اتهامات متبادلة في صحف مصر وقطر بسبب انتخاب مديرة اليونسكو
لندن – (بي بي سي):
تبادلت الصحف المصرية والقطرية الانتقادات والاتهامات بعد المنافسة الشرسة بين مرشحي البلدين على إدارة اليونسكو التي آلت في الأخير للفرنسية من أصل مغربي أودري أزولاي بعد فوزها بالمنصب في الجولة الأخيرة مع المرشح القطري حمد عبدالعزيز الكواري.
واهتمت الصحف المصرية بخسارة المرشحة المصرية مشيرة خطاب للمنصب، وأظهر بعضها شماتة في إخفاق المرشح القطري أمام منافسته الفرنسية.
كما اتهمت عدة صحف مصرية الدوحة باستخدام المال في محاولة لإنجاح مرشحها في هذه الانتخابات، فيما أشارت الصحف القطرية إلى ما سمته "أحقادا عربية" ضد الدوحة.
اتهامات لقطر "باستعمال المال"
اتهمت صحيفة الوفد المصرية قطر بأنها "أنفقت مليار دولار كرشى في معركة اليونسكو"، كما تحدث محمد أمين في صحيفة المصري اليوم عن "انتهاكات شابت هذه الانتخابات". يقول أمين: "تحملت مصر خسارة كبرى في اليونسكو، لكنها لم تستخدم أي أسلحة قذرة، مما استخدمته قطر بفجاجة، أو حتى ما استخدمته فرنسا بدرجة أقل.. صحيح أن باريس مارست ضغوطاً كبرى".
أما عباس الطرابيلي في صحيفة الوفد فدعا إلى"إعادة تقييم المعركة ونتائجها"، إذ رأى أن مصر لجأت إلى العواطف في معركة اليونسكو "أكثر من المصالح... اعتمدنا على وعود دول أفريقية يقود المال معظم تحركاتها".
ويستطرد الطرابيلي بالقول إنها "كانت معركة تحاول فيها قطر الانتقام من مصر.. ودورها في كشف مؤامراتها ضد المنطقة العربية".
كذلك يقول السيد البابلي في صحيفة الجمهورية إن انتخابات اليونسكو "لم تكن معركة في باريس ولكنها كانت خارج الحدود، بعلاقات واتصالات ومواقف معلنة وغير معلنة، وبأموال ومصالح متعددة وباتفاق خلف الكواليس على نجاح المرشحة الفرنسية في نهاية مراحل التصويت".
وتشير صحيفة الجمهورية إلى "دعم مصر القوي" للمرشحة الفرنسية أودريه أزولاي التي فازت بالمنصب.
ونشرت بعض الصحف المصرية نفي وزارة الخارجية المصرية أي علاقة لها بصاحب الهتاف ضد قطر. كما وصفته صحيفة روزاليوسف بأنه "دبلوماسي مزيف".
لكن صحيفة الدستور أعربت عن تعجبها "ممن أغضبهم هتاف المصري - سواء كان دبلوماسياً أو أحد أفراد الجالية المصرية في فرنسا - في ساحة اليونسكو بسقوط قطر".
"تسقط قطر طبعاً، أوافق على ما جرى.. ولمن يبحثون عن الصورة والتقاليد الدبلوماسية أن يراجعوا ما فعلته قطر بالجميع، وبعد كل ذلك كانت تريد أن تغسل سمعتها وتبيض وجهها بقيادة مؤسسة العلوم والثقافة، وهو ما أوقفه العالم، لأننا لم نصل بعد إلى قاع المستنقع".
"أحقاد عربية" ضد قطر
في المقابل، دافع كتاب قطريون عن مرشحهم في اليونسكو وعن إدارة الدوحة لترشيح الكواري.
تقول نورة المسيفري في صحيفة العرب القطرية إن "الجولات الأربع التي كسبها مرشح قطر بنزاهة وشرف نتيجة لعمل دؤوب ومتقن يقدّره المتحضرون، فيصوّتون له بكل ثقة، بالضبط كما يغيظ المتخلفين فيصوّتون ضده".
أما أمينة العمادي فتكتب في صحيفة الشرق القطرية: "نخوض معاركنا الانتخابية بشرف ونزاهة رغم ادعاءات أنظمة دول الحصار التي ملأت العالم إشاعات مغرضة حول قطر".
وامتدحت صحيفة الشرق القطرية سلوك مندوب قطر في اليونسكو بإنه "مثال للسلوك الأخلاقي الرشيد الوفيّ لقيم الأجداد" في إشارة إلى رده على هتاف أحد الأشخاص ضد قطر في أروقة المنظمة.
وتوضح سهلة آل سعد أن المرشح القطري "قد خسر المنصب بفضل مصر (العربية) التي تدخلت للحد من تقدمه بانسحابها هي من المنافسة، وتحويل أصواتها لصالح المرشحة الفرنسية".
وتقول صحيفة العرب القطرية إن انتخابات اليونسكو "كشفت أحقاداً عربية تجاه قطر".
من جانبه، شن ربيعة الكواري في صحيفة الشرق القطرية هجوماً لاذعاً على مصر بسبب ما يصفه "بتخاذل مكشوف" من وفدها في المنظمة الدولية "وبالتنسيق مع دول الخزي والعار". يقول الكاتب إن الوفد المصري "حوَّل الانتخابات إلى حرب سياسية حمقاء ضد قطر".
يقول الكواري إن "اليونسكو خسرت حمد عبد العزيز الكواري بسبب خيانة العرب له... بمؤامرة عربية مكشوفة قادتها مصر كعادتها في مثل هذه المواقف".
ويضيف أن فوز فرنسا جاء "بتواطئ مصري انكشف من خلال الوفد المصري الذي منح فرنسا المنصب نكاية بالدول العربية".
في السياق ذاته، يربط سالم مبارك في صحيفة العرب القطرية بين الأزمة الخليجية وما حدث في انتخابات اليونسكو التي خاضها المرشح القطري.
يقول مبارك: "يحاولون دوماً التقليل من شأن قطر، لكنّهم لا يفوّتون فرصة للتعبير عن حقدهم وحسدهم".
تقول الوطن القطرية في افتتاحيتها: "لقد كسبت قطر احترام العالم، من خلال تلك المعركة الشريفة، بينما كان الخسران المبين، حليف الحاقدين، الذين قدموا نموذجا للانحدار الوطني والاخلاقي، وانزلقوا بما بقي من العروبة إلى هاوية سحيقة".
"خسارة عربية"
في مقاله تحت عنوان "دروس اليونسكو" يقول عبدالناصر سلامة في المصري اليوم: "أعتقد أن دروساً عديدة مستفادة من المعركة على رئاسة اليونسكو، أهمها هو ذلك الدرس الواضح بألا مستقبل للعرب دون التضامن والوحدة، فلا المال وحده يكفي، ولا الفهلوة كافية، ولا العناد والانقسام يحققان أي مكاسب".
ويشير سلامة إلي التناقض بين دور المنظمة وما تشهده الحالة المصرية من "إغلاق وسائل إعلام، ومواقع إلكترونية، واعتقالات ومحاكمات تتعلق بالرأي، وغير ذلك كثير، صدرت بشأنه إدانات دولية".
يقول عمرو الشوبكي في المصري اليوم إلي أن "المعركة في اليونسكو لم تكن فقط معركة فكر وثقافة، فقد استخدم فيها المال والنفوذ السياسي من الجميع والتربيطات والتحالفات".
يضيف الشوبكي في مقاله تحت عنوان "الخسارة العربية في اليونسكو" إن "المفارقة أن المرشح القطري خارج السياق السياسي الحالي الذي أضرت فيه نظم سياسية بمرشحيها يبقى مرشحاً جيداً وكان يمكن أن يكون جسرا للثقافة العربية".
فيديو قد يعجبك: