واشنطن بوست: استعادة بغداد لكركوك يمنح إيران اليد العليا في إدارة الصراع
واشنطن – (أ ش أ):
علقت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء على استعادة القوات العراقية السيطرة بالكامل على مدينة كركوك بشمال البلاد والغنية بالنفط، وما تلى ذلك من نزوح الالاف من أكراد المدينة، واعتبرت الصحيفة أن أحداث الأمس أكدت أن لإيران اليد العليا في إدارة الصراع الراهن بالعراق.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن هناك العديد من السبل مكنت إيران من الاستفادة من الوضع الراهن في العراق حيث لم تؤد معركة الأمس إلى تقويض وحدة الأكراد فقط، لكنها أيضا عززت من دور الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وجعلتها تبدو كأوصياء على إذكاء روح الوحدة الوطنية بدلا من الطائفية.كما أنها وضعت الولايات المتحدة في موقف حرج يتطلب منها إما تقويض حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إذا ما وجهت إليها الانتقادات بشكل علني أو تخوين الأكراد والوقوف بجانب إيران.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الكلمات الحادة التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقوات الحرس الثوري الإيرانية مؤخرا، إلا أنه تجنب اتخاذ موقف علني بشأن الوضع في كركوك، وقال يوم أمس:"إننا لا نحبذ حقيقة أنهم يتصارعون"...واضاف:"نحن لم يكن علينا ابدا ضرورة التواجد هناك"، مشيرا إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وأضافت الصحيفة:"أن مثل هذه الاستجابة الحذرة ليست عادة ترامب، لكنها أيضا لا تعد بالضرورة شيئا سيئا. فمن مصلحة الولايات المتحدة أن تعمل على تهدئة الوضع. ولأجل ذلك، يتعين على واشنطن أن تقنع بغداد وأربيل بالاتجاه صوب طاولة المفاوضات، فضلا عن التعامل مع تنامي الخلافات بين الأكراد وبعضهم البعض.
مع ذلك، فإن بعضا من هذه السياسة تُفعل حاليا، حيث تدرس واشنطن وقف برنامج تدريب وتجهيز القوات العراقية في حال استمرت الاعتداءات ضد أكراد العراق".
ومع ذلك، حذرت الصحيفة بأنه في حال قرر ترامب تغيير المسار والوقوف بجانب أحد الأطراف، فإنه بذلك سيعرض واحدة على الأقل من العلاقات الحيوية للولايات المتحدة للخطر ويضعها رهن تصرف إيران.
وأشارت إلى أن عددا من المراقبين وجه انتقادات إلى العبادي لتسرعه الشديد في استخدام القوة- ربما بإيعاز من إيران، الحليفة لحكومة العبادي المؤلفة من أغلبية شيعية في بغداد.
كما اعتبرت الصحيفة أن سهولة الاستيلاء على المدينة في يوم أمس وما تأكد من ضعف مقاومة القوات الكردية تعد جميعها دلائل على وجود انقسامات سياسية داخل المجتمع الكردي حيث اتهمت القيادة العامة للبشمركة، ردا على تقارير تفيد بأن بعض الجنود الأكراد أمروا بالإنسحاب، مسئولون من الاتحاد الوطني الكردستاني في مدينة كركوك بالخيانة والمساعدة على "تفعيل المؤامرة ضد الشعب الكردستاني".
وأخيرا، قالت "واشنطن بوست" إن ما يزيد من ضبابية المشهد في العراق يتمحور حول مزاعم انخراط ميليشيات مدعومة من إيران في عملية الأمس، وهو ما جاء بعد أيام قليلة من تصريح ترامب بشأن أنشطة طهران لـ "زعزعة استقرار الشرق الأوسط"، لذلك فإن أي قرارات مندفعة من جانب ترامب قد تصب في صالح أنشطة إيران التي طالما انتقدها ترامب بنفسه.
هذا المحتوى من
فيديو قد يعجبك: