صحف الخليج: تأجيل القمة الخليجية القادمة "وارد".. وعلى أمريكا حسم موقفها من الأزمة
كتبت- رنا أسامة:
أبرزت صحف الخليج في أعدادها الصادر اليوم، الأحد، تخبّط الدوحة السياسي الذي يبدو جليًا في محاولاتها إرضاء الولايات المتحدة تارة وكسب وِد إيران تارة أخرى، في استمرار من جانب النظام القطري ممارسة لعبة الاستقواء وتدويل أزمته المستمرة منذ أكثر من 100 يوم مع الدول العربية الأربع المقاطعة. وفي الوقت نفسه رجّحت احتمالية "تأجيل" القمة الخليجية المُقرّر عقدها في الكويت في ديسمبر المقبل.
وتزامنًا مع بدء ثاني الجولات الخليجية لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في إطار الجهود لحل الأزمة، دعت الصحف الولايات المتحدة لحسم أمرها من دولة تؤوي جماعات إرهابية وتتحالف مع إيران، في إشارة إلى قطر، مُعتبرة أن الدوحة ليست في حاجة إلى حوار بقدر حاجتها إلى "احترام كلمتها" والإبقاء على التعهد.
"التخبّط القطري"
كتبت صحيفة اليوم السعودية، في كلمتها، تقول إن "التخبط القطري السياسي يبدو واضحا بين محاولة الدوحة إرضاء واشنطن وكسب ود طهران، وهو تخبط يرسم ازدواجا خطيرا ترفضه الإدارة الأمريكية التي تعمل وفقًا لسياستها الجديدة تجاه طهران على تغيير النظام الإيراني برمته وعدم الاكتفاء بالعقوبات الناجمة عن استمرارية النظام في تطوير أسلحته النووية، فقد أضحت طهران بؤرة إرهاب خطيرة في المنطقة لا تهدد دولها فحسب بل تهدد دول العالم كلها".
وأضافت أن "هذا التخبط يعني فيما يعنيه استمراء لعبة الاستقواء وتدويل الأزمة بميل الدوحة إلى إرضاء واشنطن ويعني في ذات الوقت الاستمرار بالتعاون مع طهران في كل مجال وميدان بما في ذلك العمل على نشر خطاب الكراهية بين الشعوب وتصعيد موجة الإرهاب بكل صوره وأشكاله".
وأشارت إلى أنه برغم محاولات واشنطن والكويت لرأب الصدع وإعادة الأمور إلى نصابها بين الدوحة والدول الأربع، إلا أن ساسة قطر ماضون في ركوب رؤوسهم وعدم الاصغاء لصوت العقل، وهذا يعني أن تجاوز الأزمة يمر بمأزق حقيقي مرده إلى أن النظام القطري يرفض كل النداءات الموجهة إليه بمكافحة ظاهرة الإرهاب والتخلص من رموزها المتواجدين بالدوحة.
واختتمت الصحيفة كلمتها مؤكّدة أن "التخبط الذي يرى بوضوح في السياسة القطرية بين واشنطن وطهران لابد من النظر فيه بعيون المصالح التي سوف تنجم عنه، والمصالح المرئية تقول بأهمية وقف التعاون القائم حاليًا بين الدوحة وطهران بكل أشكاله ومسمياته؛ إبعادًا لدول المجلس ودول المنطقة عن الأخطار الناجمة عن هذا التعاون المشين الذي لن يعود على قطر وكافة دول العالم إلا بمزيد من القلق والاضطراب".
"القمة الخليجية"
وعرجت د. فاطمة الصايغ، في مقالها بصحيفة "البيان" الإماراتية، إلى القمة الخليجية القادمة، قائلة إن "أهمية هذا الاجتماع تتنامى لسببين، أولهما أنه سوف يكون حاسمًا في موضوع رد قطر إلى صوابها، والقبول بالإجماع الخليجي الذي نص عليه ميثاق مجلس التعاون عند إنشائه، والسبب الثاني، أنه سوف يطمئن الرأي العام الخليجي على مستقبل المجلس، ويضعه على بينة بتطور الأحداث في الخليج، وبداية إيجاد مخرج للأزمة الخليجية التي طال أمدها".
واعتبرت الكاتبة أن قبول الجميع بحضور هذا الاجتماع، هو في حد ذاته دليل على رغبة قطر على عدم الانفصال عن الجسم الخليجي، هذا الانفصال الذي كانت أسبابه واضحة، ألا وهي تمويل قطر للمنظمات الإرهابية، واحتضانها لبعض قيادات الإرهاب في قطر، الأمر الذي رمى ظلالاً سوداء على مستقبل مجلس التعاون الخليجي.
وشدّت الصايغ على ضرورة أن يكون اجتماع الكويت "محوريًا وجادًا، يعكس الرغبة الحقيقية"، لا لمعاقبة قطر على مواقفها السابقة، ولكن لتبيان الرغبة الحقيقة في رد قطر لصوابها، حماية لأمن قطر وأمن شعبها. مؤكّدة أن خروج قطر من المنظومة الخليجية قرار لا يعكس رغبة دول الخليج ولا أولئك الغيورين على المصلحة الخليجية، بل يعكس رغبة خصوم الخليج والمشككين في استمرارية مجلس التعاون. لهذا، يأمل أهل الخليج في أن ترجع قطر إلى صوابها، وألا تكون سببًا في انهيار هذه المنظومة.
"تأجيل وارد"
أما "الراي" الكويتية فنقلت عن مصادر دبلوماسية خليجية، أن احتمال تأجيل قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربي المقرر عقدها في الكويت في ديسمبر المقبل "وارد نظرًا الى عدم تحقيق تقدم في حل الأزمة القطرية".
ورجحت المصادر أن تؤجّل القمة ستة أشهر "إلا اذا حصل اختراق سياسي كبير بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى الرياض للمشاركة في محادثات مجلس التنسيق السعودي- العراقي التي تبدأ اليوم، ويرفقها بزيارة أخرى الى الدوحة وبعدها الى دول آسيوية". متوقعة في الوقت نفسه "عدم وجود مؤشرات قوية إلى حل قريب".
"زيارة تيلرسون"
فيما تطرّقت سوسن الشاعر في مقالها بـ"الوطن" البحرينية، إلى الجولة الخليجية الثانية التي يبدأها وزير الخارجية الأمريكي اليوم، الأحد، بزيارة المملكة العربية اليعودية، مُتسائلة "ما هو الجديد الذي سيقدمه السيد تيلرسون للتحالف الرباعي غير نصيحته (بالحوار) مع قطر؟ وغير التأكيد على وحدة دول الخليج من أجل محاربة الإرهاب؟".
وقالت الكاتبة "نحن لا نتكلم عن اختلافات في الرأي أو في السياسة بيننا وبين قطر، ولا نجاري قطر في حججها الواهية التي هي أشبه (بكلام النسوان)، إننا نقاطعها لأننا نغار منها ونحسدها على جمالها وعلى طول شعرها.. إلخ، فذلك الاستخفاف بحجم الخطر وحجم معاناتنا من الإرهاب هو الذي دفع التحالف الرباعي على الإصرار على إجراءات حماية أمنه بمقاطعة الدولة التي تؤوي تلك الجماعات، وهذا حقه ولا أحد ينازعه عليه".
وتابعت موجّهة رسالة للوزير الأمريكي: "الإرهاب يا سيد تيلرسون ليس هو الموجود في الرقة وفي الموصل فقط، بل هو الذي يضرب مصر الآن وهو الذي يضرب السعودية في العمق وفي الحد الجنوبي وهو الذي يضرب البحرين في العمق، ويحاول التخريب في الإمارات، والجماعات التي تقوم بتلك الأعمال نصنفها نحن كجماعات إرهابية، ونحتاج أن نعرف موقف الولايات المتحدة الأمريكية منها، كما نحتاج أن نعرف موقف الولايات المتحدة الأمريكية من قطر التي تؤوي تلك الجماعات وتدعمها، فيبدو أن موقفها متساهل مع الإرهاب الذي يضرب أمننا ولا يتساوى عندها مع إرهاب الدواعش أو القاعدة!".
واختتمت مقالها بالقول "بالنسبة لنا فنحن لدينا مسؤولية محاربة الإرهاب ومكافحته ونحن جادون كما تعاهدنا مع الولايات المتحدة الأمريكية في الرياض، فإن كنتم جادين فعلاً فعليكم أن تحسموا أمركم من دولة تؤوي جماعات إرهابية وتتحالف مع إيران، وعلى قطر إن شاءت العودة لأهلها وناسها فإنها لا تحتاج للحوار بل تحتاج أن تحترم كلمتها فالكلمة التي تقال في مجالس الرجال شرف، ومن بعدها يكون الحوار ممكناً على كيفية التأكد من الالتزام بالكلمة والإبقاء على التعهد".
فيديو قد يعجبك: