائيل والضفة الغربية قبل حرب 67؛ تبادل متفق عليه للأرض؛ حل عادل وواقعي ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين؛ القدس عاصمة معترف بها دوليا للدولتين.

وبحسب الصحيفة، لاحظ الباحث في شؤون الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب بروس مادي فايتسمان، أن فحصا دقيقا لردود فعل القاهرة والرياض يؤكد أن أيا منهما ليست في عجلة لما طرحه كيري في كلمته.

وأشارت إلى ما قالته وزارة الخارجية المصرية إن "المبادئ التي طرحها جون كيري لإحياء عملية السلام تتسق في معظمها مع التوافق الدولي والرؤية المصرية، والعبرة بارادة التنفيذ".

أولويات السعودية

أما السعودية فرحبت بمقترحات كيري، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية السعودية الذي قال إن وجهات نظر الرياض تتماشى ما أغلبية القرارات والشرعية الدولية، وفقا للصحيفة.

وقالت الرياض إن مقترحات كيري بها عناصر مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية في قمة عربية في بيروت في 2002. وأضافت أن المقترحات تمثل "قاعدة مناسبة" لتحقيق تسوية نهائية للنزاع العربي-الإسرائيلي.

بيد أن مادي فايتسمان أشار إلى أنه "ليس هناك فقرة عملية في الرد السعودي تشير للمضي قدما بسرعة والقيام بهذا أو ذاك."

وقال "هذا يشير إلى أن السعودية تفهم أنه لن يكون هناك تحركا كبيرا في أي وقت قريب جراء تلك الكلمة."

وأضاف "هم يقرون بأن هناك إدارة جديدة قادمة تعبر عن نفسها بشكل مختلف بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط. الأولوليات الاستراتيجية السعودية في مكان اخر. هناك قضايا أكثر حدة تحتل تفكيرهم. القضية الفلسطينية-الإسرائيلي تراجعت لمرتبة اقل."

لكنه أشار إلى أن ذلك لا يعني أن السعودية لا تهتم وأنها ستمصي مع أي شيء قد تفعله الحكومة الإسرائيلية.

وقال "حتى هذه اللحطة لن يتخذ السعوديون أي دورا قياديا في الدبلوماسية الفلسطينية-الإسرائيلية إلا إذا طرحت إدارة ترامب مبادرة أو شيء اخر يجبرهم على القيام بذلك مثل (اندلاع) انتفاضة."

وتنبأ بأن الرياض سوف تحاول إقناع الولايات المتحدة ألا تنقل سفارتها إلى القدس.

القاهرة عينها على ترامب

أما القاهرة فكانت تفكر في تدخل ترامب قبل أسبوع من مبادرة ترامب، من خلال سحب مشروع قرار في مجلس الأمن يقول إن المستوطنات الإسرائيلية "غير شرعية".

وقالت الصحيفة إن مصر سحبت مشروع قرارها بعد حديث هاتفي من ترامب، وكان رد فعلها على مقترحات كيري وهي تفكر في ترامب، حيث حرصت على عدم الظهور وكأنها في مواجهة مع إسرائيل.

وقالت إن القاهرة التي ترى أن إدارة أوباما باعت الرئيس الأسبق حسني مبارك خلال الربيع العربي في 2011، ودعمت جماعة الإخوان المسلمين بعد ذلك، لديها آمال عالية في علاقات وثيقة مع ترامب. وتشعر مصر بالارتياح في أن الإدارة المقبلة لن تجعل من انتهاكات حقوق الإنسان بشأن سحقها للإخوان والمعارضة الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن مقال كتبه الدبلوماسي السابق حسين هريدي في صحيفة الأهرام ويكلي التي تصدر باللغة الإنجليزية، "قادة هذه الجماعة "الإرهابية" وهذه القوى الإقليمية والعربية التي توفر لهم الدعم يجب أن تدرك أن انتخاب ترامب سوف يبشر باتجاهات جديدة في السياسة الخارجية الأمريكية، والتي لن تواصل سياسات "التدخل" التي اتبعتها الإداراتان الأمريكيتان السابقتان."

وتابع هريدي "إذا حدث هذا سوف يكون هناك المزيد من التعاون الفعال بين الحكومتين الأمريكية والمصرية في التعامل بشكل بناء وناجح مع التحديات والتهديدات القائمة في أنحاء الشرق الأوسط."

وقال يورام ميتال، المتخصص في الشأن المصري في الجامعة العبرية في القدس، "مصر تريد في المقام الأول أن تفتح صفحة جديدة مع الإدارة الجديدة، هم يفهمون أن ترامب ينتقل بسياساته إلى مسار مختلف ويدركون خطاب الرئيس المنتخب الداعم لإسرائيل وسياسة نتنياهو".

وأضاف أن مصر أيضا حريصة على عدم الدخول في نزاع مع إسرائيل بشأن المستوطنات.

الأردن مثقل بالأعباء

بالنسبة للأردن، فقد قالت المملكة إن رؤية كيري تتماشى مع موقفها.

وقالت الصحيفة إن الأردن لديه رهان أكبر من أي بلد عربي اخر على حل الدولتين، إلا أنها مثقلة بأعباء النزاعات حولها في سوريا والعراق، واستيعاب اللاجئين السوريين والإرهاب في داخل المملكة، وافتقار النفوذ للدفع في اتجاه المفاوضات.

يقول مادي فايتسمان "يخشون من أن يتوغل الفلسطينيون في الأردن وأن يصل تصاعد النزاع في الضفة الغربية والقدس إليها".

"يأملون من إمكانية تطبيق خطة كيري لكن ليس لديهم النفوذ الذي يجعل ذلك يحدث."

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان