إعلان

واشنطن تقترح 3 أسس للحل في الأزمة اليمنية بينها "مرحلة انتقالية"

11:30 ص الإثنين 23 أكتوبر 2017

السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر

القاهرة- (مصراوي):

شدّد السفير الأمريكي لدى اليمن ماثيو تولر، على أن الحل في اليمن يجب أن يكون قائمًا على ثلاثة أسس، تتمثل في "وقف القتال، وعدم إعاقة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومرحلة انتقالية تمثل كل اليمنيين".

وقال في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، إن بلاده "تعمل مع شركائها في المنطقة، ودول أخرى مهتمة بهذا البلد بالغ الأهمية، على تحقيق سلام يوفر لليمنيين العاديين حياة مستقرة ومزدهرة".

وأضاف تولر، في إجاباته التي وردت عبر البريد الإلكتروني، "لا تعتقد الولايات المتحدة بأن هناك حلًا عسكريًا للصراع في اليمن الذي تسبب بمعاناة غير عادية للشعب اليمني على مدى ثلاثة أعوام، ونحث جميع أطراف النزاع باستمرار على وقف إطلاق النار والمجيء إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على حل شامل وثابت".

وفي الوقت نفسه، أكّد السفير الأمريكي دعم بلاده جهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد في تحقيق السلام كما تدعمها الدول الأخرى التي تعمل على إنهاء الصراع، مُضيفًا "اليمنيون أنفسهم فقط هم من يمكنهم أن يتفقوا على حل عادل ومُستدام".

وبسؤاله حول ما حققته واشنطن بعد تصريحاته السابقة عن أن الولايات المتحدة تقود جهودًا في اليمن، قال تولر "نواصل التزامنا في تحقيق حل سياسي إلا أنه هناك مستوى عالٍ من انعدام الثقة وبعض الأطراف التي تستغل الصراع لتحقيق مصالحها وبالتالي بات التقدم نحو السلام صعبًا".

واستطر السفير الأمريكي، قائلًا "لكن، ورغم هذا، حققنا بعض التقدم في الجانب الإنساني حيث قدمنا مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 637 مليون دولار حتى نهاية العام الذي انتهى بتاريخ 1 أكتوبر2016. وقد أعانت هذه المساعدات نحو 6 ملايين نسمة (5.9 مليون) في مكافحة سوء التغذية، ومرض الكوليرا، والنزوح نتيجة للحرب، وأعتقد بأن عملية التنسيق بين الولايات المتحدة والمانحين الآخرين الأسخياء قد شهدت تحسنًا ملحوظًا".

وعن وجود أية إشارات إيجابية من الحوثيين أو صالح تعبر عن رغبتهم في العودة إلى طاولة المفاوضات، أكّد تولر على اعتقاده بأن "كلا الطرفين جاهز للمفاوضات الجادة لإنهاء المعانات الفظيعة التي يعانيها شعبهم حيث تريد الغالبية العظمى من الشعب اليمني تحقيق السلام"، كما يعتقد بأن هذا مع حسن النوايا، يجب أن يتحقق بأسرع فرصة ممكنة إذ أن الدمار استمر بما يكفي.

ويُمثّل الطرف الانقلابي (الحوثي وصالح) المعطل الرئيسي لكافة مشاريع التسوية السابقة التي طرحت سواء عبر المفاوضات المباشرة في الكويت أو من خلال ما يفضل المبعوث الأممي تسميته بـ"الجولات المكوكية"، وهي لقاءات يعقدها ولد الشيخ في أكثر من دولة سعيا وراء إنجاح الخطط والمبادرات الشاملة والمجزأة التي يطورها بين وقت وآخر.

وفي السياق نفسه، بدأ المبعوث الأممي لدى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، أحمد زيارة جديدة للمنطقة استهلها بالعاصمة السعودية الرياض، وأجرى خلالها لقاءات مع الرئيس اليمني ووزير الخارجية اليمني.

وسبق ولد الشيخ إلى الرياض زيارة أجراها أليستر بيرت وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية، كما زار الرياض وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ونائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي تيم ليندر كينج.

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصدرين دبلوماسيين على اطلاع بملف التسوية اليمني، أن اجتماعات الرياض من المرتقب أن يتمخض عنها لقاء وزاري للمجموعة الخماسية حول اليمن -والتي تضم "السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وسلطنة عمان". ومن المرتقب أن يتم الاجتماع خلال نهاية الأسبوع الحالي أو بداية المقبل، لكن مصدرًا دبلوماسيًا عربيًا قال للصحيفة إن "الاجتماع لم يُجر تأكيده بعد".

ويظهر من خلال الزيارات التي يجريها المسؤولون البريطانيون والأمريكيون بالإضافة إلى انطلاق جولة المبعوث الأممي الجديدة من الرياض، أن ملف التسوية تحرك بعد جمود وفتور، بحسب الصحيفة.

يُذكر أن الصراع المسلح في اليمن منذ عام 2015 أدى، بحسب الأمم المتحدة، إلى مقتل 8530 شخصا، 60 في المئة منهم مدنيون، بالإضافة إلى جرح 48 ألفا و800 شخص جراء الغارات الجوية أو الاشتباكات على الأرض.

كما أفضى إلى معاناة 20.7 مليون شخص من نقص حاد في المساعدات الإنسانية في أكبر حالة طوارئ لنقص الأمن الغذائي في العالم، بالإضافة لتفشي مرض الكوليرا والذي أدى لإصابة 775 ألف شخص ووفاة 2130 مريض.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان