لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الجارديان: في الذكرى الأولى لمقتل ريجيني..العلاقات المصرية الإيطالية في "مأزق"

02:01 م الخميس 26 يناير 2017

كتبت- هدى الشيمي:

بعد نشر التليفزيون المصري مقطعي فيديو يظهر فيهما الطالب الإيطالي الراحل جوليو ريجيني، يتحدث مع نقيب الباعة الجائلين محمد عبدالله، تشير صحيفة الجارديان البريطانية إلى ظهور معلومات جديدة عن قضية مقتل الطالب الإيطالي، التي تسببت في زعزعة استقرار العلاقات المصرية الإيطالية، منذ حوالي عام.

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن باز زاراتي صديقة ريجيني المقربة، ومجموعة من أصدقائهما المشتركين كانوا أول من بدأ الحملة العالمية للمطالبة بمعرفة حقيقة مقتل الطالب الإيطالي، بعد العثور على جثته مليئة بالكدمات والسحجات في حفرة على الطريق بعد تسعة أيام من اختفائه، في 25 يناير العام الماضي.

تتذكر "زاراتي" المحادثة الأخيرة بينها وبين الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، 28 عاما، قبل اختفائه من شوارع القاهرة، العام الماضي.

نقلت الجارديان عن "زاراتي" أن ريجيني كان سعيدا في الحياة والحب أيضا، وكان منشغلا بأبحاثه، وتضيف: "كان يحاول مساعدة الناس على العمل، ودفعهم للأمام في حياتهم".

وترى الجارديان أن حملة "زاراتي" واصدقائها أثارت عدة تساؤلات حول العلاقات المصرية الإيطالية، إذ استدعت الأخيرة سفيرها في القاهرة، للتعبير عن إحباطها الناجم عن عدم التعاون في التحقيق لمعرفة أسباب وفاة ريجيني - على حد تعبير الصحيفة.

وأضاف الصحيفة أنه حتى الآن لم تُكشف الأسباب الحقيقية وراء مقتل ريجيني، إلا أن أغلب الإيطاليين – حكومة وشعبا- يعتقدون أنه عُذب، وقُتل على يد عناصر من الدولة المصرية، رغم نفي الحكومة المصرية ذلك.

وتؤكد الصحيفة البريطانية أن عجز الحكومة المصرية على معرفة قاتل ريجيني ومحاسبته، وتفسير ما جرى له بالضبط، ألقى بظلاله على العلاقات بين إيطاليا ومصر، مما جعل عملية نشر الاستقرار في ليبيا أصعب، خاصة وأن الأزمة الليبية من أهم الملفات الخارجية لدى روما.

وما زاد الوضع تعقيدا هو دعم الحكومة المصرية خليفة حفتر، القائد العسكري الليبي، والذي يعارض إيطاليا، والحكومة التي تدعمها الأمم المتحدة في طرابلس، حيث أعادت روما فتح سفارتها هناك.

ويرى مسؤول إيطالي، طالب بعدم الكشف عن هويته، أنهم في مأزق، وتصارع الحكومة لمعرفة كيفية انهاء المشكلة مع القاهرة، خاصة وأن بينهما الكثير من الاهتمامات الخارجية، من بينها الأزمة الليبية التي تفاقمت كثيرا الآن، ولدى مصر تأثيرا كبيرا عليها.

يُشار إلى أن أكثر من 180 ألف مهاجر انطلقوا من ليبيا وسافروا عبر البحر إلى إيطاليا في عام 2016، مما جعل أزمة المهاجرين تتفاقم هناك.

بحسب المحققين المصريين والإيطاليين الذين يلتقون بشكل منتظم، فإنهم استطاعوا إحراز تقدم في القضية، وحصلوا على كافة الأدلة من بينها المكالمات الهاتفية.

وتبذل عائلة ريجيني جهودا مستقلة لمعرفة حقيقة مقتل نجلهم، وطالبوا الحكومة المصرية مرتين بالحصول على نسخ من ملف القضية، إلا أنهم لم يحصلوا على أي رد حتى الآن، وتقول الصحيفة إن الملف يحوي بعض المعلومات الحساسة مثل أسماء الأشخاص المتورطين في الجريمة.

ويرى ستيفانو ستيفانيني السفير السابق لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، أن الأزمة الليبية تحتاج لقدر كبير من التدخل الدبلوماسي، وقضية مقتل ريجيني تقف كحجر عثرة في المنتصف، مشيرا إلى أن العلاقات الإيطالية المصرية وصلت لأدنى مستوياتها.

ويؤكد مسؤول حكومي رفيع المستوى عمل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أن مقتل ريجيني تسبب في تضرر العلاقات بين البلدين (مصر وإيطاليا) بشدة.

من جانبه، نفى أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية استمرار تأثير القضية على العلاقات بين البلدين، وقال: "في البداية كان هناك بعض الحساسية بين الحكومتين خاصة مع بداية التحقيقات، بسبب حرص الجانب الإيطالي للتوصل الاستنتاجات في أسرع وقت ممكن".

وتابع أبو زيد قوله :" مع الوقت، وباستمرار التعاون أعتقد أنه أصبح واضحا للجانب الإيطالي أن السلطات الإيطالية تبذل أقصى جهدها لمعرفة الجاني".

رغم تضرر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تقول الصحيفة إن الصفقات ما تزال توقع، إذ توسعت صفقات الطاقة بين روما والقاهرة، وأصدرت شركة "إيني" للنفط التي تسيطر عليها الحكومة الإيطالية، بيانا تطالب فيه بتحقيق العدالة في قضية ريجيني، إلا أنها توسع أعمالها في مصر.

وفي إيطاليا، ما تزال الأعلام الصفراء المطالبة بالكشف عن حقيقة مقتل ريجيني تُرفرف فوق البنايات والمنازل، ولكنها لم تعد كما كانت، وتشير الصحيفة لتحول باولا والدة ريجيني لرمز للبحث عن الحقيقة والعدالة، ليس في قضية مقتل ابنها فقط، ولكن في كل قضايا انتهاك حقوق الانسان.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان